#سعوديون_ضد_التطبيع، وَ #سعوديين_مع_التطبيع. صراع يشتعل على شبكات التواصل الاجتماعي بين رافض ومؤيد لما قيل إنه اقتراب من تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، بينما تسير السياسة ويتوجه السياسيون في مسارات أخرى.
إعلان
بعد الإعلان عن توقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، انتقلت السيادة على جزيرتي تيران وصنافير إلى المملكة العربية السعودية، وبالتالي أصبح المضيق ممراً مائياً دولياً وليس مصرياً، كما انتقلت كافة الإجراءات والترتيبات الأمنية التي كانت تقع على عاتق الجانب المصري في اتفاقية كامب ديفيد إلى الجانب السعودي.
ما سبق يعني ضرورة وجود اتصالات وعلاقات سياسية رسمية بين دولة إسرائيل وبين المملكة العربية السعودية التي كانت تعد عدواً تاريخياً وأصيلاً لتل أبيب، وبالتالي أصبح التطبيع بين البلدين أمراً واقعاً وضرورياً لا مفر منه جراء التغيرات الجيوسياسية الحادثة في المنطقة. وكان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإسرائيلية قد أعلن عن زيارة اللواء السابق في القوات المسلحة السعودية أنور عشقي مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، لإسرائيل بصحبة وفد مرافق له في الرابع والعشرين من تموز/ يوليو في فندق الملك داوود في القدس.
عشقي قال في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن "التطبيع بين إسرائيل والدول العربية متوقف على توصل الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتفاقية سلام، ولن يكون هناك سلام بين الدول العربية وإسرائيل قبل توصلها إلى سلام مع الفلسطينيين". وأضاف أن "إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي سيحرم الأطراف الأخرى، وإيران تحديداً، من إمكانية استغلال القضية الفلسطينية لأهدافها عبر دعم بعض الجماعات والتنظيمات".
حساب "مجتهد" أطلق تغريدة أشار فيها إلى أن الرأي العام السعودي يهيأ الآن لمثل هذا الأمر:
سعوديون مع التطبيع
ولم يتأخر المغردون السعوديون كثيراً فأطلقوا وسم (هاشتاغ) #سعوديين_مع_التطبيع، رحبوا من خلاله بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.
محمد سالم يرى أنه لا ضير في وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين تأسياً بالنبي محمد:
ويقول آخر إن التطبيع في العلن أفضل من علاقات مع دول "خائنة":
ويغرد آخر قائلاً إن كل الدول لها علاقات مع إسرائيل سراً وجهراً عدا السعودية:
ومغرد آخر يقول إن السعودية في أيدي أمينة ولا يهم مع من تطبع لأنها شئون دولة عظيمة:
سعوديون رافضون للتطبيع
لكن على الجانب الآخر، تم إطلاق وسم بعنوان " سعوديون ضد التطبيع" قال فيه مغردون إن الوسم السابق "سعوديون مع التطبيع" ما هو إلا دسيسة لتشويه السعودية وإن المملكة لها ثوابت لا يمكن أن تغيرها وإن ما يحدث فتنة:
فيما قال آخر إن الوسم أحد ألاعيب الاستخبارات وأن السعوديين لن ينسوا القدس والمسجد الأقصى:
ويغرد آخر قائلا إن تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل لن يحدث لا على مستوى القيادة ولا الشعب:
ويقول على العوفي إن من أسماهم بالخونة لا يدافعون عن الأوطان:
وتغرد أخرى فتقول إنها حزينة على الأجيال التي لم تعرف محمد الدرة ولا أحمد ياسين – مؤسس حركة حماس:
ع.ح/ ع.م
السعودية واسرائيل - أفق تقارب محتمل بمظلة أمريكية
تغير الموقف السعودي تجاه إسرائيل تدريجيا بعد محادثات السلام في سنة 1978. وفي عام 2002 قدمت السعودية "المبادرة العربية للسلام"، فيما تقارب البلدان مؤخرا بعد تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة.
صورة من: picture-alliance/AP Images
صورة لسفينة إسرائيلية تمر قرب جزيرة تيران في سنة 1957. بعد مصادقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، والتي تنقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير غير المأهولتين في البحر الأحمر إلى السعودية، بات للأخيرة حدود بحرية مشتركة مع إسرائيل.
صورة من: picture-alliance/AP Images
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار بن غوريون في تل أبيب. هنا حطت الطائرة الرئاسية لترامب لأول مرة قادمة مباشرة من الرياض الى تل أبيب. ولا ترتبط السعودية مع إسرائيل بأية علاقات سياسية واقتصادية مباشرة.
صورة من: picture-alliance/newscom/D. Hill
الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان يقلد ولي العهد السعودي الأمير سعود بن عبد العزيز عام 1947 وسام الاستحقاق الأمريكي. وكان ترومان من أشد المؤيدين لقيام دولة إسرائيل واعترف بها بعد مرور دقائق فقط على إعلانها، وكان يقيم في الوقت نفسه علاقات وثيقة مع السعودية وزعمائها.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
شاركت السعودية بقوات عسكرية في جميع الحروب العربية مع الدولة العبرية، بالإضافة إلى دعمها الاقتصادي للدول العربية المشاركة في الحروب ومقاطعتها الاقتصادية للدول المساندة لإسرائيل، مثل فرنسا وبريطانيا.
صورة من: picture alliance/AP/KEYSTONE/Government Press Office
وفي حرب 1973 شاركت السعودية الدول العربية الأخرى المنتجة للنفط في وقف ضخ النفط إلى الدول الغربية الحليفة لإسرائيل، ومن ضمنها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وهو ما تسبب في أزمة كبيرة في تزويد النفط في الدول الغربية.
صورة من: picture-alliance/dpa
بقيت السعودية بعيدة عن محادثات السلام المصرية الإسرائيلية في 1978، لكن العلاقة مع إسرائيل تغيرت تدريجيا بعدها. وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في سنة 2016 عن عملية "أولندي ماعوف" التي جرت في سنة 1981، التي تضمنت إنقاذ سفينة صواريخ إسرائيلية جنحت في المياه الإقليمية السعودية. وتم إنقاذ السفينة بعميلة مشتركة إسرائيلية سعودية وبوساطة أمريكية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Daugherty
أجريت لقاءات غير رسمية بين مسؤولين إسرائيليين وسعوديين، من ضمنها زيارة اللواء السعودي المتقاعد الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية بالشرق الأوسط، إلى إسرائيل في تموز/يوليو 2016 ولقائه بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في القدس. في الصورة أنور عشقي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
صورة من: mesc-sa.org
تمثل أيران عدواً مشتركا لكل من السعودية وإسرائيل. ونتج عن هذا الموقف قرارات تاريخية للسعودية ضد إيران وحلفائها، المعادين لإسرائيل، وخاصة بعد تولي الرئيس ترامب الرئاسة الامريكية. وكان آخرها إعلان مقاطعة قطر ومطالبتها بالحد من علاقاتها مع إيران وحلفائها في المنطقة. في الصورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع قادة في الجيش السعودي.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في ظل الرئيس الأمريكي ترامب، قد تمهد الطريق لعلاقات إسرائيلية سعودية، وقد نقلت صحيفة هآرتس عن كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي الذي طوّر علاقات قوية مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قوله إنه قد ناقش مع السعوديين تطوير علاقاتهم باسرائيل كمقدمة لاحلال السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.