في القاهرة وعن 68 عاماً توفي اليوم الأحد (الخامس من نيسان/أبريل 2020) محمود جبريل. وكان جبريل يتلقى العلاج في المستشفى منذ أسبوعين، بحسب ما أفاد خالد المريمي، أمين عام تحالف القوى الوطنية الذي أسسه جبريل  في 2012.

وأدخل جبريل إلى مستشفى الجنزوري التخصصي في القاهرة في 21 آذار/مارس بعدما تعرّض لجلطة قلبية. وبعد ثلاثة أيام، تأكدت إصابته بفيروس كورونا المستجد، وفق ما أفاد مدير المستشفى هشام وجدي. وقال وجدي لفرانس برس في القاهرة إن جبريل كان "بدأ (...) يتعافى أول أمس لكن وضعه بدأ يتدهور مجدداً".

وذكر وجدي أن جبريل فقد وعيه مراراً عندما كان في قسم العناية المركزة في المستشفى حيث فرض عليه حجر صحي منذ دخوله. وأكد المريمي أن جبريل بدا في وضع مستقر في الأيام الأخيرة "حتى أنه كان يستعد لمغادرة المستشفى" قبل أن تتدهور حالته.

الانشقاق ثم العزل السياسي

وترأس جبريل المجلس الوطني الانتقالي الذي كان بمثابة حكومة مؤقتة خلال الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت القذافي وأسفرت عن مقتله. وكان المستشار الاقتصادي لنظام القذافي في سنواته الأخيرة قبل أن ينضم إلى "ثورة" عام 2011 ويتولى منصب رئيس الوزراء لفترة وجيزة.

واستقال جبريل بعد ثلاثة أيام من اعتقال القذافي وقتله عندما سيطر مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي على سرت، مسقط رأس القذافي في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2011.

وفي بدايات الانتفاضة الليبية، أجرى جبريل عدة زيارات إلى الخارج لحشد الدعم الأوروبي والأميركي للفصائل المقاتلة ضد القذافي.

وفي 2012 ترشّح جبريل في أول انتخابات ديموقراطية تشهدها البلاد في تاريخها وفاز حزبه في الانتخابات، لكنه فشل في الحصول على الأغلبية في البرلمان الذي اختار مرشحاً مستقلاً لرئاسة الوزراء. وفي ظل الفوضى وأعمال العنف التي اجتاحت ليبيا في السنوات التالية، غادر جبريل البلاد.

وعاش بشكل رئيسي في مصر خلال السنوات القليلة الماضية بعد خروجه من السلطة. وابتعد عن الساحة السياسية عقب انتخابات 2012 وإقرار قانون يحظر على المسؤولين السابقين بنظام القذافي تقلد المناصب العامة.

كورونا في ليبيا؟

وباتت ليبيا اليوم منقسمة بين حكومة "الوفاق الوطني" التي تعترف بها الأمم المتحدة ومقرها طرابلس من جهة، وإدارة موازية في شرق البلاد. وأعلنت ليبيا أول وفاة على أراضيها بكورونا المستجد في وقت سابق هذا الأسبوع.

وذكرت السلطات الصحية أنه ثبتت إصابة امرأة تبلغ 85 عاما بكوفيد-19 في فحص أجري لها بعد وفاتها، بدون كشف مزيد من المعلومات.

ولم يتم إعلان أي إصابات في الجنوب والشرق، المنطقتين الخاضعتين بشكل كبير لسلطة موازية تحظى بدعم العسكري القوي خليفة حفتر الذي خاضت قواته معارك دامية في محاولة للسيطرة على طرابلس.

وقررت حكومة "الوفاق الوطني" مؤخراً الإفراج عن 466 سجيناً ضمن خطتها لمواجهة تفشي الفيروس. أما السلطات في شرق وغرب ليبيا فقد اتخذت منتصف الشهر الماضي قرارات لمواجهة خطر الفيروس أهمها إغلاق المنافذ البرية والبحرية ثلاثة أسابيع وتعطيل الدراسة، إلى جانب فرض حظر التجول لمدة 17 ساعة يومياً.

م.أ.م/ خ.س (أ ف ب، رويترز)