بصعوبة راح شهاب عايد وعدد آخر من الرجال يدفعون عربة تحمل جثتي ابنه وزوجته الملفوفتين في بطانية عبر خندق موحل على بعد ثلاثة كيلومترات من بيت الأسرة المتهدم في الموصل. وخلفهم أربع عربات محملة بجثث أخرى...
إعلان
وأوضح عايد أن هذه الجثث تعود لمجموعة من أقاربهم وجيرانهم في منطقة يسيطر عليها مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ "داعش". وسحب عايد البالغ من العمر 40 عاما البطانية فظهر ابنه الوحيد أحمد -الذي مات وعمره ثلاثة أعوام ونصف العام-، جثة هامدة مغمضة العينين وبالخد الأيمن فتحة كبيرة. وقال "الغارات دمرت ثلاثة بيوت"، مضيفا: "مقاتلو الدولة الإسلامية كانوا يطلقون النار من بيتنا ومن الطريق في الخارج وكنا نختبئ في الداخل. وبعد 15 دقيقة وقعت الغارات".
أصحاب هذه الجثث هم أحدث ضحايا يسقطون عرضا في المعركة المتصاعدة بين القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة ومقاتلي تنظيم "داعش" المتحصنين في وسط الموصل آخر معاقلهم الكبرى في العراق.
وقد أبدت جماعات حقوقية قلقها لتصاعد أعداد القتلى في صفوف المدنيين إذ يقاتل مسلحو التنظيم من البيوت والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية ويرد الجيش العراقي المدعوم من قبل قوات التحالف باستخدام أسلحة ثقيلة لدعم القوات على الأرض. وتحدثت أسر هاربة من الموصل في الأسابيع الأخيرة عن ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين في الغارات الجوية وقالت إن مقاتلي التنظيم يفرون في كثير من الحالات قبل أن تسقط القنابل.
ومن الأساليب التي لجأ إليها التنظيم منذ بدء الهجوم على الموصل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي استخدام السيارات الملغومة والقناصة وإمطار القوات والسكان على السواء بالقذائف والاحتماء بين السكان المدنيين. ولم يتضح عدد القتلى من المدنيين سواء على أيدي التنظيم بما في ذلك الإعدامات التي ينفذها بحقهم، أو بنيران القوات العراقية والتحالف، في وقت تتباين فيه تقديرات السكان ومؤسسات الرقابة والجيش.
وكان الجيش الأمريكي قد أقر في وقت سابق بأن العدد الإجمالي الذي قتلته نيران التحالف منذ بداية العمليات ضد التنظيم عام 2014 في العراق وسوريا يبلغ 220 مدنيا.
بدء عملية طرد "داعش" من الموصل وقلق دولي بشأن حدوث كارثة إنسانية
مع إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن بدء عملية تحرير الموصل، انطلقت القوات العراقية بالتحرك صوب ثاني أكبر مدينة عراقية احتلها تنظيم "داعش" قبل عامين. لكن المخاوف تحوم حول مصير المدنيين فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
حيدر العبادي يعلن انطلاق عملية تحرير الموصل
أعلن القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي ليلة الأحد/الاثنين انطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من تنظيم "داعش" الإرهابي. وفي كلمة ألقاها عبر التلفزيون الرسمي في الساعات الأولى من صباح الاثنين، برفقة عدد من القادة العسكريين، دعا العبادي "أهالي مدينة الموصل إلى التعاون مع القوات الأمنية كما تعاون أهالي الشرقاط والقيارة".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Jensen
مرحلة اولى لعملية تحرير الموصل
يتقدم آلاف المقاتلين الأكراد الاثنين باتجاه قرى يسيطر عليها عناصر تنظيم "داعش" في شرق الموصل في إطار عملية واسعة لاستعادة هذه المدينة من "داعش". وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها على امن 1.5 مليون شخص هم سكان آخر معقل التنظيم الإرهابي في العراق. وأعلنت القيادة العامة للقوات الكردية في بيان بدء "عملية واسعة النطاق لقوات البيشمركة في منطقة الخازر شرق الموصل بالتنسيق مع قوات الجيش العراقي.
صورة من: Reuters/A. Lashkari
أكبر عملية عسكرية منذ انسحاب الجيش الأمريكي
يُتوقع مشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش العراقي والبشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية لطرد ما يقدر بنحو أربعة آلاف إلى ثمانية آلاف من مقاتلي "داعش" من الموصل. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في كلمة متلفزة اليوم الاثنين "أعلن اليوم ابتداء هذه العمليات البطلة لتحريركم من بطش وإرهاب داعش.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
تنظيم "داعش" نشرت الرعب والدمار
تنظيم "داعش" الإرهابي الذي استولى على الموصل قبل عامين بث الرعب والدمار في كل مكان. ويمكن أن تتسبب معركة استعادة السيطرة على الموصل من قبضة الجهاديين في كارثة إنسانية غير مسبوقة كما تخشى الأمم المتحدة. وقال ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ "العائلات معرضة لخطر شديد" إذ أنها قد تجد نفسها ضحية "لتبادل إطلاق النار، أو مستهدفة من جانب قناصة".
صورة من: picture-alliance/AP Photo
سكان الموصل في خطر
لاجئ عراقي من الموصل إلى مخيم غزالية. وقد أعلن ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ في بيان "في أسوأ الأحوال، ونظرا لشدة الأعمال القتالية ونطاقها، قد يجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم". وشدد على أن الأطفال وكبار السن هم من بين الأكثر تعرضا للخطر.
صورة من: Birgit Svensson
قوات البيشمركة على مشارف الموصل
قالت الولايات المتحدة إنها فخورة بالوقوف مع حلفائها بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بدء هجوم لاستعادة الموصل من تنظيم "داعش". وقال بريت ماكجورك ممثل الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد "داعش" الإرهابي على تويتر إن واشنطن فخورة ببدء العملية مع حلفائها، وبينهم البيشمركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Rassloff
بغداد ترفض الوجود العسكري التركي
تنطلق من حين لآخر مظاهرات في العراق مناهضة للوجود العسكري التركي في البلاد. وسبق لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن أشار إلى أن القوات التركية انتشرت في العراق دون تفويض من الحكومة. وقال إنه لن يسمح للقوات التركية بالمشاركة في عمليات تحرير الموصل بأي صورة من
الصور.
صورة من: Reuters/A. Saad
مقاتلة تركية في أجواء العراق
أوضح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن حكومته لن تترك الموصل في "أيدي داعش أو أي منظمة
إرهابية أخرى. يقولون إنه لا بد من موافقة الحكومة المركزية العراقية على هذا لكن الحكومة المركزية العراقية يجب أن تعالج مشاكلها الخاصة أولا." وتخشى تركيا من الاستعانة بميليشيات شيعية -اعتمد عليها الجيش العراقي من قبل- مما قد يؤجج الاضطرابات العرقية ويؤدي لموجة نزوح جماعية من الموصل.
صورة من: Reuters/M. Sezer
8 صورة1 | 8
سياسيا، يزور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الولايات المتحدة هذا الأسبوع لتفعيل "الاتفاقية الإطارية" بين البلدين، التي تسعى بغداد إلى إعادة النظر في بعض بنودها. ووفقا لما نقلته صحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم الأحد، فإنه من المتوقع أن يناقش العبادي مع الرئيس دونالد ترامب مستقبل الموصل وإعادة إعمار المدن المدمرة ومكافحة الإرهاب، والتعاون العسكري بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي النائب عباس البياتي القول إن زيارة العبادي إلى الولايات المتحدة تكتسب أهمية كبيرة وتأتي في توقيت مهم مع اقتراب العراق من القضاء نهائياً على تنظيم "داعش".