معسكر باب العزيزية في قبضة الثوار ولا أثر للقذافي حتى الآن
٢٣ أغسطس ٢٠١١أكد القائد العسكري للثوار في طرابلس الثلاثاء (23 آب/ أغسطس 2011) أن رجاله "حسموا المعركة" في العاصمة الليبية، بعد سيطرتهم على مقر العقيد معمرالقذافي. وقال عبد الحكيم بلحاج عبر قناة الجزيرة الفضائية من باب العزيزية، بعيد سقوط المجمع في أيدي الثوار، "المعركة العسكرية قد حسمت، استطعنا أن نهدم الأسوار، وفروا أمامنا فرار الجرذان"، في إشارة إلى القوات الموالية للقذافي.
وقال أحد الصحافيين المرافقين للثوار إن "مجمع الزعيم الليبي، الذي يمتد مئات الأمتار، يتألف من مبان عدة، وقد عثر الثوار في أحدها على كميات من الذخائر، والمسدسات والبنادق الرشاشة وقد استولوا عليها". وأضاف أن العديد من الجثث كانت ممددة على الأرض، ويبدو أنها تعود إلى عناصر من قوات القذافي، لافتا أيضا إلى العديد من الجرحى. وتابع أن "الثوار حطموا جدران المجمع الإسمنتية ودخلوه.
وأعلن المتحدث العسكري باسم الثوار الليبيين، العقيد أحمد عمر باني، الذي كان يتحدث من بنغازي لفرانس برس، أن "باب العزيزية بات بكامله تحت سيطرتنا، العقيد القذافي وأبناؤه لم يكونوا في المجمع". وأضاف "لا أحد يعلم أين هم". من جانبه، قال فتحي تربل العضو النافذ في المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار: "نحن مقتنعون بان القذافي غادر طرابلس". وأضاف مستدركا "لكن اعتقاله ليس سوى مسألة وقت". وعلق تربل على سيطرة الثوار على مقر القذافي بالقول "هذا الانتصار هو إرادة الله، إنها نهاية متوقعة".
بقايا قوات القذافي في سرت
وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي بأن مجموعة معتدلة من الثوار ستدخل مدينة سرت من أجل قتال كتائب تابعة للقذافي، كانت قد انسحبت من طرابلس ودخلت سرت. وشدد عبد الجليل في حديث مع قناة العربية بأن "أهل سرت هم أهلنا، وأن المعركة هي مع مجموعة صغيرة من المرتزقة بقيت تقاتل مع القذافي." ووردت أنباء من سرت بأن مشايخ المدينة يفاوضون الثوار، لتأمين دخولهم إلى المدينة دون إراقة الدماء.
وتوقع ابراهيم الدباشي مبعوث ليبيا بالأمم المتحدة بان تسقط مدينة سرت، مسقط رأس القذافي، خلال الساعات الثماني والأربعين القادمة، وان تصبح البلاد بكاملها تحت سيطرة المعارضة خلال ثلاثة أيام. وقال "نتوقع أن تكون ليبيا محررة بالكامل، وهادئة تماما خلال الساعات الاثنين والسبعين القادمة". وأضاف أن من المحتمل أن يكون القذافي وكبار المسؤولين الآخرين تفرقوا في منازل في أنحاء طرابلس، ويحتمل أن يكونوا في ملجأ تحت الأرض. وقال الدباشي إن المعارضة مستعدة لبحث لائحة الاتهامات للقذافي وابنه سيف الإسلام ومدير مخابراته مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لكنها تفضل محاكمتهم كمجرمي حرب في ليبيا.
ولا يزال مصير العقيد الليبي والمقربين منه مجهولا. وكان نجله سيف الإسلام أعلن ليل الاثنين الثلاثاء أن والده لا يزال في طرابلس. وكشفت مصادر إعلامية أن المتمردين في طرابلس تلقوا بعد ظهر الثلاثاء تعزيزات من مدينة مصراتة ما سمح لهم بالهجوم على مقر إقامة الزعيم الليبي.
دعم دولي مستمر لليبيا
وتعهد الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء بمواصلة دعمهما العسكري للثوار الليبيين، حتى يتخلى معمر القذافي عن أسلحته. وقال مكتب ساركوزي في بيان إن الزعيمين، اللذين تحدثا عبر الهاتف، قالا إن نهاية نظام القذافي "حتمية وقريبة". كما بحثا أيضا رغبتهما في حشد المجتمع المحلي لدعم بناء دولة ليبية "جديدة وديمقراطية وتعددية". وتابع البيان أن تنظيم فرنسا لمؤتمر دولي بشأن مستقبل ليبيا هو "مساهمة مفيدة" في هذا الجهد. وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قد اقترح أن تنظم فرنسا اجتماعا لمجموعة الاتصال حول ليبيا الأسبوع المقبل.
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، زعيم الثوار الليبيين مصطفى عبد الجليل إلى العمل من أجل "المصالحة"، في مواجهة مخاطر الثأر من القوات التابعة لنظام معمر القذافي، وفق متحدث باسمه. وقال المتحدث إن بان "شدد على ضرورة التوصل إلى الوحدة الوطنية والمصالحة والى عملية تضم كل الأطراف". وأضاف المصدر نفسه أن "عبد الجليل أكد لبان أن المجلس الوطني الانتقالي سيتعاطى مع هذه المسائل بجدية". وكان بان كي مون قد أعلن الاثنين انه سيدعو إلى قمة الخميس أو الجمعة حول الوضع في ليبيا في حضور قادة الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية إضافة إلى منظمات إقليمية أخرى.
(ف. ي/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو