1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معضلة الإعلام الألماني واليمين الشعبوي: التجاهل أم التعرية؟

٢٣ أبريل ٢٠٢٤

مع تنامي شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، تتباين آراء وسائل الإعلام وخبراء الاتصال في طريقة التعامل معه ما بين تجاهل الحزب أو فضح سياساته.

تواجه وسائل الإعلام الرئيسية في ألمانيا معضلة فيما يتعلق بالتغطية الصحافية لحزب "البديل" اليميني الشعبوي
تواجه وسائل الإعلام الرئيسية في ألمانيا معضلة فيما يتعلق بالتغطية الصحافية لحزب "البديل" اليميني الشعبويصورة من: Hendrik Schmidt/dpa/picture alliance

حل تينو شروبالا، الرئيس المشارك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، ضيفاً في برنامج سياسي على القناة الألمانية العامة "ARD" الأحد (21 أبريل / نيسان 2024) حيث أُعطي مساحة كبيرة لتقديم نفسه على أنه شخصية سياسية ودودة تتسم بحسن النية.

وخلال البرنامج، نفى تينو شروبالا علمه بوجود سياسين داخل حزبه يتقاضون أموالاً من روسيا وبانتهاج الحزب نهجاً عنصرياً معادياً للمرأة والأجانب.

وأدى البرنامج إلى موجة غضب داخل أوساط الإعلام التقليدي في البلاد، لكنه أثار مجدداً الجدل حول التعامل الإعلامي مع سياسيين من   أحزاب اليمين المتطرف  خاصة مع تنامي شعبية حزب البديل الذي بات، بحسب استطلاعات الرأي، ثاني أقوى حزب في ألمانيا متقدماً على حزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي إلى طيف يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتس.

ويقول مراقبون إنه في أغلب الأحيان تقوم وسائل الإعلام بإجراء مقابلات واستضافة سياسيين معتدلين من حزب البديل مثل تينو شروبالا، لكن النهج الإعلامي يكون مختلفاً عند التعامل مع السياسيين المتطرفين في الحزب مثل المرشح الرئيسي لحزب البديل  لانتخابات البرلمان الأوروبي، ماكسيميليان كراه، أو بيورن هوكي، رئيس فرع الحزب بولاية تورينغن؛ إذ تفضل وسائل الإعلام التحدث عنهم وليس التحدث معهم.

بيد أنه في مطلع أبريل / نيسان الجاري، أثارت مشاركة بيورن هوكي في مناظرة تليفزيونية مع زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي في ولاية تورينغن، ماريو فويغت، قبل أشهر من انتخابات الولاية، الكثير من الجدل. ورغم تحديد قناة "فيلت" وقت المناظرة بمدة لا تزيد عن 45 دقيقة، إلا أنها استمرت لأكثر من ساعة.

وفي تعليقها، كتبت صحيفة "برلينر تسايتونغ" أنه "لأول مرة، يتم مناقشة القضايا التي يناقشها الألمان بشكل يومي في الحانات والملاعب الرياضية والنوادي وحتى أماكن العمل".

جدل كبير أثارته المناظرة التلفزيونية بين بيورن هوكي، السياسي من حزب البديل، وماريو فويغت، زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي في ولاية تورينغنصورة من: Martin Lengemann/WELT/dts Nachrichtenagentur/IMAGO

"خطير كالتدخين"

وعلى وقع ذلك، تجدد الجدل حول القضية في وسائل الإعلام حتى قبل إذاعة المناظرة؛ إذ حذرت مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية من التداعيات، قائلة: "بالطبع، بعد ظهور إعلامي استمر لأكثر من 71 دقيقة، سيظهر هوكي وكأنه شخصية طبيعية مقبولة اجتماعياً للكثيرين مقارنة بالسابق".

بيد أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة بوخوم، أوليفر ليمبكه، لا يتفق في هذا الرأي. وفي مقال رأي نشرته صحيفة "بيلد"، اليمينية المحافظة، كتب الخبير السياسي: "أدت سياسة الرفض والتهميش وترديد نفس عبارات الشيطنة بحق بيورن هوكي إلى خلق صورة للسياسي الشعبوي وكأنه الساحر أو سيد الظلام".

من جانبها، قالت "رابطة الصحافيين الألمان" DJV، التي تعد واحدة من أكبر المنظمات الصحافية الأوروبية، إنه يتعين على وسائل الإعلام الألمانية تعديل وصفها لحزب البديل  عندما يتم تصنيفه على أنه "يميني متطرف" من قبل مكتب حماية الدستور (جهاز الاستخبارات الداخلية).

يُشار إلى أن ثلاث ولايات من أصل 16 ولاية قد قررت تصنيف حزب البديل باعتباره كياناً "يمينياً متطرفاً".

وقال ميكا بويستر، رئيس رابطة الصحافيين الألمان، إنه يجب "نعت الحزب بهذا الوصف في كافة التقارير الصحافية للتحذير من خطورة الحزب مثل التحذير الموجود على علب السجائر للتحذير من مخاطرها على صحة الإنسان".

تظهر استطلاعات الرأي تزايد شعبية حزب البديلصورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance

تحدي لقيم الصحافة وأدواتها الكلاسيكية؟

وكانت مؤسسة "أوتو برينر" Otto Brenner Foundation الممولة بشكل رئيسي من "اتحاد نقابات عمال الصلب" في ألمانيا IG Metall قد قامت بإجراء بحث بين عامي 2017 و2018 عن التحدي الذي يشكله حزب البديل  على الخطاب السياسي في البلاد. ونقلت الدراسة عن الخبير الإعلامي بيرند غيبلر قوله إنه يرفض الإقصاء الشامل للسياسيين اليمينيين المتطرفين. بيد أنه قال إن هذا الأمر لا يعني "السماح بمشاركة سياسيي حزب البديل في كافة البرامج التليفزيونية أو إجراء مقابلات صحافية وتلفزيونية معهم على غرار السياسيين الآخرين"، مضيفاً أنه يمكن السماح لسياسيين من حزب البديل بالتحدث في البرامج التلفزيونية أو الإذاعية التي تتناول القضايا المثارة داخل البرلمان.

وترى أولريك فينكلمان، رئيسة تحرير صحيفة "تاز" اليومية ذات التوجه اليساري، أن رفض استضافة سياسيين من حزب البديل لن يجلب فائدة كبيرة لأن الحزب يمتلك وسائل إعلام خاصة به منذ وقت طويل. وقالت إن "منصات التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الموازية، ساهمت في قوة الحزب".

في هذا السياق، قالت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" إن بيورن هوكي استطاع منذ فترة طويلة خلق نافذة كبيرة لنفسه على منصات التواصل الاجتماعي حيث لا يواجه أي معارضة حقيقية، بيد أن هذا لم يكن الحال خلال المناظرة التليفزيونية الأخيرة؛ إذ كشف زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي في ولاية تورينغن، ماريو فويغت والقائمون على البرنامج عن نقاط ضعفه.

وخلال المناظرة، حاول بيورن هوكي الهروب من اتهامه بالعنصرية  بعد أن طالب آيدان أوزوغوز، نائبة رئيس البرلمان الألماني التي تنحدر من أصول تركية، بمغادرة البلاد رغم أنها مولودة في ألمانيا. وفي رده، قال بيورن هوكي إنه لا يستطيع تذكر الواقعة رغم أن مطالبته لنائبة رئيس البرلمان جاءت في كتاب له نشر عام 2018.

بدوره، قال الخبير الإعلامي بيرند غيبلر عام 2017 إنه ليس هناك حاجة "إلى وجود صحافة مخصصة لحزب البديل، لأن الحزب ليس سوى تحد جديد لإعادة النظر في القيم القديمة للصحافة وأدواتها الكلاسيكية".

 أعده للعربية: محمد فرحان

مارسيل فورستيناو كاتب ومراسل في السياسة والتاريخ المعاصر – يتناول في مقالاته ألشؤون الألمانية في المقام الأول
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW