يستفيد معرض لايبزج للكتاب، الذي فتح أبوابه يوم أمس الخميس (13 آذار / مارس 2008) أمام زائريه، من الاهتمام المتزايد بالكتاب، الأمر الذي يدفع القائمين علية إلى تشجيع هذا الاهتمام بشكل واضح. ويتمثل هذا التشجيع في توطيد العلاقة بين الكاتب والقارئ من خلال إقامة الفعاليات المصاحبة للمعرض والتي ستصل هذا العام إلى أكثر من 1900 فعالية، وهو عدد يفوق ما قدمه المعرض خلال دوراته السابقة.

وخلال الافتتاح تجمع آلاف الزوار، معظمهم من الأطفال والشباب، في الصالة الزجاجية للمعرض ومداخل الصالات الأربعة الأخرى. ويقدم أكثر من 2000 ناشر من 40 دولة إصداراتهم الجديدة خلال معرض لايبزج على مساحة 63 ألف متر مربع. يُذكر أن معرض لايبزج للكتاب هو ثاني أكبر معرض للكتاب في ألمانيا بعد معرض فرانكفورت الدولي.

"القراءة تبعث على المتعة"

من المتوقع أن تهيمن النقاشات حول مضمون الكتب المعروضة في دورة المعرض لهذا العام من خلال تنظيم 370 قراءت وإقامة ورش العمل الموجهة إلى جمهور المعرض وفي مقدمتهم جيل الشباب. وتأتي هذه الخطوة بعد تزايد عدد زائرين المعرض من الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، مدفوعين للحصول على توقيع الرسامين اليابانيين لرسومهم الكرتونية أو بجمع المنشورات التعريفية بدور النشر. لكن هذا لا يمنع من استغراقهم في قراءة الكتب التي يقتنونها من المعرض. وساهم هؤلاء القراء في زيادة مبيعات دور النشر الألمانية خلال العام الماضي بشكل ملحوظ. عن هذا يقول رئيس اتحاد بورصات دور النشر الألمانية، غوتفريد هونيفيلدر: "في عام 2007 ارتفعت نسبة أرباح بيع الكتاب بنسبة 3.9 بالمائة، وهذا عدد هائل بالنسبة لدور النشر".

وبهذا تكون تجارة الكتب، التي كانت تعاني في الأعوام الماضية من بعض الركود، قد تعافت بعض الشيء. وتسعى إدارة معرض لايبزج للكتاب إلى تشجيع هذا التطور اعتماداً على وسائل متعددة، الأمر الذي يبدو جلياً في شعار المعرض: "القراءة تبعث على للمتعة". وعلى الرغم من المتعة التي تعود بها القراءة على الإنسان، فإن سماع ما يُقرأ يشكل متعة أخرى مستقلة بذاتها، وهو ما يمكن للزائر أن يلحظها في صالات قراءة الكتب المسموعة أو تلك المباشرة، التي تسمع في أرجاء لايبزج بأكملها.

ضيوف بارزون وكرواتيا ضيف شرف

ويحضر معرض هذا العام عدد من الضيوف البارزين من داخل وخارج ألمانيا. كما ساهمت دعوة كرواتيا كضيف شرف في اكتشاف بلد كامل من الخلق الأدبي. في هذا السياق قال مدير المعرض أوليفر تسيله: "أشترك 37 كاتبا وكاتبة من كرواتيا في برنامج هذا العام، وهؤلاء الكتاب معروفين في ألمانيا من خلال أعمالهم المترجمة". وترى إدارة المعرض أن استضافة كرواتيا كضيف شرف تساهم في فتح أبواب العالمية أمام الكتاب والأدباء الكرواتيين، الأمر الذي ينعكس من جانب آخر على اندماج هذا البلد في منظومة الاتحاد الأوروبي.

يبقي أن نذكر هنا أن جائزة التفاهم الأوروبي التي تمنحها إدارة المهرجان عند انطلاقه كانت من نصيب الناشر الهولندي غيرت غيفانهاوس، الذي يقود في كتبه القارئ إلى أوروبا من خلال التقرب أكثر من تاريخها.