كيف تفكر "خارج الصندوق"؟
١٠ أكتوبر ٢٠١٨قالها الفنان الهولندي الشهير فينسنت فان غوخ قديماً وصدق:"إذا سمعت صوتاً بداخلك يقول لا.. لا يمكنك أن ترسم "، ففي تلك اللحظة يجب أن ترسم لتقاوم هذا الصوت. وبمجرد أن تفعل عكس ما سمعته، سيصمت هذا الصوت للأبد". وهكذا ينطبق القول على العديد من الأمور في الحياة.
ما هو الإبداع؟
بحسب موقع " إكسبلور يور مايند" الأمريكي، فإن هناك خلط بين الإبداع والقدرة على التعبير عن الذات بطريقة فنية. ومع ذلك، فإن التفكير الإبداعي أكثر تعقيداً. فهو القدرة على إنتاج أو خلق شيء جديد من العدم، كما يمكن أن يُعرف بأنه القدرة على إيجاد حلول مختلفة لأي نوع من المشكلات. والإبداع ليس مجرد موهبة وإنما مهارة يمكن تطويرها وتعلمها.
لكن كيف يرى الخبراء مفهوم الإبداع والقدرة على تطويره؟ يقول الخبيران جوليانا غارسيا وجيرمان فيرونشو، من وكالة الإعلان الأمريكية الشهيرة "أوغلفي آند ماثر"، إنه ينبغى في البداية أن نفهم الإبداع وهو ما يساعد في تدفق الأفكار الجدية. فمثلاً، ماذا لو لم يفكر الإنسان في استخدام الدراجة أو إطارات السيارات لجعلها وسيلة انتقال سهلة، تخيل العالم الآن بدون هذا الاختراع.. هذا هو الإبداع الحقيقي."
خارج الصندوق
نتيجة لاختلاف أساليب التربية في بيئات معينة تكون فيها الثقافة محدودة، يعتمد البعض تطبيق العادات والتقاليد وبعض الأيديولوجيات التي تقضي على الإبداع والابتكار. وكلما كان الإنسان محاصراً بتلك الأفكار، كلما عجز عن الإبداع والخروج بأفكار جديدة غير مألوفة أو ما يعرف بالتفكير "خارج الصندوق". ووفقاً لما ذكره الخبيران في الموقع المختص في أخبار الصحة النفسية والعقلية، فإن الاستسلام والقول بأنك لا تستطيع، يتسببان في قتل القدرة الإبداعية بداخل الإنسان، في حين أنه ربما تكون الحلول التي وصل إليها، لم يفكر بها أحد على الإطلاق.
كيف تنمى القدرة على الإبداع؟
ويقول ألفن ماركمان، أستاذ علم النفس والتسويق في جامعة تكساس الأمريكية، إنه ينبغى أن يكون لدى الفرد قدر كبير من المعرفة للأشياء، وعدم الاعتماد على وجود المعلومات على شبكة الانترنت لمعرفتها وقت الحاجة فقط. كما أن لعب دور الطالب الذي يذاكر دروسه، ويشرح لنفسه بصوت عالٍ يساعد في تطوير المهارة الإبداعية. فمجرد معرفتك لمعلومة جديدة أو شرح لفكرة ما، ما عليك إلا أن تراجعها بذهنك وتعيد شرحها لنفسك مرة أخرى بصوت مرتفع، بحسب ما ورد في موقع فاست كومباني الأمريكي.
ويرى الخبراء النفسيون أن من أهم العوامل التي تزيد من القدرة على الإبداع هي السفر وخوض تجارب جديدة واللعب مثل الأطفال لإطلاق العنان للعقل والنفس والخروج بأفكار إيجابية ومبتكرة. كما أن العزلة أيضاً تلعب دوراً هاماً، فالاستماع إلى العقل والجلوس لبعض دقائق وحيداً يمكن أن يمنحك أفكاراً مميزة وجديدة.
ومن تلك العوامل أيضاً، طرح أسئلة على الذاكرة. ويعني ذلك أن يحاول الفرد أن يسأل نفسه ويخرج المعلومات المُختزنة في ذاكرته عن موضوع ما. وبذلك سيعثر الشخص على حلول جديدة وأفكار مختلفة من خلال السماح لذاكرته بالعثور على مزيد من المعلومات التي قد تساعد في حلها. وكلما كانت الأسئلة التي يطرحها الفرد أكثر تنوعًا، كلما زادت الأفكار الإبداعية لديه، بحسب الموقع المختص في الأخبار الاقتصادية وإدارة الأعمال.
الإبداع عضلة في الجسم!
ويعتبر الخبراء أن الإبداع مثل العضلة في جسم الإنسان، إذ يحتاج للتدريب والحركة حتى يعمل بشكل أفضل. فمثلاً إذا شعرت أنك غير قادر على توليد أفكار جديدة، يمكنك أن تترك الموضوع ليوم أو يومين ثم تعاود التفكير فيه مجدداً. فهذه الفترة الزمنية القصيرة تساعدك في فتح آفاق جديدة وأفكار مبتكرة.
ولأن الإبداع ليس للفناناين فقط، فأي شخص يمكنه إيجاد طرق لجعل أي شيء أكثر راحة أو حتى أكثر متعة! ويضرب الخبراء مثلاً بسيطاً يمكن تطبيقه على الإبداع وهو تحية الصباح التي نلقيها على الآخرين. ماذا سيحدث لو لم تقل مرحباً بنفس الطريقة؟ مثل هذه اللفتة الصغيرة يمكن أن تجعل يومك ديناميكياً. ويضيف ماركمان: "إن هذا ما يحدث مع كل تصرفات الإنسان، فإذا قمت بتغيير تصفيفة شعره مثلاً، فسوف ينظر إليه الأخرون بشكل مختلف.. بعبارة أخرى، تغيير روتينك اليومي يجعلك أكثر إبداعاً." "فقط دع أفكارك تتدفق ومارس العصف الذهني مع الآخرين للخروج بأفكار جديد وحلول مختلفة."
سارة إبراهيم