وباء كورونا غير أسلوب عمل الجامعات الألمانية وجعل الرقمنة أداة أساسية للدراسة الجامعية، غير أن سلبيات هذا لتطور يقلق الطلاب كما الأساتذة.
إعلان
" لقد باغتنا هذا في الحقيقة"، كما يعترف البروفيسور بيرنهارد كيمبين من اتحاد الجامعات الألمانية. فمن يوم لآخر باتت قاعات المحاضرات التي تكون عادة مليئة عن آخرها لحوالي 18.000 بالطلاب غير صالحة للدراسة لاعتبارات الصحة العمومية. فاللقاءات بين الأساتذة والطلاب وجب تفاديها أو تقليصها إلى أدنى مستوىن كما تم إغلاق بعض المباني ولم يعد الطلاب يترددون على المكتبات وباتت استعارة الكتب تتم فقط عبر تقديم طلب كتابي.
وتم تزويد الطلاب بنصوص عبر الانترنيت. وسجل أساتذة المحاضرات بكاميرا الفيديو، لكن لم يكن هناك شغف كبير بالعروض الرقمية، كما يقول البروفيسور كيمبين، لكن "لا أحد رفض بصفة كاملة". ومن كانت له مشاكل مع التقنية كأستاذ، تلقى المساعدة. والهدف في المقام الأول ضمان موسم دراسي ناجح للطلاب بدون قيود. وظهرت في البداية تخمينات حول إمكانية "إلغاء الموسم الدراسي" وتجاوز الفصل الدراسي ببساطة. لكنه تم التخلي عن الفكرة بسرعة، لأن ذلك سيعني بالنسبة للطلاب خسران وقت كبير في حياتهم المهنية. "والتحول لم يحصل في كل مكان بدون إشكاليات، لكن في المجموع يمكن القول بأنه حصل".
الطلبة يفتقدون الاحتكاك والتبادل المباشر
"ليس لدي أنترنيت يعمل"، "لم أتوفر على كومبيوتر صالح"، "ليس لدي في الحي الجامعي الهدوء الذي أحتاجه"، " لا أقدر على ذلك لوحدي، ينقصني التواصل مع طلبة آخرين ومع أستاذي". أربعة أمثلة على مجموعة من المشاكل التي يواجهها الطلبة في التعليم الجامعي الرقمي. وهذه التقييمات رصدها الاتحاد الألماني للطلبة الأجانب والتحالف الحر للطلبة في برلين. وتحكي المتحدثة، أماندا شتاينماوز عن بعض العروض التي تقدمها فيالجامعات لتنظيم إمكانية استعارة الكمبيوتر المحمول.
"المشكلة الأكبر تتمثل في أن الطلبة فقدوا مداخيلهم من أعمالهم الجانبية، في قطاع المطاعم أو المعارض مثلا"، كما توضح شتاينماوز التي تدرس اللغة الانجليزية والتاريخ وتسعى لتصبح بدورها أستاذة. هناك فقط 11 إلى 13 في المائة من مجموع الطلبة الذين يحصلون على الدعم في التكوين، فالكثيرون مجبرون على العمل إلى جانب الدراسة لتمويل تكاليف الدراسة. وعندما تفجرت جائحة كورونا وضاعت معها الكثير من الوظائف الطلابية، منحت الحكومة الألمانية ما يُسمى بـ"مال تخطي المرحلة" بقيمة 500 يورو شهريا موجهة للحالات الطارئة لدى لطلاب والمرتبطة بكورونا. غير أن "الإتيان بالبرهان يكون في الغالب صعبا"، على حد تعبير شتاينماوز.
وهناك القليل من الطلبة فقط المسرورين حقا بالدروس الرقمية، لكن هناك تنويه بالحريات الجديدة:" لا يلزمني الآن الحضور في الجامعة لتفادي أي شيء".
"بعض الاستعدادات للخداع في الامتحانات"
ما هي قيمة الدراسة الجامعية في زمن كورونا، يتساءل الكثير من الطلبة عندما ينظرون إلى ظروف الامتحانات. فليس نادرا أن يجلس في غرفة واحدة الممتحنون وفي جناح آخر الشخص الخاضع للامتحان. امتحانات الدكتوراه جرت عبر الفيديو. ومرشحو الامتحانات أنجزوا أعمالهم في البيت على طاولة المكتب. وفي ذلك توجد لإمكانية الغش والخداع، كما يعترف بعض الأساتذة. بيرنهارد كيمبين من الاتحاد الألماني للجامعات يقول في المقابل بأن "الطلبة ليسوا كسالى، بل يدرسون بجدية. وهم مواضبون بشكل فاجئني".
جهد من أجل التبادل الشخصي
الطلبة في الموسم الجامعي الأول هم من واجه الصدمة الكبرى، فبعد فترة الحجر الصحي جاء التواجد فجأة في محيط جديد ذي هيكل غير واضح في مدينة غريبة. ولذلك تقدم الكثير من الجامعات عروضا توجيهية لطلبة الموسم الأول في مجموعات صغيرة تضم 30 إلى 50 شخصا. لكن حتى الطلبة من الفصول الدراسية الأخرى ينقصهم التبادل المباشر مع بعضهم البعض، وهذا عامل مهم في الحياة الدراسية. ولذلك أطلقت جامعة بون مبادرة تحسيسية تحت شعار "نبقى في تواصل". وكتب الأساتذة مقالات مثلا حول موضوع الخوف. وحتى الطلبة كتبوا مقالات حول انطباعاتهم.
الدراسة عبر الانترنيت لا يمكن الاعتماد عليها طوال الوقت، كما يُجمع الأساتذة والطلبة، لكنها ستبقى استثناءات. "مادام لا يوجد هناك لقاح ضد الوباء، فإن التكوين الجامعي في غالبيته سيتواصل عبر الانترنيت"، كما يؤكد أحد الأساتذة. "ولا يجب في كل حال للجامعات أن تتحول إلى بؤر جديدة لكوفيد 19" : كما أكد أستاذ آخر لدويتشه فيله.
مستقبل الجامعات
نحو 6000 من أصل 26.000 أستاذ جامعي وقعوا على رسالة مفتوحة "للدفاع عن الدروس الحضورية". وفيها تم وصف الجامعة "كمكان للتلاقي" والدراسة "كفترة في الحياة لما هو جماعي" تتمخض عنها صداقات وشبكات مهمة. والدروس الجامعية، كما ورد في الرسالة تعتمد على " التبادل والتعاون المليئ بالثقة بين أناس راشدين" وهو يحتاج إلى الحوار بين حاضرين. وبالتالي فإن "الطفرة الرقمية" تهدد هذه العناصر المهمة بالاندثار.
وهناك شبهات لدى البعض تعتبر أن صناع القرار السياسي سواء في العاصمة برلين أو على مستوى الولايات الألمانية لهم تصور بأنه من خلال العروض الرقمية يمكن التوفير في الأساتذة والتكاليف. "وهذه حماقة"، كما يعترض بيرنهارد كيمبين الذي أكد أن "العروض الرقمية قد تكمل دروس الحضور، لكنها لن تعوضها أبدا". فالعلم يعيش من وبالحوار.
فولفغانغ ديك/ م.أ.م
أبرز الجامعات الألمانية للدراسة والبحث باللغة الإنجليزية
مع تزايد توجه الطلبة الأجانب إلى ألمانيا في السنوات الأخيرة بدأت العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية الألمانية بتقديم برامج دراسية باللغة الإنجليزية دون اشتراط تعلم اللغة الألمانية، ما هي أبرز هذه الجامعات؟
صورة من: Wikipedia/R. Stricker
جامعة روبريشت كارلس هايدلبرغ
تقدم جامعة روبريشت كارلس/ Ruprecht Karls Universität Heidelberg بمدينة هايدلبرغ 14 برنامجا دراسيا للحصول على شهادة الماجستير باللغة الإنجليزية في مجالات كالاقتصاد والأنثروبولوجيا والهندسة الحيوية والبحث الطبي وغيرها. وتصنف جامعة هايدلبرغ نفسها كمؤسسة تعليمية مُخصصة بالتدريس عبر البحث، حيث يتم تصميم المناهج بما يوفر للطلبة فرصة التدريب المبكر على البحث المستقل في مختلف تخصصاتها.
صورة من: Imago Images/W. Otto
جامعة لودفيغ ماكسيميليانز
جامعة لودفيغ ماكسيميليانز Ludwig Maximilians Universität بمدينة ميونيخ تقدم 28 برنامجا باللغة الإنجليزية للحصول على درجة الماجستير بمجالات العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية، بشرط الإتقان الكامل للغة الإنجليزية. وتستهدف الجامعة بتلك البرامج الطلبة الأجانب والألمان ممن يرغبون في العمل بمؤسسات دولية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجامعة التقنية بميونيخ
الجامعة التقنية بميونيخ Technische Universität München توفر 60 برنامجا للحصول على درجة الماجستير باللغة الإنجليزية في مجالات العلوم الطبيعية والهندسة والإدارة والطب والعلوم الاجتماعية. وتسعى الجامعة عبر برامجها المختلفة على إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المجتمعات، كما أنها تمتلك فروعا في عدة دول حول العالم.
صورة من: Getty Images/J. Koch
جامعة ألبرت لودفيغز فرايبورغ
تقدم جامعة فرايبورغ/ Albert Ludwigs Universität Freiburg ما لايقل عن 25 برنامجاً باللغة الإنجليزية في مجالات متعددة، ولكنها تتميز عن غيرها بتصنيفها ضمن أفضل عشر جامعات في ألمانيا، كما أنها عضو باتحاد الجامعات البحثية الأوروبية LERU. وتستقبل الجامعة كل عام عددا كبيرا من الطلبة الأجانب، وقد نشرت على صفحتها استراتيجيتها ل"تدويل" الجامعة حتى عام 2023 بتوسيع شراكاتها مع المؤسسات التعليمية الدولية.
صورة من: AP
فرانكفورت للموارد المالية والإدارة
تعتبر مؤسسة Frankfurt School of Finance & Management واحدة من أفضل الجهات التعليمية لدراسة علوم الإدارة والموارد المالية في أوروبا، حيث تضم أقساما متخصصة في الاقتصاد والمحاسبة والإدارة والمالية والقانون. ولعل من أكثر ما يميز الدراسة هناك هو التدريب العملي وأوراش لتأهيل الطلبة للحياة العملية.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Arnold
معهد كارلسروه للتكنولوجيا
يقدم معهدكارلسروهه/ Karlsruhe Institut für Technologie للطلبة الألمان والأجانب على السواء إمكانية متابعة دراستهم باللغة الإنجليزية، ويمكن الالتحاق ببعض البرامج باللغة الإنجليزية في مختلف الكليات التابعة للجامعة وليس فقط عن طريق القسم المخصص للدراسات الدولية. ويتيح القسم الدولي الالتحاق بدورات على مستوى الماجستير أو الدكتوراه نظير رسوم مادية. كما يمكن أيضا دراسة مواد منفردة باللغة الإنجليزية.
صورة من: Sandra Göttisheim
جامعة جورج أوغوست غوتينغن
إن كنت تسعى للحصول على درجة الدكتوراه، فيمكنك إيجاد ضالتك في جامعة غوتينغن/ Georg August Universität Göttingen، فنصف البرامج المُخصصة في الدكتوراه بهذه الجامعة باللغة الإنجليزية. وتولي هذه الجامعة أهمية كبرى للبحث العلمي، كما تتميز بتعدد المجالات التي يمكن الدراسة فيها باللغة الإنجليزية في برامج الماجستير مثل العلوم والتكنولوجيا، الإدارة والأعمال بالإضافة إلى العلوم الإنسانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
الجامعة التقنية في أخن
تقدم هذه الجامعة RWTH Aachen، والتي تعتبر ضمن الأفضل للدراسة في مجالات الهندسة والعلوم و الإلكترونيات، عدة برامج للحصول على درجة الماجستير باللغة الإنجليزية. يتكون برنامج الماجستير بالجامعة عادة من أربعة فصول دراسية، مع التخصص بمجالات وفروع علمية في غاية الدقة. كما تقدم الجامعة برامجا بالتعاون مع جامعات أخرى، وفي تلك الحالة يمكن للطالب أن يدفع مقابل مادي للالتحاق بها.
صورة من: Peter Winandy
جامعة برلين الحرة
يمكنك الحصول على درجتي البكاريوس أوالماجستير من العاصمة الألمانية من خلال الالتحاق بجامعة برلين الحرة Freie Universität Berlin. تقدم الجامعة 23 برنامجا للماجستير باللغة الإنجليزية بالتعاون مع جامعات أخرى داخل وخارج ألمانيا، وبالتالي فإن إجادة اللغة الألمانية ليس شرطا أساسيا للالتحاق بأي من تلك البرامج.
صورة من: CeDiS/FU Berlin
جامعة هامبورغ
تقدم جامعة هامبورغ Universität Hamburg أكثر من 170 برنامج للحصول على درجات علمية مختلفة، ويتم تدريس 44 برنامج منهم إما باللغة الإنجليزية بشكل كامل أو مناصفة ما بين اللغتين الإنجليزية والألمانية. البرامج الـ 42 مخصصة للحصول على درجة الماجستير بمجالات متعددة في العلوم الطبيعية والاجتماعية.
صورة من: DW/K. Safronova
جامعة أولم
حازت جامعة أولم/ Ulm Universität في العام الحالي على المركز الثاني في ألمانيا والرابع عشر على مستوى العالم في تصنيف "العصر الذهبي"، وهو تصنيف للجامعات التي مر على إنشائها بين 50 و80 عاماً. وتقدم الجامعة 12 برنامجاً دراسياً باللغة الإنجليزية للحصول على درجة الماجستير أغلبها في العلوم الطبيعية مثل الأحياء والهندسة الكيميائية والفيزياء.
صورة من: privat
جامعة مانهايم للعلوم التطبيقية
بحسب موقع المؤسسة الألمانية لتبادل الخدمات الأكاديمية DAAD يوجد في ألمانيا حوالي 2000 برنامج دراسي باللغة الإنجليزية لدى أكثر من 200 جامعة ومؤسسة تعليمية للعام الدراسي 2019/2020. أحد هذه الجامعات هي جامعة مانهايم للعلوم التطبيقية Hochschule Mannheim والتي تقدم عدداً من البرامج بالإنجليزية في مجالات مثل الهندسة الكهربائية والتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا المعلومات.