1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مغردون مصريون: "كم ثمن تذكرة القطار؟.. عمرك"

٣٠ أكتوبر ٢٠١٩

أثارت حادثة مقتل شاب وإصابة آخر عقب سقوطهما من قطار متحرك، غضبا شعبيا في مصر عبر عنه رواد مواقع التواصل الاجتماعي. مغردون يرون أن "القاتل" ليس محصل التذاكر فقط، فيما حاولت السلطات امتصاص غضب الشارع من خلال عدة إجراءات.

Ägypten Kairo Eröffnung größte U-Bahn-Station
الصورة من الأرشيفصورة من: picture-alliance/Photoshot/A. Gomaa

استيقظ المصريون في صباح يوم الاثنين، 27 تشرين الأول/أكتوبر، على خبر وفاة الشاب محمد عيد وإصابة آخر بعد سقوطهما من قطار متحرك.

الحادثة؛ التي ظل الغموض يكتنفها حتى كتابة هذا التقرير، أثارت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تعددت الروايات بين من اتهم محصل التذاكر بإجبارهما على القفز من القطار، أو إقدامه على رميهما بنفسه، فيما قام وزير النقل المصري اللواء كامل الوزير بتقديم الاعتذار لأهل الضحايا، والتأكيد على أنه "حدث فردي".

استمرار التحقيقات في الحادثة بعد إلقاء القبض على رئيس القطار، واعتذار وزارة النقل وتحملها تكاليف عزاء الضحية، لم يوقف الغضب الشعبي الذي برز في ردود أفعال المغردين، والتي جاءت في أغلبها انتقاداً للهيكلية السياسية في الجمهورية المصرية.

"اللي معوش ما يلزموش"

دفعت الحادثة رواد شبكات التواصل الاجتماعي من المصريين إلى إعادة تغريد فيديو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أثناء تصريح له في مؤتمر الشباب، "اللي معوش ميلزموش"، وذلك في إشارة إلى أن الأزمة تتعلق في أداء الدولة بشكل أساسي، وليس في تصرف محصل التذاكر فقط، محملين المسؤولية لجميع الأطراف الحكومة المعنية. 

وكان وسم "#القاتل_عسكري_مش_كمسري" قد تصدر تويتر لليوم الثالث على التوالي منذ وقوع الحادثة، وغلب عليه طابع الغضب من الأوضاع المعيشية والاقتصادية في مصر، إذ رأى بعض المغردين أن الفئة الأكبر في البلاد تعاني من الفقر، فيما "ينعم" المسؤولون بالراحة.أصابع الاتهام وجهت أيضًا إلى وزير النقل، إذ وصفه البعض عبر موقع تويتر بـ "المجرم الحقيقي"، كونه خرج في شهر إبريل الماضي، في فيديو نشرته وسائل إعلامية، يحذر فيه محصلي التذاكر من "التزويغ" بسعر التذكرة : "لو سمحت للركاب في ركوب القطار دون تذكرة، فأنا سأضطر إلى إقالتك من عملك".

وعلى الرغم من إعلان الحكومة عن دفع تكاليف العزاء، وتقديم التعويضات لأهالي المتوفى والمصاب، إلا أنها لم تنجح من تخفيف وطأة غضب الشارع، فقد وجد المغردون في هذا وسيلة للسخرية من عدم قدرة الإدارة المصرية على احتواء الأزمات، مشيرين إلى أنه كان من الأجدى دفع سعر التذكرة للشابين، فيما غرد أحدهم قائلًا :"مات أخي في الأمس وفي عزائه ذبحوا كل الخراف"، موضحاً أن الحكومة قدمت تكاليف تأبين الضحية، ولكن الشاب "قتل بسبب 70 جنيهًا".

وكانت الهيئة القومية لسكك الحديد قد نشرت بيانًا أوضحت فيه تفاصيل الحادثة، ومشددة على أن الشابين ترجلا من القطار أثناء اقترابه من إحدى المحطات، إلا أن البيان أثار موجة غضب أخرى، على الرغم من أن بعض المغردين وجوده محايدًا.

 

"هو القطر ده مفهوش رجولة؟"... سؤال الضحية الأخير

الحادثة أثارت استغراب المغردين، إذ استنكر بعضهم عدم قيام الركاب بتقديم يد المساعدة للشابين، وخاصة بعد انتشار فيديو من داخل القطار، يقوم فيه بعض الركاب بالاتصال المباشر مع المسؤولين والتبليغ عن الحادثة، وكان كل من الفنانتين شيرين صبري ورشا رضا استنكرتا، عبر حساباتهما في تويتر، عدم تدخل الركاب في حل المشكلة.

وقد تساءل المغردون عبر وسمي #شهيد_التذكرة و #القاتل_عسكري_مش_كمسري عن الأسباب التي دفعت الركاب لعدم التدخل، فيما أسموه بـ"ضياع الشهامة"، إذ كتب بعضهم: "كلنا راكبين نفس القطار بس الكمسري لم يأتِ بعد".

وكانت تصريحات الشاب المصاب حول الحادثة في أول ظهور إعلامي له، قد سلطت الضوء على هذا السؤال؛ بعد أن صرح من خلال فيديو تداوله الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن عيد، في آخر كلمات له، أعرب عن استغرابه من عدم تدخل الركاب، "هو القطر ده مفهوش رجولة؟".

هذه الحادثة، والتي فجرت موجة غضب كبيرة، سلطت الضوء على الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مصر، والتي تأتي تزامنًا مع أزمة سد النهضة، واتهامات بالفساد للنظام المصري.

إضافة: حبس المتهم على ذمة التحقيق

وفي وقت لاحق من اليوم (30 أكتوبر/تشرين الأول) أوردت وكالة رويترز أن النائب العام المصري أمر بحبس رئيس القطار أربعة أيام على ذمة التحقيقات "لارتكابه أفعالا أضرت بسلامة راكبين بالقطار وأفضت إلى موت أحدهما وإصابة الآخر". وقال النائب العام في بيان صدر في وقت متأخر إن رئيس القطار مجدي إبراهيم محمد "فتح باب القطار وخيرهما بين الدفع أو تقديم بطاقتي تحقيق شخصيتيهما لتحرير محضر بالواقعة أو النزول من القطار". وأضاف البيان أن الرجلين قفزا من القطار فتوفي أحدهما ويدعى محمد عيد بعد انفصال رأسه عن جسده في حين أصيب الآخر ويدعى أحمد سمير "بسحجات وكدمات بمواضع متفرقة من جسده". وقال البيان إن المتهم أنكر الاتهام المنسوب إليه وقال إنه حاول منع الرجلين من القفز.

مرام سالم

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW