قصة مغني الراب الألماني "بوشيدو" وعصابة أبو شاكر القبلية يمكن تحويلها إلى فيلم إثارة، فهي تُظهر أنّ التحرر من سلطة العصابات العشائرية ليس بالأمر السهل، إذ لا يزال بعض الفنانين والمشاهير واقعين تحت سيطرتها.
صورة من: Imago/Revierfoto
إعلان
"سأكون دائما مخلصاً لعرفات (أبو شاكر)". هذه الجملة في مذكرات بوشيدو ، التي نشرت قبل عشر سنوات. اليوم ، يقول مغني الراب إنه لا يستطيع أن يخبر أو يكتب الحقيقة لأنه لم يكن لديه "أي شيء يذكره" في ذلك الوقت.
في مقابلة نشرت هذا الأسبوع في مجلة "شتيرن" الألمانية وصف أنيس محمد يوسف الفرشيشي، الملقب ببوشيدو، وزوجته آنا ماريا الفرشيشي كيف تمكنا من الانفصال عن عشيرة أبو شاكر الإجرامية، التي عاش مغني الراب تحت سيطرتها مدة 14 عاماً. وكان عرفات أبو شاكر، رئيس بوشيدو، شريكه التجاري.
المال والسلطة
بوشيدو هو أحد أنجح مغني الراب في ألمانيا. إذ جني الملايين من وراء موسيقاه. وبحسب مجلة "شتيرن" الألمانية، فإن عرفات أبو شاكر ساعده عام 2004 ، على الخروج من العقد مع شركة تسجيله السابقة، التي كان بوشيدو غير راض عن التعامل معها. وفي هذه المرحلة بدأت العلاقة التجارية بين الاثنين. كان سبب الانفصال، بحسب الزوجين ، كان زوجته آنا ماريا، التي لم تعد قادرة على تحمل تأثير عرفات على زوجها. وقالت آنا ماريا الفرشيشي في مقابلة لهما مع مجلة "شتيرن" أنهما كانا مستعدين حتى لدفع ثمن انفصالهم عن العشيرة ، "كنا سندفع ما يصل إلى 2.5 مليون". وأضافت زوجة بوشيدو "بالطبع إننا خائفان من أن أحدهم سيطلق النار علي أو على زوجي من أجل أخذ ثأره منا ".
أنيس محمد يوسف الفرشيشي، الملقب ببوشيدو، وزوجته آنا ماريا الفرشيشيصورة من: imago
"على المرء طلب المساعدة"
إن الطريقة التي يصف بها بوشيدو علاقته مع العشيرة تذكر بقضايا أخرى تحدث في ألمانيا، ويحكي عنها المشاهير وعن كيف حاولوا الخروج من علاقات السيطرة القائمة، على سبيل المثال ، من الطوائف الدينية. وليس من النادر أن يتم الإبلاغ عن التهديدات والابتزاز.
ومن الأمثلة البارزة على ذلك منظمة السيانتولوجيا، التي ترى نفسها كمجتمع ديني، ولكنها تصنف على أنها طائفة في العديد من البلدان الأوروبية، بما في ذلك في ألمانيا. هناك العديد من المنشورات التي تصف مدى صعوبة الخروج من هذه المنظمات. وكتبت المذيعة ميشيل هونتسيكر، التي كانت بدورها تحت سيطرة هذه المنظمات لمدة خمس سنوات، "على المرء طلب المساعدة". وفي كتابها "حياة تبدو مثالية "، والذي نشر بالألمانية يوم الجمعة (28 أيلول/ سبتمبر)، والذي وصفت من خلاله حالتها في ذلك الوقت. وتقول هونتسيكر: "من المهم ألا نخجل". وتضيف: "إذا كانت لديك مشكلة، فيمكنك طلب المساعدة."
بترا لامبيك/ إ.م
عندما يتحول عضو عصابة إجرامية إلى خباز!
الانتماء إلى عصابة إجرامية والعيش في أحضانها أمر خطير جداً. في السلفادور، تمكن ويلفريدو غوميز، بعد قضاء عشر سنوات في السجن، من توديع حياة الجريمة ليتحول إلى خباز مندمج في حياة سلمية بعيدة عن الإجرام.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
هذه الأيادي قامت من قبل بتهريب المخدرات واستعمال أسلحة في عمليات إجرامية لخدمة عصابة "الشارع الثامن عشر". والآن فهي تعجن خبزاً في سان سلفادور. يدير ويلفريدو غوميز مخبز كنيسة "ابن عيزر" في العاصمة السلفادورية. غوميز عضو سابق في عصابة الشارع الثامن عشر، ويعمل معه في المخبز عشرة أعضاء سابقين في العصابة تخلوا عن الجريمة لصالح حياة سلمية جديدة.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
من بين واجبات ويلفريدو غوميز إنجاز حسابات المخبز. وكان غوميز، البالغ من العمر 40 عاماً، قد انضم كمراهق إلى عصابة الشارع الثامن عشر في لوس أنجلوس الأمريكية. هذه العصابة، ذات الهياكل الشبيهة بهياكل المافيا، هي واحدة من عصابات الشباب الإجرامية الأكثر شهرة وتُعرف باسم "ماراس". ويقول غوميز إن السلاح والنساء دفعاه إلى الانتماء إلى هذه العصابة الإجرامية.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
خوليو ماروكين، العضو السابق في العصابة الإجرامية، تخلى عن حياة الإجرام ويساعد الآن في إجراء القداس في كنيسة "ابن عيزر" بحي "دينا" في العاصمة سان سلفادور. غالباً ما تواجه أعضاءاً سابقين في العصابات الإجرامية عقبات عديدة في البحث عن مسكن ووظيفة. لذلك تقوم الكنيسة بتوفير الطعام والملجأ لهم.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
روبيرتو رينديروس هو الآخر ترك العصابة. لكن وشمه اللافت للنظر لا يزال يذكر بالأيام التي قضاها في عالم الجريمة ويترك المجال لشبهات المسؤولين الأمنيين حول شخصيته. ففي شهر أكتوبر/ تشرين الأول، ألقت الشرطة القبض على جميع عمال المخبز بحجة الاشتباه في تأسيسهم لمنظمة غير شرعية، والسبب في ذلك وشومهم التي تذكر بحياتهم السابقة في العصابة. بعد ذلك تم الإفراج عنهم جميعاً دون توجيه أي تهمة لهم.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
كان راؤول فالاداريس يعرف باسم "الظل" في عصابة الشارع الثامن عشر. لكن هذا الاسم واسم العصابة، الموشوم على وجهه، أصبحا في طي الماضي. وعلى الرغم من تهديد العصابة بتصفية أي شخص يزيل وشم انتمائه إليها، إلا أن فالاداريس قرر التخلص من هذا الوشم في وجهه وإزالته بالليزر.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
"فقدت بيتي وزوجتي وابني وفقدت أفضل سنوات عمري بالاعتقاد في أيديولوجية لا معنى لها". هكذا لخص الخباز ويلفريدو غوميز حياته ضمن عصابة الشارع الثامن عشر. زملاؤه في المخبز يشاطرونه الرأي. لقد أصبح المخبز الآن ليس مكاناً للعمل فقط، بل منبعاً لأحلام مستقبلية أيضاً: "في يوم ما سنتمكن من تأسيس محل نملكه وننافس به بيتزا هت". يوليا فيرجين وشتيفاني إينغليرت/ عبد الكريم اعمارا