مفاوضات مكثفة لوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية
٢ سبتمبر ٢٠٠٩في تصريحات لصحيفة "الأيام" الفلسطينية نُشرت اليوم الأربعاء (2 أيلول/ سبتمبر 2009) قال خافيير سولانا، المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، إن مفاوضات مكثفة بدأت أول أمس بين فريقين، أمريكي وإسرائيلي، في واشنطن حول التفاصيل الدقيقة لتجميد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية تمهيدا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وأوضح سولانا أنه من المفضل أن تتم هذه المفاوضات بوجود طرف ثالث. واعتبر أنه في حال الاتفاق على رسم الحدود بين الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، ستصبح مسألة المستوطنات مشكلة صغيرة جداً.
"مشكلة صغيرة جداً"؟
وقال سولانا: "أعتقد أنه من المهم جداً رسم الخط (الفاصل بين الدولتين) لأن ذلك سيسرع خروجنا من مشكلة ستصبح أصغر بكثير. فإذا ما اتفقنا على أن تبادل الأراضي يبلغ بين 2 إلى 4 في المائة يمكننا رسم خارطة، بموجبها ستكون هناك مناطق مقبولة للفلسطينيين، على أن تكون في الجانب الآخر من الخط، أعني في إسرائيل". وتابع قائلاً: "إذا ما قمنا بذلك، فمن الأرجح أن مسألة المستوطنات ستصبح مشكلة صغيرة، بلا شك سيتأثر بعض الناس، ولكن كم عددهم؟ وفي أي مواقع؟ وما نوع الصعوبة التي سيواجهونها؟ سيعتمد هذا إلى حد كبير على كيفية رسم الخط".
وتجنب المسئول الأوروبي استخدام كلمة تفاؤل "لأنها كلمة بلا مضمون"، غير أنه أعرب عن أمله في حدوث تطور خلال دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ستلتئم في نيويورك في هذا الشهر.
قمة تضم أوباما ونتانياهو وعباس
وكان سولانا قد كشف النقاب عن تفاصيل محادثات الفريقين، الأمريكي والإسرائيلي، عقب محادثاته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهدف بلورة نهائية لبعض من القضايا المعقدة. وفي بيروت أشار سولانا يوم أمس الثلاثاء إلى إمكان عقد قمة فلسطينية-أميركية-إسرائيلية على هامش الدورة الرابعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في النصف الثاني من سبتمبر/ أيلول، وذلك بهدف تحريك المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية.
في السياق ذاته ذكر مصدر دبلوماسي أوروبي في بيروت لوكالة "فرانس برس" أن الاجتماع المذكور سيضم في حال حصوله الرئيسين الأميركي باراك أوباما والفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو. وعقب لقائه بالرئيس المصري حسني مبارك أكد سولانا اليوم في القاهرة موقف الاتحاد الأوروبي الذي يطالب بإيقاف عملية الاستيطان لإحياء عملية السلام من جديد.
وفي تحرك في الاتجاه نفسه أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن جورج ميتشل الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط سيلتقي اليوم مسؤولا إسرائيليا في محاولة جديدة لإحراز تقدم نحو اتفاق حول مستقبل الاستيطان في الضفة الغربية. وتطالب الولايات المتحدة بوقف كامل للاستيطان، بينما تعتبر إسرائيل أن مفهوم تجميد الاستيطان ينطبق على الضفة الغربية وليس على القدس الشرقية التي يطالب الفلسطينيون بأن تكون عاصمة لدولتهم المقبلة. وتأتي هذه المحادثات الأميركية الإسرائيلية بعد لقاء ميتشل ونتانياهو الأسبوع الماضي في لندن، على أن تمهد لمفاوضات جديدة بين ميتشل وباراك.
(س ج / د ب أ/ أ ف ب)
مراجعة: عماد مبارك غانم