انخفض عدد الأشخاص الذين أبلغ ذووهم عن فقدانهم بمقدار 500 شخص مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الرقم يبقى مرتفعاً بالنظر إلى الانخفاض الدراماتيكي الحادث في عدد المهاجرين الوافدين إلى ألمانيا، بحسب لجيردا هاسلفيلت رئيسة الصلبي الأحمر الألماني.

أمل أخير

ويقول الصليب الأحمر إن معظم اللاجئين يحاولون البحث عن أقارب مفقودين بأنفسهم، وأنهم يتوجهون إلى مركز خدمة البحث عن المفقودين فقط في حال ما إذا فشلوا في العثور عليهم. 

ويبقى معدل الطلبات المقدمة مرتفعاَ لأن الكثير منها متعلق بأشخاص فُقدوا قبل وقت طويل نسبياً.

ووفقاً لهاسلفيلت فإن "خدمة البحث عن المفقودين التابعة للصليب الأحمر الألماني هي الأمل الأخير بالنسبة لكثير من الأشخاص الذين انفصلوا عن أحبائهم نتيجة للنزاعات المسلحة والكوارث وعمليات الهجرة"، كما تستمر الخدمة في تلقي عدد كبير من الاستفسارات حول الأشخاص المفقودين منذ الحرب العالمية الثانية. وتضيف هاسلفيلت قائلة: "لا يزال هذا الموضوع يؤثر على الكثير من الأسر في ألمانيا".

ويوجد نحو 1.3 مليون استفسار حول الأشخاص المفقودين - سواء من اللاجئين والنازحين أو المفقودين منذ الحرب العالمية الثانية - لم تتم الإجابة عليها. وتقدر نسبة النجاح في الكشف عن مصير الشخص المفقود بحوالي أربعة من بين عشر عمليات بحث وفقاً للصليب الأحمر الألماني.

هل من الممكن أن تظل مجهولاً أثناء البحث عن شخص مفقود؟

هناك العديد من الخدمات التي ستحاول المساعدة في البحث عن الأشخاص المفقودين على رأسها الشرطة. أما بالنسبة للأطفال المفقودين، فيوجد خط ساخن على مستوى أوروبا هو (116000).

يقول الصليب الأحمر الألماني إن كل من يستفسر عن شخص مفقود يمكن أن يبقى شخصيته مجهولة. ديتير شوتز من منظمة الصلبي الأحمر الألماني قال لـ "مهاجر نيوز" إنّ حماية البيانات وحماية الخصوصية تُمثلان أهمية قصوى للمنظمة.

كيف وجد شاب عائلته؟

بالطبع لم تنجح كافة جهود البحث عن مفقودين من خلال "خدمة البحث"، لكن الأمر نجح مع فرهاد.

في عام 2009، غادر شاب أفغانستان مع أمه وأخته واثنين من إخوته. مكثوا لفترة من الوقت في إيران وتركيا قبل أن يسافروا إلى اليونان، حيث استقلت عائلة فرهاد قارباً متجهاً إلى إيطاليا. أراد فرهاد أن يتبعهم في اليوم التالي، لكن الجو كان عاصفاً وامتلأ قارب فرهاد بالماء فالتقطه خفر السواحل الإيطاليين هو من معه وأعادوهم لاحقاً إلى اليونان، وهنا فقد فرهاد الاتصال بعائلته.

بعد أن أصبح وحيداً، سافر فرهاد عبر إيطاليا وفرنسا وبلجيكا، ووصل إلى ألمانيا في عام 2011 وقدم طلباً للجوء وحصل على "تصريح إقامة إنسانية". حاول الاتصال بمنزل العائلة واستخدم الفيسبوك والإنترنت للبحث عن عائلته لكن دون جدوى، حتى اكتشف خدمة البحث عن المفقودين "تتبع الوجه Trace the Face". هنا نشر صورة لنفسه مع عبارة "أنا أبحث عن عائلتي". ثم انتظر.

بعد حوالي شهر، اكتشف شقيق فرهاد مدرس اللغة الإنجليزية المقيم في أفغانستان صورة شقيقه، وتواصل مع العائلة التي عادت إلى المنزل. بعدها بوقت قصير، تحدث فرهاد مع عائلته عبر الهاتف.

حتى عام 2016، كانت أسرة فرهاد لا تزال في أفغانستان، لكن فرهاد كان يأمل في أن يتمكنوا من الانضمام إليه في ألمانيا.

يمكنك مشاهدة فرهاد يحكي قصته في داري مع الترجمة الألمانية هنا.

المساعدات المتاحة للبحث عن الأقارب المفقودين

استعادة الروابط العائلية: خدمة البحث عن المفقودين التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر

خدمة البحث عن المفقودين التابعة للصليب الأحمر الألماني (باللغة الإنجليزية).

تتبع الوجه - المهاجرون في أوروبا: خدمة البحث عن المفقودين اعتماداً على صورة الأشخاص الذين يبحثون عن أقاربهم

رقم هاتف الخط الساخن الأوروبي للبحث عن الأطفال المفقودين هو 116000

عماد حسين 

المصدر: مهاجر نيوز