معظم دول الإتحاد الأوروبي تعتزم الاعتراف بكوسوفو
١٨ فبراير ٢٠٠٨عقب اجتماعهم في بروكسل اتفق وزراء الخارجية الأوروبيون اليوم الاثنين (18 فبراير/شباط 2008) في إعلان مشترك على أن يُترك لكل دولة عضو في الإتحاد الأوروبي أن تحدد موقفها من المسألة بشكل سيادي، الأمر الذي فتح المجال أمام الدول الأوروبية الكبرى للاعتراف بالإقليم. وبادرت فرنسا مباشرة بعد صدور البيان إلى الاعتراف باستقلال كوسوفو، إذ أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر أن فرنسا اعترفت اليوم الاثنين باستقلال الإقليم الصربي الانفصالي، وقال كوشنر في هذا السياق: "هذه نهاية لمشكل البلقان. أمل أن تكون قد انتهت. نحن بحاجة الآن إلى المصالحة وأعرف منذ الآن أن ذلك سيستغرق وقتا طويلا".
أما ألمانيا فقد صرح وزير خارجيتها فرنك فالتر شتاينماير أن حكومة بلاده ستعقد اجتماعا يوم الأربعاء المقبل للاعتراف باستقلال كوسوفو على حد تعبيره. وصرح شتاينماير أن أغلبية دول الاتحاد الأوروبي تعتزم "الاعتراف بكوسوفو الديمقراطية متعددة العرقيات"، وأن ألمانيا من ضمن هذه الدول. واعترفت بريطانيا كذلك باستقلال الإقليم وقال وزير خارجيتها ديفيد ميليباند أن بلاده قررت الاعتراف باستقلال كوسوفو عن صربيا.
الناتو يلتزم بحفظ السلام في كوسوفو
ومن جانبه أكد حلف شمال الأطلسي "ناتو" اليوم الاثنين كذلك التزامه بالحفاظ على السلام في كوسوفو استنادا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244. وقال الحلف في بيان صدر عقب اجتماع لممثلي الدول الأعضاء في بروكسل "لم يطرأ تغيير على مسؤولية الحلف وقدرته على ضمان مناخ يسوده الأمن والأمان في كوسوفو". وأضاف البيان إن قوة حفظ السلام في كوسوفو "كوفور" البالغ قوامها 15 ألف جندي ستواصل تنفيذ مهمتها "بطريقة محايدة" وسوف تجابه "بحزم أية محاولات لتعكير صفو الأمن والأمان لسكان كوسوفو".
ويذكر أن الناتو قام بنشر قوة كوفور استنادا إلى قرار الأمم المتحدة رقم 1244 بعد الحملة الجوية للحلف التي دامت 78 يوما في عام 1999 وهي الحملة التي أنهت الصراع العرقي في الإقليم. وقال الحلف إنه يولي "أهمية كبرى" لمسألة حماية الأقليات الصربية والمزارات الدينية الصربية في الإقليم، الذي يهيمن عليه ألبان كوسوفو. وأضاف البيان بالقول: "يتمثل هدف الناتو في مواصلة تقديم يد العون لكوسوفو إلى أن تصبح بلدا ينعم بالاستقرار والديمقراطية والتعددية العرقية والسلام".
إسبانيا ترفض الاعتراف بكوسوفو
أكد وزير الخارجية الاسبانية ميجيل أنخيل موراتينوس أن اسبانيا لن تعترف باستقلال كوسوفو، وأضاف متحدثا للصحفيين "موقفنا واضح، وهو عدم الاعتراف بإعلان من جانب واحد. لا يوجد لذلك أساس قانوني دولي". وفي حوار مع موقع دويتشه فيله أشار مدير مؤسسة السياسة الخارجية الإسبانية، نيكولاس سارتوريوس، أن التحفظ الإسباني تجاه إعلان إقليم كوسوفو استقلاها عن صربيا لا ينبع من مخاوف إسبانيا من انعكاسات سلبية على أوضاعها الداخلية والمتمثلة بفتح الباب أمام بعض الأقاليم الإسبانية، مثل إقليم الباسك وإقليم كاثلونيا، للمطالبة أيضا بانفصالها عن الوطن الأم.
وعزى خبير الشؤون السياسة الإسبانية موقف بلاده إلى أن استقلال كوسوفو لا يتوافق مع الشرعية الدولية، إذ لا توجد مبررات قانونية لإعلان استقلال أحادي الجانب. كما اعتبر سارتوريوس أن استقلال كوسوفو يهدد الاستقرار في أوروبا لأنه سيؤجج الصراع بين أوروبا من جهة وصربيا وروسيا من جهة أخرى، مشيرا أيضا إلى أن الحكومة الإسبانية لن تقوم بتكوين جبهة معارضة داخل الإتحاد الأوروبي وإنما سوف تحاول التوصل إلى حل بشأن المسألة معتمدة مبدأ الحوار.
هل يفتح استقلال كوسوفو الباب أمام مطالبة الأقليات الأخرى باستقلالها؟
وعلى صعيد آخر، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن استقلال كوسوفو لا يمثل سابقة تقتدي بها أطراف أخرى، معتبرة أنه لا يمكن مقارنة مسألة كوسوفو بأي حالة أخرى ودعت إلى ضرورة وجود رؤية أوروبية لمنطقة غرب البلقان بأكملها على أن يكون أساس هذه الرؤية هو احترام الأقليات. وفي الوقت نفسه شددت ميركل على الدور، الذي يمكن أن تلعبه أوروبا في التغلب على الخلافات والعقبات التي استمرت مئات السنين في هذه المنطقة. وفيما يخص رفض روسيا التام الاعتراف باستقلال كوسوفو قالت ميركل أن العلاقات مع روسيا لها طابع استراتيجي يحتمل أيضا اختلافات في الرأي فيما يتعلق ببعض القضايا.