مفاوضات صعبة بختام قمة المناخ وألمانيا تتعهد بتقديم مساعدات
١٣ نوفمبر ٢٠٢١
لم تحقق مسودة جديدة للبيان الختامي لمؤتمر المناخ التقدم المأمول منها، فيما هددت نقاط عدة مثيرة للجدل بإفشال التوصل إلى اتفاق يهدف إلى خفض الاحتباس الحراري. بالمقابل تعهدت ألمانيا بتقديم 10 ملايين يورو كمساعدة.
إعلان
حاولت الرئاسة البريطانية لمؤتمر الأمم المتحدة للأطراف حول المناخ السبت (13 نوفمبر/تشرين الثاني) الدفاع عن مشروع البيان الذي طرحته معتبرةً أنه "يجعل الأمور تتقدم"، في وقت كانت نقاط عدة مثيرة للجدل ولاسيما بشأن مساعدة الدول الفقيرة تهدد بإفشال التوصل إلى اتفاق يهدف إلى خفض الاحتباس الحراري.
ولم تحقق مسودة جديدة للبيان الختامي لمؤتمر المناخ - نشرتها الرئاسة البريطانية للمؤتمر- التقدم المأمول منها حتى الآن.
فبعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة استمرت اكثر من 24 ساعة، لا تزال لندن تأمل رغم كل شيء في التوصل إلى اختتام المؤتمر مع إبقاء الهدف الأكثر طموحًا لاتفاقية باريس حياً، وهو الحد من ارتفاع الحرارة بـ1,5 درجة مئوية، مقارنةً بعصر ما قبل الصناعة.
ولا يزال العالم يسير بحسب الأمم المتحدة، على مسار "كارثي" نحو ارتفاع الحرارة بـ2,7 درجة مئوية، ويحافظ النصّ الجديد على التقدم المحرز خلال هذا المؤتمر في ما يخصّ خفض الانبعاثات واستخدام الوقود الأحفوري، وهما المصدران الرئيسيان لغازات الدفيئة.
أزمة الدول النامية
لكن المؤتمر لم يحقق أي تقدم في الملف المسبب لتوترات في الأيام الأخيرة من المفاوضات. ومحور الخلاف هو المبالغ المخصصة لمساعدة الدول الأكثر فقراً التي تتحمل أقل قدر من المسؤولية في التغيّر المناخي لكنها تواجه تأثيراته بشكل مباشر.
وكانت الدول النامية قد طلبت بشكل خاص إنشاء آلية محددة تأخذ في الاعتبار "الخسائر والأضرار"، أي الآثار المدمرة للعواصف والجفاف وموجات الحر المتزايدة الناتجة عن التغير في المناخ.
وبحسب مراقبين عدة ومصادر مقربة من المفاوضات، فإن الدول الغنية ولاسيما الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عارضت هذا الاقتراح.
وأكد نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس أن "الاتحاد الأوروبي مستعدّ للمساعدة في إقامة جسور" (بين الأطراف)، مشيراً إلى أن الأوروبيين زادوا "بدرجة كبيرة" من مساهمتهم المالية.
والنقطة الأخرى المثيرة للجدل هي أن النسخة الثالثة لمسودّة البيان لا تزال تتضمن إشارة غير مسبوقة في نصّ على هذا المستوى لمسألة الوقود الأحفوري، علماً أن اتفاق باريس لم يأتِ على ذكرها، وهو ما يثير غضب الدول المنتجة لهذا الوقود.
لكن تم تخفيف العبارات المستخدمة من نسخة إلى أخرى. والنسخة الأخيرة تدعو الدول الأعضاء إلى "تسريع الجهود نحو الخروج من الطاقة التي تعمل بالفحم دون أنظمة احتجاز (ثاني أكسيد الكربون) والإعانات غير الفعّالة للوقود الأحفوري".
وقالت مديرة منظمة غرينبيس الدولية جينيفر مورغان "علينا أن نقاتل مثل المجانين للحفاظ على ذلك في النصّ في حين تحاول مجموعة دول حذفه".
والمحادثات معقدة بسبب الدول الفقيرة والتي تقول إن الدول الغنية لم تفِ بوعودها التي قطعتها عام 2009 بزيادة مساعدتها المتعلقة بالمناخ لدول الجنوب إلى مئة مليار دولار اعتبارًا من عام 2020.
مساعدات ألمانية
من جانبها، تعهدت ألمانيا بتقديم عشرة ملايين يورو كدعم إضافي للبلدان الفقيرة التي عانت أضراراً وخسائر من أزمة المناخ. وسيتم جمع مبلغ إجمالي قدره 35 مليون دولار أمريكي بالتعاون مع دول أوروبية أخرى، حسبما علمت وكالة الأنباء الألمانية من الوفد الألماني في جلاسكو.
ووفقا لآخر مسودة للإعلان النهائي للمؤتمر فإن هذه المبالغ تتعلق "بالدعم الفني" تحت مظلة ما يطلق عليه شبكة سانتياجو، لتسهم على سبيل المثال في تعويض لأضرار الناجمة عن الأعاصير وموجات الجفاف والفيضانات، ولا تتعلق بصرف تعويضات عن الأضرار الكاملة.
وجاء بالمسودة أيضاً أن هذا الالتزام المشترك لوزارتي البيئة والتنمية في ألمانيا يجب أن يكون "علامة تضامن" في المرحلة الحاسمة للقمة التي تضم 200 دولة والتي تم تمديدها ليوم واحد.
ع.ح./هـ.د. (أ ف ب، د ب ا)
بالصور: "رئات" الأرض تصرخ لحمايتها من عبث الإنسان!
تعهدت أكثر من مئة دولة خلال قمة المناخ في مدينة غلاسكو الاسكتلندية بوقف تدمير الغابات بحلول عام 2030. في التقرير المصور، نستعرض أهم غابات العالم التي باتت تعرف بـ"رئات الأرض" وهي في أمس الحاجة إلى الحماية.
صورة من: Sergi Reboredo/picture alliance
غابات الأمازون المطيرة
تعد غابات الأمازون حوضا أو "بالوعة" لامتصاص الكربون إذ توصف بـ"رئة الأرض" وواحدة من أكثر الأماكن تنوعا بيولوجيا في العالم. بيد أن عقودا من القطع الجائر للأشجار على نطاق واسع وتربية الماشية قضى على قرابة مليوني كيلومتر مربع من مساحة غابات الأمازون فيما بقي أقل من نصف المساحة المتبقية تحت الحماية. كشفت دراسة أن بعض أجزاء الغابات أصبحت تصدر في الوقت الحالي كميات من ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تمتصه.
صورة من: Florence Goisnard/AFP/Getty Images
غابات التايغا
تُعرف غابات التايغا بالغابات الشمالية أو الصنوبرية وتتمتع بمناخ شبه قطبي. وتمتد هذه الغابات عبر الدول الاسكندنافية وأجزاء كبيرة من روسيا. تتباين أوجه حماية غابات التايغا من دولة إلى أخرى. فمثلا في شرق سيبيريا وخلال الحقبة السوفيتية وفرت إجراءات صارمة لحماية غابات التايغا فلم يلحقها الضرر، بيد أن الانكماش الاقتصادي في روسيا لاحقا أدى إلى ارتفاع معدل قطع الأشجار إلى مستويات مدمرة.
صورة من: Sergi Reboredo/picture alliance
الغابات الشمالية في كندا
تعد إحدى أهم الغابات القبطية التي تقع في نصف الكرة الشمالي وتمتد من ألاسكا إلى كيبيك لتغطي ثلث مساحة كندا. تقع قرابة 94 بالمائة من مساحة هذه الغابات داخل كندا التي تعتبرها أراضٍ عامة وخاضعة لإدارة وسيطرة الدولة، بيد أن المنطقة الخاضعة للحماية لا تتجاوز سوى 8 بالمائة منها. وتعد كندا أحد أكبر المصدرين للمنتجات الورقية في العالم لذا يتم قطع 4 آلاف كيلومتر مربع من مساحة هذه الغابات سنويا.
صورة من: Jon Reaves/robertharding/picture alliance
الغابة المطيرة الاستوائية في الكونغو
تعتبر من أقدم الغابات المطيرة وأكثرها كثافة في العالم ويغذيها نهر الكونغو. الغابة المطيرة الاستوائية في الكونغو موطن للحيوانات الإفريقية الأكثر شهرة لا سيما الغوريلا والأفيال وقرود الشمبانزي وهي أيضا غنية بالمعادن النفيسة مثل الذهب والماس. تحولت هذه الثروات من نعمة إلى نقمة فقد أدى التعدين والصيد إلى زيادة عمليات القطع الجائر للأشجار. هناك تحذيرات من أنها ستختفي بحلول عام 2100.
صورة من: Rebecca Blackwell/AP Photo/picture alliance
غابات بورنيو الاستوائية المطيرة
تتميز غابات بورنيو بالتنوع الأحيائي إذ يبلغ عمرها أكثر من 140 مليون سنة وتقع في جزيرة بورنيو وتتقاسمها ماليزيا وإندونيسيا وبروناي. وتوفر المأوى للمئات من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل إنسان الغاب السومطري الذي يُعرف بالقرد الأحمر ووحيد القرن السومطري. وعلى مر العصور، تم تدمير مساحات شاسعة من غابات بورنيو للاستفادة من أخشاب الأشجار أو استبدال مساحات منها بمزارع زيت النخيل أو استخراج المعادن.
صورة من: J. Eaton/AGAMI/blickwinkel/picture alliance
غابة بريموري في روسيا
تقع غابة بريموري وهي غابة صنوبرية في أقصى شرق روسيا إذ تعد موطنا للنمور السيبيرية النادرة وغيرها من الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض. وبسبب قربها من المحيط الهادئ، تشهد الغابة اختلافا في المناخ فخلال الصيف يصبح الطقس استوائيا وقطبيا خلال فصل الشتاء. بقيت الغابة على حالها دون ضرر بشكل كبير وذلك بسبب موقعها البعيد عن البشر وأيضا تدابير الحماية. تسارعت وتيرة قطع الأشجار ما بات مصدر تهديد لها.
صورة من: Zaruba Ondrej/dpa/CTK/picture alliance
غابات فالديفيان المطيرة المعتدلة
تقع غابات فالديفيان في تشيلي والأرجنتين وتغطي شريطا ضيقا من الأرض يمتد من المنحدرات الغربية لجبال الأنديز والمحيط الهادئ. تشتهر غابات فالديفيان بالعديد من النباتات والأشجار كأشجار الزان بطيئة النمو. بيد أن القطع الجائر للأشجار يمثل تهديدا لهذه الأشجار حيث تم استبدالها بأشجار الصنوبر والكافور سريعة النمو لكن هذه الأشجار لا تحافظ على التنوع البيولوجي. إعداد: منير غايدي/م.ع
صورة من: Kevin Schafer/NHPA/photoshot/picture alliance