1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرنسيون جدد صوتوا للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية

١٦ أبريل ٢٠٢٢

شهد اللاجئون في فرنسا الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017 من دون أن يكون لديهم الحق في المشاركة، لكن في هذا العام شارك بعضهم بعد أن حصلوا على جنسية فرنسا، فما مشاعرهم وهم ينتخبون للمرة الأولى؟

Frankreich Regioanlwahlen 2021 Wahllokal
صورة من: Ludovic Marin/AFP/Getty Images

شهد اللاجئون في فرنسا الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2017 من دون أن يكون لديهم الحق في المشاركة. حصل بعضهم على الجنسية الفرنسية بعد أربعة أعوام، وأصبح لديهم حق الانتخاب والمشاركة الديمقراطية. اختبر وراود المهاجرون الذين شاركوا في الاقتراع، هذا العام، مشاعر مختلطة، فعظمهم قدموا من بلاد خاضعة لسلطة أنظمة ديكتاتورية تنتهك الحقوق والحريات قسرا. ولم تتح لهم المشاركة في انتخابات ديمقراطية قط.

تحدث مهاجر نيوز إلى مجموعة مهاجرين شاركوا في الانتخابات الفرنسية للمرة الأولى وسألهم عن رأيهم بالمشاركة وبنتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أيتأهل إيمانويل ماكرون ومارين لوبان للجولة الثانية والنهائية من الاستحقاق الرئاسي.

”صوتي يحدث فرقا"

"لم أصدق، كان إحساسا فظيعا. للمرة الأولى أصبح في إمكاني الانتخاب. كانت سعادتي لا توصف لأنني سأنتخب وانتخبت". كانت تلك المرة الأولى التي اختبرت فيها السورية أمل* (39 عاما) معنى المشاركة الفاعلة في انتخابات ديمقراطية. حرصت على القراءة والمتابعة لتعرف أكثر قبل موعد الانتخابات "ثقّفت نفسي لمعرفة من سأختار وكيف سأصوّت ومن هي الأحزاب المشاركة".

كانت تجربة التصويت غريبة بالنسبة إلى الشابة السورية مها* (29 عاما). غريب أن يكون لها صوت وأن تؤمن بأن صوتها يحدث فرقا وأن تذهب بإرادتها للإدلاء به "عندما قالت لي موظفة استلمت مغلف الاقتراع مني، ‘تم التصويت' غمرني شعور غريب جدا. كانت لحظة لا تنسى بالنسبة إلي، لا أستطيع وصفها". كانت لحظة الاقتراع مهمة للمصري سعد* (36 عاما) أيضا "كبرت في عصر حسني مبارك ولم يكن لدينا خيار آخر. الأمر ليس واردا. ما عرفته طوال حياتي هو وجود أغلبية عظمى مع وفئة صغيرة ضد". لذا قرر المشاركة أيضا إذ إنها واجب بالنسبة إليه.

المشاركة في العملية الديمقراطية عبر الإدلاء بالصوت الانتخابيصورة من: Thierry Zoccolan/AFP/Getty Images

”مارست حقا للمرة الأولى، حق منتهك في بلدي الأم"

على الرغم من سعادة أمل* قبل وأثناء التصويت، أصيبت بخيبة عقب نتائج الجولة الأولى من الانتخابات ”أنا حزينة لأن الجولة الثانية مقتصرة على اليمين. ومع اهتمامي بمواضيع العمل والتعليم وما يخص الحياة اليومية، يبقى ملف الهجرة والتعامل مع المهاجرين أولوية عند النظر إلى برامج المرشحين، لاسيما وأن هنالك تيار عالمي يغلق الأبواب في وجه المهاجرين". رجّحت أمل* التصويت لإيمانويل ماكرون في الجولة الثانية ”فليس هنالك حل آخر".

ليس لدى السوري فراس* (35 عاما) حق الانتخاب بعد، لهذا شعر بالخيبة "روادني شعور سيء وخيبة لأنني مشاهد غير فاعل. أي عندما أشارك وأتبنى برنامجا سياسيا وأختار مرشحّا وأصوت وتكون النتائج سلبية، سأتقبل الأمر على نحو طبيعي جدا. ولكنني حتى الآن مراقب فقط، مع العلم بأنني سأتأثر بالانتخابات على نحو مباشر".

كانت النتائج متوقعة بالنسبة إلى مها* لهذا لم تشعر بالخيبة أبدا "موضوع التصويت لا يقتصر على الانتخابات الرئاسية، فالمشاركة الديمقراطية تعني أيضا المشاركة في الانتخابات التشريعية والانتخابات البلديةوغيرها، إذ إنها انتخابات تؤثر في الحياة اليومية والعملية. المهم أنني شاركت في الانتخابات وأدليت بصوتي ومارست حقا للمرة الأولى، حق منتهك في بلدي الأم". ومثل أمل* ستدعم مها* إيمانويل ماكرون في الجولة الثانية خوفا من وصول لوبان إلى سدة الرئاسة.

التصويت "الاستراتيجي" يحبط سعد* لأنه استبعد التصويت لصالح إيمانويل ماكرون في الجولة الأولى، لاقتصار الجوانب الإيجابية في برنامجه على موضوعات محددة. لكنه الآن مضطر للاختيار بينه وبين لوبان ”رأيت كثيرا من الناس هنا تصوت للشخص الأقل ضررا بالنسبة إليهم وهو أمر محبط، أن تصوت للأقل ضررا وليس لمن يعبرعنك فعلا. هذه صفعة بالنسبة إلي".

المحيط مؤثر في مشاركة البعض وامتناع آخرين

أدلت مها* بصوتها رغم معرفتها بأن فرص المرشح الذي دعمته ضئيلة جدا ”قرأت برامج المرشحين واخترت شخصا أعجبني برنامجه، خضت نقاشات مع أصدقاء سألوني لماذا ستختارين هذا المرشح؟ لن ينال أصواتا كثيرة، كنت أجيبهم بأنني حرة وسأصوت وإن لم يفض الأمر إلى نتائج ملموسة الآن". في حين لم تشارك السورية ناديا* (31 عاما) في الجولة الانتخابية الأولى بسبب تأثرها بكلام المحيط عن الحزب والمرشح الذي أرادت دعمه ”كنت كلما أخبرت أحدا عن الحزب والشخص الذي سأصوّت له أخبرني بأن نسبة فوزه ضئيلة جدا ولن يصل إلى الجولة الثانية، وهذا ما وجدته في الإعلام أيضا. شعرت أن الآراء والمرشحين معدين مسبقا وأن صوتي بطبيعة الحال لن يحدث فرقا كبيرا، كانت هذه إحدى أسباب امتناعي عن التصويت".

سألت أصدقاء وجيران وحضرت اجتماعاتهم لمعرفة المزيد عن المرشحين والانتخابات عموما

بينما تأثرت آراء أمل* بمحيطها في اختيار المرشح الذي دعمته في الجولة الأولى "فكرت في بادئ الأمر بانتخاب آن إيدالغو، لكنني تأثرت بمن حولي من فرنسيين فتراجعت". مع ذلك ساعدتها الآراء على تعميق معرفتها ببرامج المرشحين وباختيار المرشح الأنسب بالنسبة إليها، ”استمعت إلى آراء من حولي لأنها متوازنة، سألت أصدقاء وجيران وحضرت اجتماعات لمعرفة المزيد عن المرشحين والانتخابات عموما، وعلى الرغم من تأثري في بادئ الأمر إلا أن السؤال والاستماع أعانني على الاختيار".

 بين انتخابات عام 2017 وعام 2022

يعتبر اللاجئ السوري طارق* (39 عاما) أن "تأهُل إيمانويل ماكرون ومارين لوبان يعيد إلى الأذهان الدورة الثانية من انتخابات عام 2017 وهو أمر مخيب للآمال بالنسبة إلي. وراء هذه الصورة المكررة أحداث سيئة حصلت، مثل ارتفاع نسبة التصويت لليمين وتشتت اليسار وغيرها. لكن على كل حال غمرتني سعادة كبيرة لأنني مارست حق الانتخاب". شهد طارق* انتخابات عام 2017 واستمع إلى آراء من حوله وتوجهاتهم، وراقب المجريات باهتمام، لكن لم يكن لديه حق المشاركة حينها، حال كثير من اللاجئين ومنهم سعد*.

وراء هذه الصورة المكررة أحداث سيئة حصلت

دفعت انتخابات عام 2017 سعد* إلى سؤال أصدقاء عن السياسة في فرنسا، ”عندما قدمت إلى هنا وشهدت الانتخابات، علمت بوجود أحزاب وأن لكل حزب فرصة المشاركة والفوز، بدأت حينها بالسؤال والاستفسار لأعرف أكثر". سأل فراس* وتابع وقرأ على الرغم من عدم مشاركته في الانتخابات ”لكن أعرف جيدا أنني سأشارك حالما أحصل على الجنسية فالمشاركة الديمقراطية عموما واجب وحق. ما همني في عام 2017 ويهمني اليوم على نحو أساسي هو موقف المرشحين من الموضوع السوري إضافة إلىملف الهجرة والمهاجرين وأهمية الحفاظ على حقوقهم وضمان حمايتها".

تتفق السورية سارة* (29 عاما) مع الشاب فراس* (32 عاما) في فكرة أهمية المشاركة وحقوق المهاجرين، كانت بدأت بتعميق فهمها منذ انتخابات عام 2017. إذ واظبت الشابة على حضور المناظرات الرئاسية والقراءة عن المرشحين "كنت مستمتعة لأنني لم أشهد قبلا تجربة انتخابات ديمقراطية، رغبت في معرفة المرشحين وبرامجهم. تتأثر القوانين وتفاصيل الحياة اليومية بالرئيس المنتخب وحكومته وعندما أحصل على الجنسية سأشارك حتما في الانتخابات ليس الرئاسية فحسب، وأعتقد أنني سأشارك أيضا في التوعية بأهمية المشاركة الديمقراطية".

لست مع الديكتاتورية طبعا، لكنني لم أعد أؤمن بالديمقراطية

ما شغل مضر* في انتخابات 2017 "هو موضوع التعامل مع المهاجرين، لهذا لم أرغب في فوز مارين لوبان وقتها". آراء مضر تغيرت اليوم فلم يعد يؤمن بأن الديمقراطية هي الحل ”لست مع الديكتاتورية طبعا، لكنني لم أعد أؤمن بالديمقراطية، فمن يصلون هم سياسيون يعرفون كيفية استقطاب الجمهور والتحدث في المناظرات ليس أكثر، وهناك أشخاص فاسدون وصلوا إلى مناصب عليا عبر الانتخابات. الانتخابات لعبة ولا أعتقد أنني أود المشاركة فيها وإن أصبحت فرنسيا".

*الأسماء مستعارة

مهاجر نيوز 2022

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW