مفوضية الانتخابات في ليبيا تبدأ تسجيل المرشحين في نوفمبر
٢٤ أكتوبر ٢٠٢١
قررت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا فتح باب الترشح في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني. الانتخابات التي تعتبر خطوة في جهود إنهاء العنف بتشكيل قيادة سياسية جديدة تحظى بشرعية واسعة النطاق.
إعلان
قال عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات الليبية اليوم الأحد (24 تشرين الأول/ أكتوبر 2021) إن المفوضية ستفتح باب التسجيل للمرشحين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. وأضاف السايح أن عملية التسجيل ستبدأ بحلول منتصف الشهر المقبل حين تكتمل الاستعدادات الفنية واللوجستية.
وتُعد الانتخابات خطوة رئيسية في جهود إنهاء العنف المستمر منذ عشر سنوات من خلال تشكيل قيادة سياسية جديدة تحظى بشرعية واسعة النطاق. لكن الخلاف بشأن الأساس الدستوري للانتخابات، والقواعد التي تحكم التصويت والتشكيك في مصداقيتها كلها أمور هددت بتقويض عملية السلام في البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وكان رئيس الوزراء الليبي وعدد من القوى الأجنبية أقروا يوم الخميس إجراء انتخابات عامة يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول مثلما ورد في خطة سلام تساندها الأمم المتحدة بهدف إنهاء الاضطرابات والانقسامات التي تعصف بالبلاد منذ سنوات. وعلى الرغم من أن مجلس النواب (البرلمان) أصدر قانونا للانتخابات الرئاسية في ذلك التاريخ، فقد أصدر أيضا قانونا منفصلا ينص على تنظيم الانتخابات البرلمانية في موعد لاحق.
ورفضت المؤسسات السياسية الأخرى في ليبيا مقترحات مجلس النواب. ومن المقرر إجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم 24 ديسمبر/ كانون الأول. وقال السايح إن جولة ثانية ستنعقد في موعد لاحق إلى جانب الانتخابات البرلمانية.
ومهد القائد العسكري في شرق ليبيا، خليفة حفتر، الطريق للترشح لمنصب الرئيس بإعلانه في سبتمبر/ أيلول تخليه عن دوره العسكري لمدة ثلاثة أشهر.
ويقود حفتر ما يعرف بـ "الجيش الوطني الليبي"، ومقره شرق البلاد، وشن حربا على الفصائل المسلحة في غرب البلاد بعد انقسام البلاد عام 2014. ودمر هجومه، الذي استمر 14 شهرا، للسيطرة على طرابلس في غرب البلاد مناطق بالعاصمة قبل أن يتم صده العام الماضي.
وقال مساعدون لرئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إنه أيضا تخلى عن منصبه من أجل الترشح للانتخابات. وأشار مقربون من سيف الإسلام القذافي، نجل معمر القذافي والذي كان ثاني أقوى رجل في ليبيا فيما مضى، إلى أنه أيضا يرغب في الترشح.
ع.خ/ أ.ح (رويترز)
توق الليبيين إلى السلام.. طريق طويل من المؤتمرات والعنف
منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام معمر القذافي في مطلع عام 2011 تعيش ليبيا في دوامة من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار السياسي. فيما يلي أبرز محطات الصراع ومحاولات إرساء سلام يتفلت من بين أيدي الليبين مرة تلو الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
تستضيف العاصمة الألمانية برلين الأربعاء (23 حزيران/يونيو 2021) جولة جديدة من محادثات السلام الليبية. ستركز المحادثات على التحضير لانتخابات وطنية مقررة في 24 كانون الأول/ديسمبر وسحب الجنود الأجانب والمرتزقة من ليبيا، ومسألة تشكيل قوات أمنية موحدة. واستضافت برلين برعاية الأمم المتحدة في 19 كانون الثاني/ يناير 2020 مؤتمرا حول ليبيا شارك فيه طرفا النزاع إلى جانب رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا ومصر.
صورة من: Getty Images
في شباط/فبراير من عام 2011 اندلعت في بنغازي ومن ثم في مناطق أخرى تظاهرات جوبهت بعنف من قبل نظام معمر القذافي، الذي حكم البلاد منذ عام 1969 بقبضة من حديد. شن تحالف بقيادة واشنطن وباريس ولندن هجمات على مقار قوات القذافي، بعد حصوله على ضوء أخضر من الأمم المتحدة. ثم انتقلت قيادة العملية الى حلف شمال الأطلسي. ولقي القذافي مصرعه في 20 تشرين الأول/أكتوبر بالقرب من مسقط رأسه في سرت.
صورة من: dapd
غرقت ليبيا في دوامة من العنف والاضطرابات السياسية لم يفلح المجلس الوطني الانتقالي، الذي تشكل في الأيام الأولى للثورة برئاسة مصطفى عبد الجليل كبديل للنظام، في وضع حد لها. وفي يوليو/ تموز 2012 انتخب برلمان تسلم سلطاته بعد شهر من المجلس الوطني الانتقالي. تشكلت حكومة برئاسة علي زيدان في تشرين الأول/أكتوبر، بيد أنها سقطت بعد حجب الثقة عنها في آذار/مارس 2014.
صورة من: Picture-Alliance/dpa
تعرضت السفارتان الأميركية في أيلول/سبتمبر 2012 والفرنسية في نيسان/أبريل 2013 لهجومين تسبب الأول بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير كريستوفر ستيفنز والثاني بإصابة حارسين فرنسيين، فأغلقت غالبية السفارات الأجنبية أبوابها وغادرت طواقمها البلاد.
صورة من: Reuters
في أيار/مايو 2014، أعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر بدء عملية "الكرامة" ضد جماعات إسلامية مسلحة في شرق ليبيا. وانضم ضباط من المنطقة الشرقية إلى صفوف "الجيش الوطني الليبي" الذي شكله حفتر. في حزيران/يونيو 2014، تم انتخاب برلمان جديد جاءت أغلبيته مناوئة للإسلاميين الذين قاطعوه.
صورة من: Reuters
في نهاية آب/ أغسطس 2014 وبعد أسابيع من المعارك الدامية، سيطر ائتلاف "فجر ليبيا" الذي ضم العديد من الفصائل المسلحة بينها جماعات إسلامية، على العاصمة طرابلس وأعاد إحياء "المؤتمر الوطني العام"، البرلمان المنتهية ولايته. وتم تشكيل حكومة. وأصبح في ليبيا برلمانان وحكومتان.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Turkia
في كانون الأول/ ديسمبر 2015 وبعد مفاوضات استمرت أشهراً، وقع ممثلون للمجتمع المدني ونواب ليبيون في الصخيرات بالمغرب، اتفاقاً برعاية الأمم المتحدة، وأُعلنت حكومة الوفاق الوطني. لكن لم تنل هذه الحكومة قط ثقة البرلمان في الشرق المدعوم من خليفة حفتر، ولم تتمكن من فرض سلطتها على القوى السياسية والعسكرية في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AA/Jalal Morchidi
في السنوات التالية تنازعت سلطتان الحكم في ليبيا: في الغرب حكومة الوفاق الوطني التي تتخذ طرابلس مقرا لها وتحظى باعتراف الأمم المتحدة، وسلطة موازية في شرقي البلاد بقيادة خليفة حفتر. جمع اجتماعان في باريس في عامي 2017 و2018 حفتر والسراج في محاولة للوصول إلى تسوية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بيد أنه لم يتم الالتزام بما اتفق عليه ومضت الحرب في طحن البلاد.
صورة من: picture-alliance/C. Liewig
في مطلع 2019، بدأت قوات حفتر بغزو الجنوب بدعم من القبائل المحلية، فسيطرت بلا معارك على سبها والشرارة، أحد أكبر الحقول النفطية في البلاد. ومن ثم تقدمت باتجاه طرابلس، حيث جوبهت بمقاومة عنيفة من القوات الموالية لحكومة الوفاق التي شنت بعد عام تقريباً هجوماً معاكساً وحققت تقدماً، لكن في حزيران/ يونيو 2020 هدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ب"التدخل" العسكري في ليبيا في حال تقدم قوات الوفاق نحو سرت.
صورة من: Reuters
بعد فشل متكرر لإخراج ليبيا من الفوضى، أفضى حوار ليبي رعته الأمم المتحدة في جنيف في الخامس من شباط/فبراير 2021 إلى توقيع اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار "بمفعول فوري". ومن ثم جرى الاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، نالت ثقة البرلمان في آذار/ مارس. ومهمة حكومة الدبيبة السير بالبلاد نحو تنظيم الانتخابات. وبذلك عاد الأمل المفقود باحتمال تحسن الوضع. إعداد: خالد سلامة