تقرر إغلاق معبر كسب بين سوريا وتركيا بسبب اقتراب حرائق الساحل من الحدود. وكشف الدفاع المدني عن صعوبات في إخماد الحرائق لا سيما كثافة الغابات والانتشار الكبير للألغام ومخلفات الحرب.
أشار الدفاع المدني إلى صعوبات أمام إخماد حرائق الساحل مع مشاركة أكثر من 150 فريقا من سوريا ودول عربية.صورة من: Sevket Akca/Anadolu Agency/IMAGO
إعلان
أعلنت سوريا، اليوم السبت (12 يوليو/تموز 2025)، إغلاق معبر كسب مع تركيا مؤقتا وذلك بسبب الحرائق المندلعة في جبال الساحل واقترابها من المنطقة الحدودية.
وقال مدير العلاقات العامة بالهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السوري مازن علوش، في تغريدة على منصة إكس: "تنويه لأهلنا المسافرين عبر معبر كسب الحدودي نحيطكم علما بأنه تم إغلاق معبر كسب من الجانب التركي مؤقتا وذلك بسبب الحرائق المندلعة في جبال الساحل واقترابها من المنطقة الحدودية".
وتعمل فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري على ثلاثة محاور أساسية لمواجهة انتشار النار في غابات ريف اللاذقية الشمالي، وهي برج زاهية وغابات الفرنلق، ومنطقة نبع المر قرب مدينة كسب، وهي المحاور الأصعب في العمل بسبب كثافة الغابات ووعورة التضاريس والانتشار الكبير للألغام ومخلفات الحرب.
وكشف الدفاع المدني، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، عن "صعوبات كبيرة على الأرض في مواجهة حرائق غابات اللاذقية بسبب شدة الرياح التي أدت لتجدد إشتعال النيران وانتقال شرر النار لمسافات بعيدة تتجاوز خطوط القطع الناري، ووجود ألغام وتضاريس المنطقة شديدة الوعورة".
وأشار الدفاع المدني إلى أن فرق الإطفاء السورية والتركية والأردنية والفرق الداعمة من المؤسسات تتوزع على عشرات النقاط في هذا المحور الممتد من قسطل معاف باتجاه مدينة كسب. وقال إن هذه الفرق تقوم بعمليات وقف تمدد انتشار النيران ومتابعة عمليات التبريد للمواقع التي تم إخمادها ومراقبة المواقع التي تم تبريدها.
قالت الأمم المتحدة إن حرائق الغابات قد أثرت بشكل مباشر على حوالي 1900 عائلة منذ الثاني من الشهر الجاري.صورة من: Hatam Al Khoder/Anadolu Agency/IMAGO
قطر ترسل طائرات ومعدات متطورة لإخماد الحرائق
واليوم السبت، وصلت فرق قطرية متخصصة في البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق إلى سوريا للمساهمة في جهود السيطرة على النيران المستعرة في غابات ريف اللاذقية. وقال الدفاع المدني السوري، في منشور على صفحته بموقع فيسبوك، إنه "ضمن إطار جهود غرف التنسيق المشتركة التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية لإخماد الحرائق الحراجية في ريف اللاذقية، وصلت اليوم فرق متخصصة في البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق من وزارة الداخلية القطرية (لخويا)".
إعلان
وأضاف أن "الفرق مزودة بآليات ومعدات متطورة، إلى جانب طائرات مخصصة لإخماد الحرائق، وذلك للمساهمة في الجهود المكثفة للسيطرة على النيران المندلعة في غابات ريف اللاذقية ومنع انتشارها، حماية للبيئة والمجتمعات المحلية". وأشار إلى أن "هذا الدعم يأتي في سياق تعزيز التعاون الإقليمي لمواجهة الكوارث الطبيعية والحد من آثارها".
ونقلت قناة الإخبارية السورية عن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح قوله :"اتوجه بجزيل الشكر لدولة قطر الشقيقة لإرسالها خمس طائرات تحمل حوامات خاصة بإطفاء الحرائق وسيارات إطفاء و138 من الكوادر البشرية".
ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 150 فريقا من الدفاع المدني وأفواج الإطفاء، إضافة لفرق من المؤسسات والوزارات وفرق تطوعية مدعومين بـ 300 آلية إطفاء وعشرات آليات الدعم اللوجيستي، إضافة لمعدات هندسية ثقيلة تستخدم لتقسيم الغابات إلى قطاعات يمكن الوصول إليها وفتح الطرق أمام فرق الإطفاء.
كما تشارك في العمليات فرق إطفاء برية من تركيا و الأردن، وفي الجانب الجوي تساهم 16 طائرة من سوريا وتركيا والأردن ولبنان في تنفيذ عمليات الإخماد الجوي، في إطار تنسيق مشترك لمواجهة الكارثة. وصلت فرق قطرية متخصصة في البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق
من جانبها، قالت وزارة الطوارئ والكوارث في الحكومة السورية الانتقالية إنها تعمل على عزل المناطق غير المتضررة.
يُشار إلى أن الأمم المتحدة قد ذكرت قبل أيام أن حرائق الغابات قد أثرت بشكل مباشر على حوالي 1900 عائلة منذ الثاني من الشهر الجاري.
قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): "نزح الكثيرون إلى القرى المجاورة أو مدينة اللاذقية، بحثًا عن ملجأ في المقام الأول لدى عائلات مضيفة".
وأضاف أن الأرقام الرسمية للنزوح لا تزال غير مؤكدة، مشيرا إلى أن الحرائق قد أتت على أكثر من 100 كيلومتر مربع من الغابات والأراضي الزراعية وهو ما يمثل أكثر من 3% من إجمالي الغطاء الحرجي في سوريا.
تحرير: خ. س
حر غير مسبوق في أوروبا... والذروة لم تأتِ بعد
أيام ساخنة وليالٍ خانقة.. موجة حر مبكرة وغير مسبوقة تجتاح أوروبا وألمانيا تستعد لدرجات حرارة تصل إلى 40 مئوية منتصف الأسبوع، فيما أصدرت السلطات في عدة دول أوروبية "إنذارات حمراء" محذّرة من مخاطر صحية وبيئية محتملة.
صورة من: Jc Milhet/AFP
حر وقيظ.. وماء النافورة ملاذٌ مؤقت
ترزح بلدان المتوسط انطلاقا من شبه الجزيرة الإيبيرية مروراً بفرنسا وإيطاليا ووصولاً إلى البلقان واليونان تحت وطأة موجة الحر منذ أيام، ما استدعى إصدار تحذيرات صحية وتنبيهات من ازدياد خطر حرائق الغابات. دعت سلطات عدة مدن مثل باريس وأثينا وغيرهما، الزوار للعمل على وقاية أنفسهم من الشمس وتجنّب الجفاف، مشيرين إلى وجود "نوافير مياه في الممرات المؤدية إلى ساحته".
صورة من: Stelios Misinas/REUTERS
برشلونة تسجل أعلى حرارة منذ 1914
سجلت برشلونة أعلى درجات حرارة في شهر يونيو منذ بدء تسجيلها قبل أكثر من قرن، وفقا لما ذكرته هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية يوم الثلاثاء الأول من يوليو 2025. وسجل مرصد فابرا، الواقع على تلة مطلة على برشلونة، درجة حرارة بلغ 26 درجة مئوية (78 درجة فهرنهايت)، محطمًا بذلك الأرقام القياسية منذ عام 1914. وكان أعلى متوسط لدرجة الحرارة سابقا تم تسجيله لشهر يونيو/حزيران قد بلغ 25.6 درجة مئوية خلال عام 2003
صورة من: Lorena Sopena/AA/picture alliance
حرائق الغابات.. الخوف الأكبر من ارتفاع الحرارة
في مناطق مختلفة، اندلعت بالفعل عدة حرائق لغابات. ففي مقاطعة إزمير التركية، يكافح نحو ألف رجل إطفاء، بمساعدة 14 طائرة هليكوبتر، للسيطرة على حريق اندلع يوم الأحد. وفي فرنسا، التهمت النيران 400 هكتاراً من الأراضي، وسط تحذيرات من موجة حر تشمل 84 من أصل 95 منطقة. ووصفت وزيرة البيئة الفرنسية، أغنيس بانييه-روناشيه، الوضع بأنه "غير مسبوق".
صورة من: Cengiz Malgir/Dia Photo/AP/picture alliance
برج إيفل مغلق بسبب موجة الحر
وضعت السلطات الفرنسية 16 مقاطعة تحت أعلى مستوى تنبيه أحمر، مع توقع وصول درجات الحرارة إلى 41 درجة مئوية (106 فهرنهايت)، بينما وُضعت 68 مقاطعة أخرى تحت التنبيه البرتقالي، ثاني أعلى مستوى، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية. وفي باريس، أُغلقت قمة برج إيفل أمام الزوار بسبب شدة الحرارة.
صورة من: Thibaud Moritz/AFP/Getty Images
دعوات في ألمانيا لاتخاذ إجراءات وقائية
في ألمانيا، مع توقع ارتفاع درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية هذا الأسبوع، دعت نقابات التعليم إلى إصدار لوائح وطنية تضمن حماية الطلاب والعاملين في المدارس من موجات الحر. كما أكدت على ضرورة تحديث المدارس من خلال إنشاء أسطح خضراء وتركيب مظلات شمسية لتوفير بيئة أكثر برودة. ودعت منظمات خيرية إلى فتح المرافق العامة للمشردين، وكذلك إلى تركيب مظلات مؤقتة في الأماكن العامة والحدائق.
صورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance
ليالٍ استوائية
تكاد تتشابه درجات الحرارة في الليل مع النهار حيث لم تنخفض عن 30 درجة مئوية في جنوب إسبانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع كما هو الحال في إشبيلية. ومن المتوقع أيضاً أن يستقبل السكان ليالٍ تتجاوز فيها درجات الحرارة 20 درجة في جنوب وغرب ألمانيا، مما يجعل النوم المريح شبه مستحيل من دون تكييف.
صورة من: CRISTINA QUICLER/AFP/Getty Images
الحماية باستخدام المظلات
أعلنت وزارة الصحة الإيطالية عن أعلى مستوى تحذير من الحرارة في عدة مناطق، واضطرت السلطات إلى إغلاق طريق سريع في منطقة فينيتو بعد أن تشوّه وأصابه الضرر بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وفي الوقت نفسه، تحذر وزارة الخارجية الألمانية من السفر إلى إيطاليا بسبب موجة الحر الحالية.
صورة من: ANDREA PATTARO/AFP/Getty Images
ممارسة الرياضة صباحًا؟
لا يُنصح بممارسة الرياضة في الهواء الطلق عندما تكون درجة الحرارة مرتفعة للغاية. حتى من دون مجهود كبير، يمكن أن يسبب الحرّ تعبًا وخطرًا على الجسم. الأطفال الصغار وكبار السن هما الفئتان الأكثر عرضة للخطر. للوقاية، ينصح الخبراء يجب شرب كثير من الماء والبحث عن أماكن باردة والابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة.
صورة من: Christoph Soeder/dpa/picture alliance
درجات حرارة قياسية.. في البحر أيضاً
سجلت درجات الحرارة أرقامًا قياسية، ليس فقط على اليابسة، بل في مياه البحر الأبيض المتوسط أيضًا. قبالة سواحل جزر البليار، بلغت حرارة المياه 26 درجة مئوية – وهي مستويات لا تُسجل عادة إلا في شهر أغسطس. سجل البحر الأبيض المتوسط أعلى حرارة سطحية على الإطلاق خلال شهر حزيران/يونيو، بمتوسط 26.01 درجة مئوية، بحسب بيانات جمعها برنامج كوبرنيكوس الأوروبي وحللتها هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.
صورة من: artfolio/Pond5 Images/IMAGO
حرارة وأمطار.. قريباً
تشكل درجات الحرارة المرتفعة للغاية مشكلة للنباتات والحيوانات أيضًا. يقول الباحثون إن موجات الحر أصبحت أكثر تكرارًا، وتدوم لفترات أطول، وتكون أشد بسبب التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري. ومن المتوقع أن تستمر درجات الحرارة المرتفعة في ألمانيا حتى يوم الخميس، قبل أن تهطل زخات المطر وتترافق بعواصف رعدية.