معرض "الأسبوع الأخضر" يحتفل بعيد ميلاده الثمانين في برلين
١٤ يناير ٢٠٠٦بعيدا عن المخاوف من وصول مرض انفلونزا الطيور إلى الاتحاد الأوروبي، احتفل أمس معرض المنتوجات الغذائية "الأسبوعِِ الأخضر"، أكبر معرض للمواد الغذائية والزراعية والحدائق في العالم في العاصمة الألمانية برلين بعيد ميلاده الثمانين. ووفقا للمنظمين، فإن المعرض الذي ينظم سنويا في وسط برلين يشهد في هذا العام انتعاشا لم يسبق له مثيل، فقد أعلن مدير المعرض كريستيان غوكه في مؤتمر صحفي قبل افتتاح المعرض أمس أن 1600 عارض من 53 دولة سيشاركون في هذا العام في المعرض الذي يستمر لغاية الثاني والعشرين من يناير الجاري.
إقبال منقطع النظير
وعن الإقبال الكبير على المعرض في هذا العام قال المدير إن جميع القاعات في هذا العام تم حجزها قبل انطلاق فعاليات المعرض بوقت طويل، لدرجة أن إدارة "الأسبوع الأخضر" قررت بناء قاعات إضافية من أجل استيعاب عدد العارضين الهائل. وبدد المسؤول مخاوف الزائرين والعارضين من مرض انفلونزا الطيور بالقول إن كل الحيوانات والدواجن التي سيتم عرضها ، يجب عليها قبل بدء المعرض بخمسة أيام الخضوع لإجراءات تفتيشية ووقائية دقيقة، مؤكدا أنه لم يتم لغاية الآن العثور على دواجن أو حيوانات تظهر عليها عوارض المرض.
30 ألف زائر
وفي دورة هذا العام، يحتفل "الأسبوع ألأخضر" بعيد ميلاده الثمانين. فقد استطاع المعرض الذي نُظم لأول مرة في عام 1926 أن يتحوّل من معرض محلي صغير إلى أكبر وأهم معرض دولي للمنتجات الغذائية والزراعية في العالم، كما استطاع منذ تأسيسه اجتذاب 30 ألف زائر. وفي هذا العام، حظيت روسيا التي تعتبر ضيف شرف المعرض لعام 2006 وشريكه باهتمام المراقبين. ففي القاعة الرئيسية التي تبلغ مساحتها 6000 متر مربع، تقدم روسيا منتوجات غذائية وزراعية من 22 إقليم تمتد من بحر البلطيق إلى سيبيريا. وبجانب الدول الأوروبية العشرة التي انضمت مؤخرا إلى الاتحاد الأوروبي، يشارك في هذا العام ممثلون عن دول ستنضم قريبا إلى المجموعة الأوروبية مثل بلغاريا ورومانيا ودول أوروبية شرقية أخرى.
معرض فريد من نوعه
يعتبر هذا المعرض معرضا فريدا من نوعه على الصعيد العالمي. ولا يجد المتذوقون في أي مكان آخر هذا الكم الهائل من ما لذ وطاب من الأطعمة: خضر وفاكهة، سمك، لحم، سجق، خبز، مشتقات الحليب، نبيذ، بيرة، شاي، وكل هذا من كافة أرجاء المعمورة. أطعمة ومشروبات يتم تقديمها للزوار، أيضا من أجل التذوق، وكل هذا على مساحة 114000 كيلومترا مربعا. وفي نموذج بيت ريفي يتمكن الزوار من مشاهدة طعامهم اليومي: كيف يزرع، وكيف يحصد. كما يتم تقديم أحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية في عالم الزراعة وتقنياتها، إضافة إلى المواد الأولية المتجددة والزراعة الطبيعية. وفضلاً عن ذلك تشكل هذه الأبحاث صلب النشاطات التخصصية المرافقة للمعرض. هذا وينتظر حضور حوالي 1000 مشارك في كل من ندوتي حوار حول "منتدى الزراعة بين الشرق والغرب" و"المنتدى الدولي للسياسات الزراعية."
المشاركة العربية
وفي جولة قام بها موقعنا في قاعات المعرض، تعرفنا على أجنحة الدول العربية مثل المغرب وتونس وسوريا ولبنان ومصر والأراضي الفلسطينية. وقال أحد العارضين المغربيين إنه يتخصص في عرض نوع من الزيت الذي تنمو أشجاره في المغرب ويمتد تاريخه إلى 2500 سنة. وأضاف خليل يانجي إن هذه الأشجار تنمو في المغرب على مساحة 80 ألف هكتار وأن زيوتها التي تسمى "أرغان" قادرة على منافسة أنقى الزيوت النباتية من شتى أنحاء المعمورة. وفي هذا السياق شكا صاحب يانجي من الجمارك المرتفعة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على دخول المواد الغذائية والزراعية المغربية إلى أوروبا، قائلا إن زيت "أرغان" الذي حصل في عام 2005 على جائزة أفضل زيت نباتي في معرض نورنبرغ في ألمانيا يواجه صعوبات كبيرة في دخول الأسواق الأوروبية. أما بالنسبة للزعفران المغربي في معرض هذا العام، فإن المسؤول عن تسويقه قال لموقعنا إن "هذا النوع من الزعفران قادر على منافسة أنواع الزعفران الإيرانية والهندية، لكن الجمارك المفروضة عليه في أوروبا كبيرة جدا، الأمر الذي يحول دون تصديره إلى أوروبا". كما أكد المسؤول أن المنتوجات الزراعية والغذائية المغربية غير قادرة على منافسة نظيراتها الإسبانية والإيطالية والفرنسية ما دامت الضرائب في أوروبا مرتفعة إلى هذا الحد.
ناصر جبارة ـ دويتشه فيلله