مفاوضات تشكيل ائتلاف كبير في ألمانيا تدخل مرحلتها الحاسمة
١٠ يناير ٢٠١٨
هل يصعد الدخان الأبيض من برلين هذه المرة ويعلن التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي عن التوصل لاتفاق حول تشكيل ائتلاف كبير مجددا؟ المفاوضات دخلت مرحلتها الحاسمة فيما قاربت المهلة التي وضعها المفاوضون لأنفسهم على الانتهاء.
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
إعلان
أبرز نقاط الخلاف بين المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
01:15
This browser does not support the video element.
قال وزير شؤون ديوان المستشارية في ألمانيا، بيتر ألتماير، المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل عن مفاوضات تشكيل ائتلاف كبير بين التحالف المسيحي والاشتراكيين اليوم الأربعاء (العاشر من كانون الثاني/يناير 2018): "لا يزال أمامنا الكثير من العمل". ومن جانبه، قال رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتن شولتس إنه يتوقع يوما طويلا خلال مباحثات اليوم.
ومن المقرر أن يختتم التحالف المسيحي (يتكون من حزبين هما: الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل والاجتماعي المسيحي بزعامة رئيس وزراء بافاريا زيهوفر) والحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة مارتن شولتس محادثات تشكيل حكومة جديدة يوم غد الخميس.
وكان الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري أندرياس شوير قال إن مفاوضي الأحزاب بدأوا محادثاتهم ببحث الفائض المالي المحتمل في موازنة الدولة. وقال شوير: "نريد مواصلة تطوير بلدنا بقوة والاستثمار في الكثير من التحديات الكبيرة الجديدة". وبحسب البيانات، فإن المحادثات تدور حول فائض مالي متوقع يصل إلى 45 مليار يورو.
ويشار إلى أن مفاوضي حزبي التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي اتفقوا على إحجام جميع المشاركين في مفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي عن إجراء مقابلات صحفية وإعلامية حتى انتهائها (المفاوضات) يوم غد الخميس.
أبرز نقاط الخلاف بين المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
01:15
This browser does not support the video element.
لم الشمل العائلي من المسائل الخلافية
وتعد مسألة لم الشمل العائلي للاجئين الحاصلين على حماية ثانوية إحدى المسائل الخلافية بين الأحزاب المشاركة في المفاوضات. وكان الحزب المسيحي البافاري، الحزب الشقيق لحزب ميركل الديمقراطي المسيحي، قد طالب في أكثر من مناسبة بالتشدد حيال اللاجئين في البلاد بينما يسعى الحزب الاشتراكي الديموقراطي إلى تليين شروط لم الشمل العائلي.
وكتبت صحيفة "دي فيلت" هذا الأسبوع أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي "يمكن أن يتفاهم بسرعة مع حزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، لكن مع الحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري) سيكون الأمر صعبا".
فيما دعا بوكارد ليشكا القيادي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخبير في شؤون السياسة الداخلية، في تصريح لصحيفة "ميتلدويتشه تسايتونغ" الألمانية اليوم، إلى حل وسط بشأن لم شمل عائلات اللاجئين، واقترح السماح لأربعين ألف شخص من الأقارب للالتحاق بذويهم من اللاجئين المقيمين في ألمانيا.
ز.أ.ب/أ.ح (د ب أ)
في صور.. محطات وضعت مصير ميركل السياسي في مهب الريح
خلال 12 عاماً من حكمها حققت المستشارة ميركل نجاحات مذهلة، وخصوصاً على صعيدي الاقتصاد والاتحاد الأوروبي. والآن تتجه الأمور كي تبقى ميركل مستشارة لولاية رابعة، ولكنها تعرضت قبل ذلك لهزات عنيفة وظروف صعبة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الباب المفتوح" بداية النهاية؟
بعد نجاح منقطع النظير خصوصاً في المجال الاقتصادي، منذ انتخابها مستشارة لألمانيا للمرة الأولى عام 2005، حلمت أنغيلا ميركل بالبقاء مستشارة لألمانيا لولاية رابعة. لكن "أقوى امرأة في العالم" دخلت الانتخابات الجديدة في 24 سبتمبر/ أيلول 2017، وهي في موقف صعب بسبب سياسة "الباب المفتوح"، التي طبقتها في مواجهة موجة اللجوء الكبرى في عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
حزب "شعبوي" يحقق مفاجأة مدوية
كان حلفاؤها في "الحزب المسيحي الاجتماعي"( البافاري) يطالبون بوضع "حد أعلى" لعدد اللاجئين الذين يمكن أن تستقبلهم ألمانيا سنوياً، لكن ميركل لم تتراجع عن توجهها. ولذلك برز سخط لدى شرائح عريضة من المواطنين، خصوصاً في شرق البلاد. والنتيجة هي صعود "حزب البديل" اليميني الشعبوي للبرلمان الألماني كثالث قوة، في سابقة لم تحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Bockwoldt
الاشتراكيون الديمقراطيون يتركون ميركل وشأنها
ورغم أن الاتحاد المسيحي بحزبيه الديمقراطي بقيادة ميركل والبافاري بقيادة زيهوفر، فاز في الانتخابات بالحصول على 32 في المائة من أصوات الناخبين، إلا أنه كانت تعد أسوأ نتيجة لتحالف المسيحي، منذ عام 1949. لكن حليفهما في الحكم، الحزب الاشتراكي، سجل أكبر خسارة في تاريخه بالحصول على 20.5 في المائة. وقرر الحزب الجلوس في مقاعد المعارضة بدلاً من مواصلة التحالف مع ميركل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
"جامايكا".. حلم أُجْهِضَ قبل الولادة
ولهذا اتجهت ميركل للتفاوض مع "حزب الخضر" والحزب الديمقراطي الحر" (الليبرالي) لتشكيل ما يعرف بـ"ائتلاف جامايكا". ورغم الاختلاف "الأيديولوجي" بين الأحزاب الأربعة إلا أنه كانت هناك آمال معلقة على التقارب وتقديم تنازلات بعد أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة. غير أن الحزب الليبرالي انسحب مع الساعة الأولى من صباح الإثنين (20 نوفمبر/ تشرين الثاني).
صورة من: Getty Images/AFP/J. MacDougall
مستشارة للمرة الرابعة؟
تراجع الاشتراكيون عن موقفهم وقبلوا بالدخول في مفاوضات. وبعد محادثات صعبة جدا وتنازلات مؤلمة، نجحت ميركل في الوصول بمفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي إلى بر الأمان. وبهذا ستبقى ميركل على الأرجح مستشارة لألمانيا، لتكون الولاية الرابعة لها، ما لم تحدث مفاجأة. حيث يجب أن يصوت أعضاء الحزب الاشتراكي على اتفاقية الائتلاف الحكومي. وينتظر أن ينتهي التصويت مطلع آذار/مارس القادم. (صلاح شرارة)