معدل انتشار قياسي لكورونا ونصف الألمان مع تشديد الإجراءات
١٢ نوفمبر ٢٠٢١
في تراجع طفيف عن اليوم السابق سجلت ألمانيا ثاني أعلى عدد إصابات يومي بكورونا منذ بدء الجائحة، بيد أن معدل انتشار الفيروس بلغ مستوى قياسيا غير مسبوق. لكن كيف ينظر الألمان إلى الإجراءات الاحترازية المتبعة حاليا؟
إعلان
أعلن معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح اليوم الجمعة (12.11.2021)، أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا التي تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 48640 حالة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية.
وللمقارنة، بلغ عدد الإصابات الجديدة يوم الجمعة الماضي 37120 إصابة. وسجل المعهد 191 حالة وفاة جراء الفيروس في غضون 24 ساعة، مقابل 154 وفاة يوم الجمعة الماضي. وكان أعلى عدد وفيات يومية جراء الفيروس قد سُجل في 14كانون ثان/ يناير الماضي بواقع 1244 حالة.
وبلغ معدل انتشار المرض بين كل مئة ألف نسمة في غضون سبعة أيام اليوم الجمعة أعلى مستوى له منذ بدء الجائحة، حيث بلغ 263.7 إصابة، علما أن أدنى معدل استقر عند 4.9 في السادس من تموز/يوليو الماضي.
وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 4 ملايين و942 ألفا و890 حالة منذ تسجيل أول حالة إصابة في البلاد في 27 كانون ثان/يناير عام 2020. وبلغ إجمالي الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس 97 ألفا و389 حالة. وبلغ عدد المتعافين 4 ملايين و450 ألفا و200 شخص.
إلى ذلك طالب وزير الصحة الألماني ينس شبان باحتواء سريع للجائحة ، وقال "يتعين علينا بذل كافة الجهود لكسر هذا التطور الحاد، وإلا سيشهد هذا البلد ديسمبر قاسيا".
من جانبه، دعا رئيس معهد "روبرت كوخ" لوتار فيلر، المواطنين في ألمانيا إلى الحد من الاختلاط الاجتماعي ، مشيرا إلى أن العديد من المناطق تزداد فيها أعداد الإصابات الجديدة لدرجة أن المستشفيات، وخاصة وحدات العناية المركزة، وصلت إلى حدود طاقتها الاستيعابية، مضيفا أن ذلك سيحدث في كافة أنحاء ألمانيا إذا لم يتم تطبيق إجراءات إضافية، وقال: "الموجة الرابعة تضربنا الآن بكامل قوتها".
تشديد الإجراءات؟
في ظل هذا التزايد الحاد في أعداد الإصابات أعرب نحو نصف الألمان في استطلاع للرأي أنه من المناسب الآن تشديد إجراءات مكافحة كورونا. وبحسب الاستطلاع، الذي نشرته القناة الثانية في التليفزيون الألماني "زد دي إف" اليوم، يرى 32 بالمائة من الألمان فقط أن الإجراءات السارية الآن مناسبة، بينما يرى 16بالمائة آخرين أنها مبالغ فيها، في حين يرى 49 المائة من الذين شملهم الاستطلاع أنه يجب تشديدها.
ويؤيد 67 المائة من الألمان مطالب بقصر دخول المطاعم والفنادق والمنشآت الترفيهية والثقافية على المطعمين والمتعافين من كورونا، بينما عارض ذلك 32 بالمائة آخرين. وأيد 71 بالمائة من الذين شملهم الاستطلاع مقترح بالسماح للمطعمين والمتعافين وأصحاب الاختبارات السلبية بالعودة إلى أماكن العمل، بينما عارض ذلك 26 بالمائة آخرين.
وحول إشكالية التطعيم، أيّد 71 فرض التطعيم على موظفي الرعاية الصحية وأطقم التمريض، بينما عارض ذلك 27 بالمائة. كما أيد 65 المائة التطعيم الإجباري للعاملين في المدارس ومراكز الرعاية النهارية، بينما عارض ذلك 32 المائة من الذين شملهم الاستطلاع، الذي أجراه معهد "فالن" لقياس مؤشرات الرأي خلال الفترة من 9 حتى 11 من الشهر الجاري وشمل 1257 ألمانيا.
يذكر أن أكثر من 67 بالمائة من سكان ألمانيا (ما يعادل 56 مليون نسمة) تلقوا تطعيما كاملا من جرعتين ضد فيروس كورونا، بحسب بيانات معهد "روبرت كوخ" اليوم الجمعة، فيما تلقى 70 بالمائة من السكان في ألمانيا (ما يعادل 58 مليون نسمة) جرعة أولى على الأقل. وحصل 3.6 مليون شخص جرعة معززة.
ع.ج.م/و.ب (د ب أ)
بسبب قواعد كورونا.. مدن ألمانيا في "الحجر الصحي"
لم يسبق أن كانت مراكز المدن في ألمانيا فارغة بهذا الشكل قبل عيد الميلاد. ففي جميع أنحاء البلاد تنطبق قوانين كورونا المتشددة. قواعد الحجر الصحي المفروضة بسبب كورونا تقدم صورة غير مألوفة للحياة في ألمانيا.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
شارع كورفورستندام أو "كودام" خال في برلين
كورفورستندام أو "كودام": شارع التبضع وشارع التجوال في برلين الذي كان يعج عادة بالمتجولين خال تماما في هذا العام. لأنه هنا منذ أن فُرضت قيود واسعة لمكافحة جائحة كورونا ظلت غالبية المتاجر مغلقة.
صورة من: Kay-Alexander Scholz/DW
بريق خافت في عيد الميلاد
وغير بعيد عن كورفورستندام يوجد عادة سوق عيد الميلاد في ساحة برايتشايد في الأثناء مع إجراءات أمنية مشددة. لأن نقطة اللقاء هنا في وسط برلين الغربية سابقا تعرضت لكارثة شديدة في عام 2016 حين توفي 12 شخصا على إثر هجوم ارهابي.
صورة من: Paul Zinken/dpa/picture alliance
الاكتفاء بالنظر إلى الواجهة
متجر الغرب على امتداد شارع كورفورستندام يُعتبر المتجر الشهير في ألمانيا. فعلاوة على جناح المواد الغذائية الشهير، كل شيء متوفر هنا. وتجارة التجزئة الألمانية ستحصل على تعويضات ـ لكن الكثير من التجار يترقبون مساعدات ديسمبر التي وعدت الحكومة بتقديمها.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حزن يخيم على مدينة هامبورغ
والوضع غير مختلف في ثاني أكبر مدينة ألمانية أي هامبورغ. ففي وسط المدينة حول شارع مونكبيرغ يسود فراغ تام. وحتى هنا تتوقع تجارة التجزئة بسبب الحجر الصحي الثاني تراجعا قويا في المبيعات ـ بشرط أن تنتهي تلك القيود كما هو مخطط في العاشر من يناير.
صورة من: Bodo Marks/dpa/picture alliance
إجراءات مراقبة الشرطة في فرايبورغ
فرايبورغ في منطقة برايزغاو تُعد مدينة محبوبة لدى الكثيرين ويجوبها سيل من الماء على هامش الغابة السوداء. هنا أيضا على غرار جميع المواقع في ولاية بادن فورتمبيرغ تسود قيود حظر تجول مشددة، وذلك منذ الـ 12 من ديسمبر/ كانون الأول. ولا يمكن مغادرة المنزل إلا لأسباب وجيهة وفي الليل تٌعتمد قوانين أكثر شدة من فترة النهار.
صورة من: Antonio Pisacreta/ROPI/picture alliance
استعراض موسيقي عسكري في ميونيخ
هنا عاصمة بافاريا ميونيخ. فحول ساحة ماريا شتاخوس يقف في العادة في مثل هذه الأوقات حشود من الناس لشرب النبيذ الساخن. وهذا لا يمكن فعله هذه السنة بسبب إجراءات كورونا وحظر تناول الكحول في الأماكن العامة.
صورة من: Sachelle Babbar/Zumapress/picture alliance
سبات بافاري طويل
كما هو الوضع هنا في حي الصليب بميونيخ تمر ولاية بافاريا التي ضربها الفيروس بسبات عميق. ورغم القيود المتشددة يساند 69 في المائة من الألمان ما يُسمى بالحجر الصحي الثاني ـ هذا ما تمخض عنه استطلاع للرأي لصالح القناة الأولى في التلفزة الألمانية في هذا الأسبوع.
صورة من: Matthias Schrader/AP Photo/picture alliance
بقعة وباء ساكسونيا
في ولاية ساكسونيا تبقى نسبة العدوى مرتفعة أكثر من أي مكان آخر: أكثر من 700 عدوى جديدة مقابل 100.000 نسمة في غضون أسبوع واحد، كما أعلنت عن ذلك دائرة باوتسن. وفي شارع رايشن، الشارع الحقيقي لمدينة باوتسن يبدو هرم عيد الميلاد في حلة حزينة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
بالكمامة أمام كنيسة دريسدن
وحتى في عاصمة الولاية دريسدن تسود منذ مدة طويلة إلزامية وضع الكمامة. وتعليمات كورونا في ولاية ساكسونيا تم تشديدها في نهاية الأسبوع: فالمتاجر يحق لها بيع حاجيات اللوازم اليومية فقط. والألبسة والكتب أو الألعاب يتم سحبها بغية عدم جلب الزبائن والتخفيف من الاحتكاك.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa/picture alliance
صورة وكأنها من التاريخ
الساحة أمام بوابة براندنبورغ لم تكن خالية من البشر على هذا النحو منذ وجود جدار برلين أي حتى عام 1989. ولا ينقص فقط السياح ـ بل حتى الاحتفال بليلة رأس السنة الأكبر في البلاد والألعاب النارية التي تُنقل فعالياتها إلى جميع أنحاء العالم ألغيت هذه السنة. على الأقل الساعة الشهيرة لحساب الدقات حتى منتصف الليل ستكون تماشيا مع كورونا رقمية وتُنقل عبر التلفزيون. إذن سنة جديدة سعيدة!