1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

معهد غوته في العالم العربي: قنطرة الحوار مع ناطقي لغة الضاد

يأخذ معهد غوته على عاتقه منذ زمن طويل مهمة نشر ودعم اللغة الألمانية في الخارج. ولكن رسالة المعهد لا تنتهي عند هذا الحد، بل تمتد ليبذل العاملون به كل جهد ممكن من أجل تعزيز الحوار بين الثقافة الألمانية والثقافات الأخرى

عميد الأدب الألماني يوهان فولفغانغ فون غوتهصورة من: DW

هل سبق لك زيارة أحد فروع معـهد غوته في الوطن العربي؟ لا؟ إذن فقد فاتك الكثير حتماً. لاسيما وأن المرء ينتابه شعور مدهش عندما يتواجد هناك بأنه قد انتقل إلى عالم آخر يسوده التفاهم والوئام بين الثقافات المختلفة. يعد معهد غوته المركز الثقافي الوحيد الذي يمثل جمهورية ألمانيا الاتحادية في الخارج. ومن المعروف عن ألمانيا أنها لا تدخر أي جهد ممكن في سبيل نشر لغتها بين أوساط المتحدثين بلغات أخرى. لذلك تنتشر فروع معهد غوته في كافة قارات العالم وفي عدد لا بأس به من الدول العربية. وتساهم فروع معهد غوته بجانب وسائل الإعلام، كموقع دويتشه فيلّه على شبكة الانترنت على سبيل المثال، في نقل صورة شاملة عن ألمانيا من خلال تقديم معلومات شاملة عن الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية بها.

مانفريد ايفيل والحوار الثقافي العربي - الألماني

مانفريد ايفيل من فرع معهد غوته بالعاصمة المغربية الرباطصورة من: Goethe-Institut

ولمعرفة الدور الفعلي الذي يلعبه معهد غوته في التقارب بين العرب والألمان أجرى موقعنا حوارا مع السيد مانفريد ايفيل من فرع المعهد بالعاصمة المغربية الرباط. ويعتبر ايفيل المسئول الأول عن دوارت اللغة الألمانية التي يقدمها المعهد في دول المغرب العربي أجمع. تربط السيد ايفيل علاقة وثيقة بالعالم العربي يبلغ عمرها ما يزيد عن عشرين عاماً. ففي ثمانينيات القرن الماضي كان أيفيل مديراً لمعهد غوته في العاصمة السورية دمشق. وبعد توليه هذا المنصب الهام قام بالعمل سوياً مع أقرانه في شتى الدول العربية على وضع مبادئ أساسية للتمثيل الثقافي الألماني هناك. لذلك يعد مانفريد ايفيل خبيراً يشار له بالبنان فيما يتعلق بالعلاقة الثقافية بين ألمانيا والعالم العربي. وفي معرض إجابته حول سؤال عن مدى المشاركة الفعلية لمعهد غوته في الحوار الثقافي أكد ايفل على اهتمام كافة العاملين في المعهد بإجراء الحوار الثقافي مع شعوب الدول المتواجدين بها وخصوصاً الدول العربية. لذا لا يتوقف الأمر عند إجراء لقاءات دورية مع ممثلي الدوائر الحكومية بهذه الدول، وإنما يتم من حين لآخر تنظيم تظاهرات ثقافية ضخمة يتمكن الجمهور العربي من خلالها الحصول على لمحة عن ألمانيا، كالنشاطات الفنية والمحاضرات والندوات.

تنسيق على كافة المستويات

الألمانية؟ ولما لا؟

ويتم تنظيم هذه التظاهرات من خلال التعاون مع المراكز الثقافية والجامعات والمفكرين والمثقفين العرب. ففي الرباط والدار البيضاء، على سبيل المثال، يتم التعاون بشكل جيد مع إتحاد الكتاب والصالات الفنية ووزارة الثقافة المغربية. ويستطيع معهد غوته من خلال هذا التنسيق تقديم خبرات ألمانية مفيدة للطرف العربي في مختلف المجالات الثقافية. ولا يقوم المعهد بفرض أوجه نشطاته على مواطني الدول التي يتواجد بها، وإنما يتم وضع خطة البرنامج الثقافي للمعهد بعد التشاور والتنسيق مع الجانب العربي. ويصف مانفريد ايفل فروع معهد غوته بأنها "جزر ألمانية منتشرة في العالم العربي تحمل رونقا وطابعا ألمانيين" وتسعى لاحتضان كل من يرغب في التعرف عليها. أما الحوار الثقافي فهو "أمر نقوم بأدائه يوميا. فوجودي وحياتي كمواطن ألماني في بلد عربي كما أن احتكاكي اليومي مع العرب هو في حد ذاته نوع ما من أنواع الحوار الثقافي." وكثيراً ما يقوم أيفيل بالنقاش مع المغاربة حول شتى القضايا السياسية والاجتماعية والفكرية. ويتسنى له من خلال ذلك عرض رأيه والتعرف على وجهة نظر الجانب العربي.

اهتمام واسع

اهتمام على أعلى المستوياتصورة من: AP

أنه فعلاً لشيء يبعث على الدهشة عندما يلمس المرء مدى اهتمام الشباب العربي باللغة والثقافة الألمانية. فالكثير منهم يود السفر إلى ألمانيا بغرض الدارسة أو العمل. وهنا تكمن مهمة معهد غوته في إعطاءه صورة وافية وصحيحة عن ألمانيا. كما أن هناك العديد منهم يود البقاء في وطنه الأم وتعلم اللغة الألمانية من أجل تحسين فرصة الحصول على وظيفة مناسبة. "ونحن نقوم بمساعدة كل من أولئك وهؤلاء من أجل تحقيق الأمل المنشود"، على حد قول ايفيل. أما دعم وتعزيز اهتمام المواطنين الألمان بالوطن العربي وتاريخه وحاضره فهو دور لا تقل أهميته عن الدور الأول. ففي دول المغرب العربي على سبيل المثال يكفي "أن يلم الأوروبي ببعض المعرفة اللغوية وأن تكون لديه خلفية تاريخية عن البلد الذي يتواجد قيه لكى ينظر أبناء البلد إليه كصديق حميم" حسب ايفيل. أما العاملون في معهد غوته فهم في الوقت ذاته سفراء الثقافة الألمانية في الوطن العربي، بالإضافة إلى أنهم يأخذون على عاتقهم مهمة إعطاء الشعب الألماني صورة حقيقية عن العرب وثقافتهم. ولاغرو أن الحوار الحضاري والعلاقات الثقافية المتينة بين ألمانيا والعالم العربي هي ضرورة حتمية يفرضها الواقع لمجابهة العنف والتطرف والقضاء على الصور العدائية الخاطئة.

علاء الدين سرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW