مغردون فلسطينيون..انتخابات إسرائيل قد تغير الوجوه لا السياسة
١٨ سبتمبر ٢٠١٩
شكلت الانتخابات الإسرائيلية اهتماماً واسعا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الفلسطينيين وعرب إسرائيل. ويؤجج التشويق في نتائج الإنتخابات وتعادل الغريمين نتنياهو وغانتس الجدل في الأوساط الفلسطينية.
إعلان
بينما يتابع الرأي العام في إسرائيل وخارجها فصولا من الإثارة في نتائج الإنتخابات بسبب التقارب الشديد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغريمه الجنرال بيني غانتس زعيم حزب أزرق أبيض، يحتدم النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حول مستقبل أوضاعهم في ظل السيناريوهات المختلفة لما بعد الانتخابات، وحول مآل صفقة القرن.
وتشغل نتائج الانتخابات أيضا اهتمام عرب إسرائيل، وتبدو آراؤهم على مواقع التواصل الاجتماعي منقسمة بين من يرون أن سقوط نتنياهو زعيم الليكود يمكن أن يؤثر على واقعهم في إسرائيل، وبين بعض الفلسطينيين ممن يرون أن الأحزاب الإسرائيلية تتشارك ذات الرؤية فيما يتعلق بالملف الفلسطيني.
كما وجد أعضاء الكنيست العرب وسائل التواصل الاجتماعي ساحة للتعبير عن ما حققته القائمة العربية المشتركة، إذ كتب عضو الكنيست العربي أحمد طيبي عبر فيسبوك: "أزعجه الآذان...فأسقطناه"، مشيراً إلى خسارة نتنياهو.
ويزيد من إثارة الجدل حول نتائج الإنتخابات، التوقعات بأن يحظى غانتس بدعم القائمة العربية التي حصلت على 12 مقعدا.
الباحث العربي من الناصرة عزمي بشارة ( المقيم في قطر وبريطانيا)، كتب على حسابه في فيسبوك أن حزب غانتس أكثر واقعية من اليمين المتحالف مع المستوطنين، ومع هذا فهو ليس ضد الاستيطان ولا يدعم حلاً للصراع بين الفلسطينين وإسرائيل، متهماً أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب يسرائيل بيتينو، في تغريدة بـ"التطرف" حتى بالمعايير الإسرائيلية، كما قال.
بينما سخر الباحث رازي النابلسي، المقيم في حيفا، من نتائج الانتخابات، آملاً بألا تعلن السلطة الفلسطينية إسقاط نتنياهو مبكراً.
وفي قطاع غزة أولت شريحة واسعة من المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي الانتخابات اهتماماً، مع اختلاف الآراء حول كيفية تعامل الحكومة الإسرائيلية المقبلة مع القطاع، وإن كان هناك توجهاً للإبقاء على استمرارية الصراع دون تغيير، خاصة أن نتنياهو يدعم هذا التوجه الأخير، كما يبرز ذلك محللون فلسطينيون.
وقد قارن الباحث في الشؤون الإسرائيلية عدنان أبو عامر، عبر صفحته على فيسبوك، بين سياسات حكومة الوحدة الوطنية الإسرائيلية وحكومات اللون الواحد(التي يهيمن فيها حزب معين)، لافتاً النظر إلى خيارات متعددة لتشكيل حكومة وحدة وطنية إسرائيلية، وتأثير أي من تلك الخيارات على الفلسطينيين.
وحيث تزايد التوتر بين الإسرائيليين وحركة حماس على حدود قطاع غزة، والتخوفات من هجمات إسرائيلية قادمة، رأى الصحفي والمختص في الشؤون الفلسطينية وحركة حماس إبراهيم المدهون أن تشكيلة الحكومة لها أن تؤثر على القرارات الإسرائيلية المتعلقة بقطاع غزة.
وتسود لدى الفلسطينيين مخاوف من احتمالات تأثير نتائج الانتخابات على ملفي الاستيطان وقطاع غزة، خاصة أن نتنياهو خرج قبيل الانتخابات بوعود من أجل ضم غور الأردن وشمال البحر الميت إلى إسرائيل، إذ لفت الصحفي أيمن العالول النظر إلى أثر رحيل نتنياهو على شكل التفاهمات بين الفلسطينيين والحكومة الإسرائيلية المقبلة.
وأظهرت ردود الفعل في مواقع التواصل، وجود توجهات فلسطينية في الضفة الغربية، تؤكد على أن تغيير وجوه الحكومات الإسرائيلية لا يؤثر على تناولها للملف الفلسطيني، فقد علق الصحفي فادي العاروري ساخراً، حول مساهمات القائمة العربية المشتركة بقيادة أيمن عودة، ووعودها بإطاحة اليمين الإسرائيلي.
مثلت ردود الأفعال الفلسطينية مزيجاً ما بين السخرية والتحليل السياسي، وتعددت الآراء حول إن كان تغير شكل الحكومة له أن يؤثر على أهم ملفات الصراع بين الطرفين.
محللون سياسيون يرون أن هناك عدة سيناريوهات تتعلق بخروج نتنياهو، إلا أن الحديث عن تأثير اليمين الإسرائيلي لازال أحد أهم الملفات التي تناولها الفلسطينيون، ومدى مساهمته في تغيير السياسية الإسرائيلية في المرحلة المقبلة.
مرام سالم
في صور - محطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
التصعيد الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين يخفي تاريخاً طويلاً من النزاعات والحروب بين الجانبين. في ما يلي نظرة عامة بالصور حول أبرز المحطات في تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العقدين الماضيين.
صورة من: AP
قمة كامب ديفيد عام 2000 / الانتفاضة الثانية
لم تنجح قمة كامب ديفيد، التي عُقدت في يوليو/ تموز عام 2000، وجمعت آنذاك رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود براك، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، بوساطة الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في التوصل إلى اتفاق بشأن وضع القدس أو ترسيم الحدود بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وبعدها انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية في سبتمبر/ أيلول عام 2000 على إثر زيارة رئيس الوزراء آنذاك، ارييل شارون، للمسجد الأقصى.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
الانسحاب من غزة
على إثر الانتفاضة الثانية، قررت إسرائيل الانسحاب الجزئي من الأراضي الفلسطينية. وانسحبت بعض القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ليتم بعدها إخلاء جميع المستوطنات الإسرائيلية البالغ عددها 21 مستوطنة في القطاع، وفقًا لخطة ارييل شارون. وبنت إسرائيل جداراً عازلاً يصل طوله إلى 750 كيلومتراً حول الضفة الغربية، بهدف منع وقوع هجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Zaklin
حرب لبنان و الانقسام الفلسطيني الداخلي
بلغ الصراع في الشرق الأوسط ذروته عام 2006. في حين كانت إسرائيل تشن حرباً ضد حزب الله في لبنان، ساد الصراع الداخلي بين حركتي فتح وحماس على السلطة. وفي عام 2007، أضعف انقسام السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي لا يزال مستمراً حتى اليوم، الجانب الفلسطيني.
صورة من: AP
عملية "الرصاص المصبوب"
في ديسمبر/ كانون الأول 2008، شنت إسرائيل هجمات اسمتها عملية "الرصاص المصبوب" على مجموعة أهداف في غزة. الهدف من هذه العملية كان إضعاف حركة حماس والقضاء عليها. وسبق الضربة العسكرية الإسرائيلية، تصعيد للصراع بين حركتي فتح وحماس. لكن بعد سيطرة حماس على القطاع، عاد التوتر. وفي يناير/ كانون الثاني عام 2009، انتهى الصراع بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وفقًا للمصادر الفلسطينية.
صورة من: AP
عملية "عمود السحاب"
بقي الصراع مستمراً عام 2009، وفي 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، اغتال سلاح الجو الإسرائيلي، نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أحمد الجعبري، ما أجج الصراع بين الجانبين. في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، بدأت اسرائيل عملية اسمتها "عمود السحاب". بعدها وافقت الحكومة الإسرائيلية وحماس على وقف إطلاق النار مرة أخرى.
صورة من: Getty Images
عملية "الجرف الصامد"
تعد حرب غزة عام 2014 أو ما يعرف بعملية "الجرف الصامد" الصراع العسكري الأكثر عنفاً بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال العشرين سنة الماضية. الحرب، التي استمرت سبعة أسابيع، تسببت في مقتل أكثر من ألفي شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
نقل السفارة الأمريكية إلى القدس
في مايو/ أيار عام 2018، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل. القرار أثارموجة احتجاجات واسعة، استمرت لأسابيع وخلفت أكثر من ألفي جريح و حوالي خمسين قتيلاً.
صورة من: Reuters/R. Zvulun
القرار بشأن الجولان
لا تزال سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط مثيرة الجدل. وقد أثار اعترافه مؤخرا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ردود أفعال دولية غاضبة عبرت عن مخاوفها من تأجيج الصراعات والحروب في منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/Ting Shen
تجدّد التصعيد
تجدد التصعيد مرة أخرى بين الإسرائيليين و الفلسطينيين، بعد شن الطائرات الإسرائيلية غارات على غزة رداً على إطلاق صاروخ منها على شمال تل أبيب أواسط مارس/ آذار 2019. وعلى إثرها ازدادت وتيرة التصعيد في غزة واستهدفت الغارات الإسرائيلية مكتب زعيم حماس إسماعيل هنية. إعداد: شارلوته فوسه/ إيمان ملوك