"معجزة"- فريق ألماني ينتشل امرأة بعد 100 ساعة تحت الأنقاض!
١٠ فبراير ٢٠٢٣
بعد بقائها نحو 104 ساعات تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر، أنقذ فريق إنقاذ ألماني امرأة في بلدة كرخان بولاية هاتاي. رئيس فريق الإنقاذ وصف الحادثة بـ"المعجزة".
إعلان
انتشل فريق إنقاذ ألماني امرأة على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى منهار في تركيا اليوم الجمعة (10 شباط/فبراير 2022) وسط هتافات من شهدوا عملية الإنقاذ بعد نحو 104 ساعات من بقائها تحت الأنقاض بسبب الزلزال الذي خلف الموت والدمار في أنحاء المنطقة.
وبعد أن نقل عمال طوارئ ألمان زينب كهرمان (40 عامًا) بعناية على نقالة من بين الكتل الخرسانية المحطمة وأسياخ البناء المتشابكة التي بقيت من المبنى في بلدة كرخان بولاية هاتاي إلى سيارة إسعاف، قال رئيس فريق الإنقاذ ستيفن باير: "الآن أنا أؤمن بالمعجزات". وأضاف: "يمكنكم مشاهدة الناس يبكون ويتعانقون. إنه لأمر يبعث على الارتياح الكبيرة أن تخرج هذه المرأة في ظل هذه الظروف بهذه الحالة. إنها معجزة".
وأكدت منظمة "آي إس أي أر" الألمانية غير الحكومية على تويتر أن "فريق إغاثة استغرق 50 ساعة لشق طريق عبر الركام للوصول إلى هذه المرأة"، مضيفة أن المرأة وضعت في عهدة أطباء "على الفور"، وحالتها "مستقرة"، وفقًا للمنظمة. وقال المتحدث باسم المنظمة غير الحكومية ستيفان هاين لوكالة فرانس برس إن "عملية الانقاذ كانت معقدة جداً لأنّ الممر كان ضيقًا جدًا"، مؤكداً أنّ "العمل تم بالسنتيمتر باستخدام كسارات صخور". وأضاف: "بقيت المرأة على بطنها لفترة طويلة، بالقرب من أقاربها المتوفين".
وأكد العضو في المنظمة غير الحكومية المتخصصة بمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية "بالنسبة لنا أيضًا، كان هذا التدخل فريدًا"، وأضاف: "لم يسبق لنا التواصل مع شخص تحت الأنقاض لفترة طويلة إلى هذا الحد".
وبينما استلقت كهرمان على النقالة وتم وضع ذراعيها على صدرها مع حماية عينيها من الضوء المفاجئ بنظارات داكنة. نظرت شقيقتها الصغرى زبيدة إلى عضو في الفريق الألماني الدولي للبحث والإنقاذ واحتضنتها. وقالت مدربة كلاب الإنقاذ تمارا ريتر بينما كانت الحشود تصفق: "نجت المرأة. لم تستسلم". وقالت أسرة كهرمان لرويترز هذا الأسبوع إنها انتظرت يومين حتى يصل رجال الإنقاذ بعد زلزال يوم الإثنين.
البحث والإنقاذ بأحدث التقنيات
02:52
وكان عمال الإنقاذ الألمان قد تواصلوا مع زينب بينما كانت لاتزال على عمق كبير تحت الأنقاض وأوصلوا لها المياه من خلال خرطوم. وفي مرحلة ما، ساعدوا زبيدة على النزول على سلم قريب من موقع شقيقتها للتحدث معها.
وصمدت زينب لفترة تخطت 72 ساعة التي يعتبرها الخبراء حاسمة للعثور على ناجين تحت الأنقاض. ويتم إنقاذ أكثر من 90 بالمئة من الناجين من الزلزال في غضون ثلاثة أيام من وقوع الكارثة. وقد تتفاوت هذه المدة إلى حد كبير جراء الطقس وتواتر الهزات الارتدادية وسرعة وصول المساعدات إلى مكان الحادث.
وبلغ عدد القتلى في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا حتى صباح اليوم الجمعة 21 ألفًا، في اليوم الخامس بعد الزلزال الأكثر فتكًا في المنطقة منذ عقود. ويعيش مئات الآلاف بلا مأوى ويعانون من نقص الغذاء في ظروف الشتاء القاسية، وهم في أمس الحاجة إلى جهود إغاثة متعددة الجنسيات للتخفيف من معاناتهم.
م.ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، رويترز)
مشاهد من الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا
لا يمكن بعد توقع الحجم الكامل للكارثة، فعدد القتلى والجرحى يتزايد ويتزايد. والمساعدات في طريقها لتركيا وسوريا بعدما ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا موقعا آلافا من القتلى والجرحي وأضرارا كبيرة في البلدين.
صورة من: Louai Beshar/AFP
حجم الكارثة لا يمكن معرفته الآن
بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق حوالى 17,9 كيلومترا، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب زلزال مرعب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، ما أسفر عن دمار شديد ومقتل أكثر من 2700 شخص في البلدين، بحسب معطيات غير نهائية مساء الاثنين. ولا تكفّ الحصيلة عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض.
صورة من: Mahmut Bozarslan/AP Photo/picture alliance
الزلزال يباغت الناس في نومهم
وقع الزلزال والناس نياما، عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01,17 بتوقيت غرنيتش). وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة قهرمان مرعش على بعد 60 كيلومترا من الحدود السورية. وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، ثم ضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض مناطق مصر .
صورة من: Erkan Kama/AA/picture alliance
أردوغان يعلن الحداد العام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام. وجاء في التعميم الذي وقع عليه أردوغان، مساء الاثنين: "نتيجة الزلازل التي ضربت بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية حتى الأحد 12 فبراير"، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
صورة من: Depo Photos/ABACA/picture alliance
"أقوى" زلزال في سوريا منذ نحو 30 عاما
وفي سوريا المجاورة تسبب الزلزال في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ونقل عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
صورة من: Omar Albam
حصيلة ضخمة مؤقتة في سوريا للضحايا
وفي أنحاء سوريا قتل 1300 شخص على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. وأعلنت وزارة الصحة مقتل 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين. فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
صورة من: Louai Beshar/AFP
استغاثة الخوذ البيضاء بمناطق المعارضة
وفي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة بشمال وشمال غرب سوريا، رجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض". ودعت المنظمة وسط ظروف مناخية قاسية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
صورة من: Mohammed Al-Rifai/AFP
أوضاع كارثية وتصدع آلاف المباني
سنوات الحرب الطويلة تسببت في تصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصاً تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفاً جوياً. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر إلى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة. وتشهد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب أوضاعا كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
صورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance
قلعة حلب ومواقع آثارية تتعرض للضرر
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية. وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
صورة من: AFP
شولتس "مصدوم" ويقدم مساعدات
وغرّد المستشار الألماني أولاف شولتس (أرشيفية) على تويتر: "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة .. نحن نحزن مع الأقارب ونقلق مع المدفونين (تحت الأنقاض). وسترسل ألمانيا مساعدة بالطبع". أما وزيرة الخارجية بيربوك فكتبت: "استيقظنا على أخبار مروعة من تركيا و سوريا. خواطري مع أقارب ضحايا هذا الزلزال المرعب.. سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا".
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
ماكرون: صور فظيعة من تركيا وسوريا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا. وكتب ماكرون الاثنين في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا". (صورة من الأرشيف)
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
الاتحاد الأوروبي يرسل فرق إنقاذ
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش على تويتر: "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
صورة من: IHA agency via AP/picture alliance
حلفاء الناتو يحشدون الدعم لتركيا
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، عن تضامنه وأعلن الدعم للدولة العضو تركيا بعدما ضربها زلزال مدمر. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "التضامن الكامل مع الحليف تركيا عقب هذا الزلزال المريع". وأضاف "يحشد حلفاء الناتو الدعم"، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بوتين مستعد لمساعدة سوريا وتركيا
وعرض الرئيس فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا. ولروسيا وجود عسكري قوي في سوريا، وبوتين حليف وثيق للأسد وله علاقة قوية مع أردوغان. وذكر بوتين برسالته لأردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق... نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن". وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.
صورة من: Reuters/Sputnik/M. Klimentyev
أبو الغيط يدعو لتقديم الإغاثة بعيدا عن التسيس
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري. وقال المتحدث الرسمي باسمه في بيان: إن أبو الغيط أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في سوريا وتركيا. وأضاف أن الجامعة تناشد منظمات الإغاثة الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس. صلاح شرارة