1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معتقل داخاو: صورة أخرى للوحشية والعنصرية إبان الحقبة النازية

دويتشه فيلّه١ مايو ٢٠٠٦

لم تكن معتقلات الحكم النازي تختلف كثيراً عن بعضها من حيث إهدار كرامة الإنسان بشكل أو بأخر وإن اختلفت في تصنيفاتها. معتقل داخاو العنصري استخدم لتنقية المجتمع من أناس اعتبروا شوائب اجتماعية وفقا للأيديولوجية النازية.

المحررون من معتقل داخاوصورة من: AP

قبل حوالي 61 عاما، وعندما كان النظام النازي في ألمانيا ينهار أمام ضربات الحلفاء، تم تحرير سجناء معتقل "داخاو" النازي الواقع بالقرب من مدينة ميونخ الألمانية، الذي يعد من أولى المعتقلات النازية، التي تم بنائها بعد وصول ادولف هتلر إلى السلطة عام 1933، كما كان هذا المعتقل بمثابة شاهد حي على مدى فظاعة وعنصرية الأيديولوجية النازية.

صور من وحشية النظام النازيصورة من: AP

بعد انهيار النازية وانتهاء الحرب العالمية الثانية شيدت الحكومة الألمانية نصبا تذكاريا لضحايا المعتقل يؤمه اليوم مئات الزوار في اليوم ليس من ألمانيا فقط، وإنما من مختلف دول العالم أيضا. معظم هؤلاء من جيل الشباب الذين لم يعايشوا النظام النازي لحسن حظهم، لكنهم سمعوا وقرءوا عن فظائعه. وهذا التذكار قصد به ان يكون ناقوساً يدق في ذاكرة هذه الأجيال للتذكير بمآسي الماضي، كي لا يموت في ثنايا كتب التاريخ وحتى لا تتكرر المآسي. ويحاول الزائر لهذا المكان، بمساعدة المسئول عن التعريف بالمعتقل، رسم صورة تقريبية عن ما حدث هنا من أعمال وحشية بين عامي 1933 و1945 "من هنا من هذا الشارع كان المعتقلون يمرون وعبر هذا الباب الحديدي يدخلون ويخرجون يوميا" هكذا يشرح ميشائيل فرانكه لزوار المعتقل. ويضيف فرانكه أن الشيء الوحيد والدرس الذي يجب على المرء أن يتعلمه هو انه لا يجب السماح لمثل هذا الأعمال الوحشية ان يتكرر، وتلك مسؤولية هذه الأجيال، حسب تعبيره.

الأسر والعزل "لحماية المجتمع الطبيعي!"

الناجون في داخاو يتذكررون أهوال المعتقلصورة من: AP

يعود تاريخ إنشاء هذا المعتقل إلى بدايات فترة الحكم النازيين الذين وصلوا عام 1933 إلى السلطة حيث أنشأ المعتقل بعد اشهر قليلة. وكان نزلاء هذا المعتقل حتى قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية من اليهود والشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين الألمان الذين عارضوا سلطة وسياسة أدولف هتلر. كما ضم المعتقل أيضا مجرمين عاديين ومثليين جنسيين ومشردين وغجر وكذلك أولئك الذين صنفوا على هامش المجتمع. وقد وضع هؤلاء تحت ما يسمى "بالحماية" أو "الحبس الوقائي" الذي عرف في العهد النازي. وكان هؤلاء الذين وضعوا تحت هذا النوع من نظام العزل يمثلون تلك الشريحة الاجتماعية التي لم يكن مرغوب فيها والتي لم يراد لها ان تكون جزء من "المجتمع النازي"، والذي كان ينظر لهم على أنهم "بشر من الدرجة الثانية". وبالتالي تم عزلهم عن المجتمع عزلا عنصريا وانتقائيا. والغرض من تصنيف وضعهم "بالحماية" قصد به ليس حمايتهم وإنما بزعم حماية "المجتمع الطبيعي" منهم، وفقا الأيديولوجية النازية السائدة آنذاك. وبنشوب الحرب العالمية الثانية جُلب إلى المعتقل أسرى من دول أخرى في مقدمتها الدول التي كانت تقع تباعا في قبضة هتلر.

ظروف الحياة خلف قضبان المعتقل

ضحايا معتقل داخاوصورة من: AP

صحيح أنه لم يعثر على شيء يدل على ان المعتقل قد استخدم للمذابح الجماعية أو كمحرقة، كما كان حال الكثير من معتقلات الحكم النازي، لكن الكثيرين قضوا نحبهم في هذا المعتقل بشكل أو بأخر. ولم يستطع الكثير من نزلاء المعتقل الصمود أمام الظروف غير الإنسانية التي وضعوا فيها وكانت نهاية مآسيهم هي الموت المحتوم. إذ كان مثلا عليهم القيام بأعمال شاقة تفوق قدراتهم كما كانوا يتعرضون للتعذيب والإنهاك المستمر. إضافة إلى إنهم كانوا يستخدمون كحقول تجارب معملية للمنتجات الدوائية والكيميائية التي تقود في نهاية المطاف إلى الموت. على الباب الحديدي الضخم للمعتقل نقشت عبارة "العمل هو السبيل إلى الحرية". وهو شعار عرفته جميع معسكرات الاعتقال النازية وحفظة المعتقلون عن ظهر قلب. لكن هذه العبارة الساخرة قطعا هي كلمة حق أريد بها باطل. فلم يكن العمل بالطبع سبيلا إلى الحرية، وإنما قاد إلى الهلاك والموت في غالب الأحوال. فقد أراد النازيون إستغلال المعتقلين حتى آخر رمق من حياتهم بإجبارهم على العمل قبل أن يقضوا نحبهم بسبب ظروف الاعتقال السيئة التي كانوا يعيشون في ظلها، إضافة الجوع وسوء التغذية والأمراض والإنهاك النفسي والجسدي.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW