تم تكريم مؤرخ ألماني متخصص في شؤون أوروبا الشرقية، معروف بانتقاده الشديد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسياسته، وكلمته أثناء استلام الجائزة كانت رسالة قوية ضد بوتين. فماذا جاء فيها؟
دعا المؤرخ الألماني شلوغل، المعروف بانتقاده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الألمان إلى التعلم من الأوكرانيينصورة من: dpa-Poolfoto/epd
إعلان
نال المؤرخ الألماني المتخصص في شؤون أوروبا الشرقية، كارل شلوغِل، جائزة السلام التابعة لاتحاد تجارة الكتاب الألماني، وذلك في احتفال أقيم في كنيسة القديس بولس (باولسكيرشه) بمدينة فرانكفورت، ضمن فعاليات النسخة الحالية من معرض فرانكفورت للكتاب.
إعلان
دعوة للتعلم من الأوكرانيين
وفي كلمة الشكر التي ألقاها، دعا شلوغل، المعروف بانتقاده للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الألمان إلى التعلم من الأوكرانيين، قائلا إنهم "متمرسون في تعاليم السلوك الخاص بالمقاومة، ويعلمون الأوروبيين ما الذي ينتظرهم إن لم يستعدوا أخيرا لحالة الطوارئ".
وأضاف شلوغل "يعلمنا مواطنو ومواطنات أوكرانيا أن ما يجري لا يسمى الصراع في أوكرانيا، بل يسمى حربا. إنهم يساعدوننا على أن نفهم مع من نتعامل، نحن نتعامل مع نظام حكم يسعى إلى تدمير أوكرانيا كدولة مستقلة، ويضمر الكراهية لأوروبا".
وتابع المؤرخ أن الأوكرانيين "يظهرون لنا أن تقديم التنازلات للمعتدي لا يؤدي إلا إلى فتح شهيته للمزيد، وأن سياسة الاسترضاء لا تجلب السلام، بل تمهد الطريق إلى الحرب".
وجرى تسليم الجائزة أمام أكثر من 700 ضيف في ختام فعاليات معرضفرانكفورت الدولي للكتاب، بحضور وزير الدولة الألماني للثقافة فولفرام فايمر، والأسقف غيورغ بيتسينغ، ونائب رئيس البرلمان الألماني أوميد نوريبور من حزب الخضر.
من أوائل المحذرين من سياسات بوتين
وجاء في نص الشهادة التي سلمتها كارين شميت-فريدريشس، الرئيسة المنتهية ولايتها لاتحاد تجارة الكتب، أن شلوغل كان من أوائل من حذروا من السياسة "التوسعية العدوانية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، وأبرزت الشهادة: "تحذيره لنا من أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في أوروبا بدون وجود أوكرانيا حرة".
وقال شلوغل في خلال حديثه في ختام المعرض الدولي للكتاب بفرانكفورت، إنه ينتمي إلى جيل "حالفه حظ غير متوقع، لكنه يجد اليوم صعوبة بالغة في تقبل فكرة الوداع، وفي التكيف مع واقع الحرب في أوروبا وكل ما يرتبط بها". وأضاف أنه لم يكن ليتصور أن ترتد روسيا إلى "عصور تشبه إلى حد كبير ممارسات الحقبة الستالينية".
وأشار إلى أن العالم يعيش اليوم في ظل "فوضى عالمية جديدة"، وأن بوتين فتح الباب أمام "حقبة ما قبل الحرب الجديدة"، واصفا إياه بأنه "تجسيد للشر" وسيد في فن السيطرة عبر التصعيد"، ورأى أن الخوف هو "سلاحه الأهم، وإدارته للخوف تمثل موهبته الحقيقية".
وطالب شلوغل في ختام كلمته بالتوقف عن التفكير القائم على الأماني وحسن النية، وقال: "كان هناك كثيرون يسمون أنفسهم :متفهمين لروسيا"، لكن قلة فقط فهموا روسيا فعلا"، ونبه إلى أن روسيا "لا تخوض هذه الحرب بالوسائل العسكرية فحسب، بل تخوضها أيضا كحرب على عقول الناس وأمزجتهم ومخاوفهم وشعورهم بالاستياء، أو تخوضها في شكل عرض مغر تحت شعار بزينس آز يوجوال (أي العمل كما هو معتاد)".
وكانت شميت-فريدريشس قالت خلال المعرض أول أمس الجمعة: "ربما كنا فهمنا أشياء كثيرة في وقت أبكر لو أننا قرأنا أعمال كارل شلوغل في وقت سابق وبصورة أكثر تواترا".
يشار إلى أن القيمة المادية للجائزة، التي تمنح منذ عام 1950، تقدر بمبلغ 25 ألف يورو، وتُقدمها منذ عام 1950 جمعية الناشرين وبائعي الكتب الألمانية، وهي المنظمة المهنية للناشرين وبائعي الكتب.
مارتينا هيفتر: الكتابة عن الحنين
02:08
This browser does not support the video element.
زيادة عدد الزوار
واختتمت نسخة العام الحالي من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بتحقيق زيادة في عدد الزوار مقارنة بنسخة العام الماضي. وأعلن المنظمون اليوم الأحد في ختام أيام المعرض الخمسة عن ارتفاع الأرقام في جميع الفئات. وحسب تصريحات المنظمين، وصل عدد الزوار من الجمهور للنسخة الـ 77 من المعرض حتى مساء اليوم إلى 120 ألف زائرمقابل 115 ألفا في نسخة عام 2024، فيما بلغ عدد الزوار المهنيين 118 ألف خبير ومختص مقابل 115 ألفا في العام الماضي.
أما عدد العارضين فبلغ 4350 عارضا قدموا كتبهم ومنتجاتهم وخدماتهم (مقابل 4300 عارض في عام 2024). كما شارك 7800 شخص من ممثلي وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم مقابل 7500 شخص في العام الماضي.
من جانبه، قال مدير المعرض، يورغن بوس، في ختام فعاليات المعرض إن " معرض فرانكفورت للكتاب يظهر ما يستطيع الأدب أن يفعله، فهو يربط بين الناس، ويتحمل التناقضات، ويفتح آفاقا جديدة".
تحرير: عارف جابو
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة