مفوضية اللاجئين: إغلاق الحدود في أوروبا "غير إنساني"
٢٣ مايو ٢٠١٦
على هامش أول قمة إنسانية عالمية تستضيفها إسطنبول، اعتبرت مسؤولة أممية إغلاق الحدود في أوروبا أمام اللاجئين بـ "الأمر غير الإنساني". وقالت المتحدثة باسم مفوضية اللاجئين إن الاتفاق الأوروبي التركي لن يحل مشكلة اللاجئين.
إعلان
قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم الاثنين (23 أيار/ مايو 2016) إن إغلاق الحدود في أوروبا لوقف المهاجرين أمر "غير إنساني"، في إشارة إلى إغلاق الحدود في البلقان والاتفاق التركي الأوروبي. وبموجب هذا الاتفاق وافقت أنقرة على استعادة اللاجئين من اليونان مقابل مساعدات وإعفاء مواطنيها من التأشيرة لدول الاتحاد.
وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على هامش أول قمة إنسانية عالمية في إسطنبول "هناك الكثير من الأشخاص يهنئون أنفسهم ويقولون إن الاتفاق نجح وتوقف الناس عن القدوم. لكن الأمر أكبر من ذلك." وأضافت "أدى هذا لتراجع حدة المشكلة لكنها لم تحل بعد".
وفيما يتعلق بإجراءات إغلاق الحدود قالت المسؤولة الأممية "الإغلاق المفاجئ للحدود وتحركات بعض الدول بشكل فردي أمر غير إنساني تجاه الكثير من الأشخاص المهددين." وأدى إغلاق الحدود في أنحاء البلقان واتفاق مثير للجدل بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى خفض كبير للأعداد القادمة إلى أوروبا هذا العام بعد أن قطع مليون شخص هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
وقالت منظمة العفو الدولية إن مواطنا سوريا في جزيرة ليسبوس اليونانية كسب الأسبوع الماضي طعنا على قرار إعادته قسرا إلى تركيا بعد أن أقنع المسؤولين بأن تركيا لا توفر الحماية الكاملة للاجئين كما هو منصوص عليه في معاهدة حماية اللاجئين.
وقالت فليمنج إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الحالة ستمثل سابقة قانونية. ولم يتم إعداد الشكل النهائي للاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب خلافات متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب في تركيا الذي تريد بروكسل أن يتماشى مع المعايير الأوروبية.
واستقبلت تركيا ما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ منذ بدء الحرب الأهلية السورية وأنفقت نحو عشرة مليارات دولار. لكن منظمات الإغاثة تقول إن تركيا ليست بلدا آمنا للاجئين. وتهدف قمة الأمم المتحدة الإنسانية في اسطنبول، والتي وصفت بأنها الأولى من نوعها، إلى تطوير استجابة أفضل لما وصف بأسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
أ.ح/ح.ع.ح (رويترز)
لاجئون عالقون: "نحن ساخطون لأن صبرنا قد نفد"
إنه وضع إنساني صعب والأجواء متوترة، بعد أن نصبت مقدونيا سياجا طويلا يمتد على مسافة ثلاثة كيلومترات على الحدود اليونانية. منظمات الإغاثة تطالب حكومة اليونان بضرورة التدخل.
صورة من: DW/D. Cupolo
عالقون في إيدوميني
يحاول الأخوان حسن (يسار الصورة) ومحمد سجير من باكستان إيقاد النار من فضلات بالقرب من صخرة فاصلة للحدود. مقدونيا وصربيا وسلوفينيا تسمح بعبور لاجئين فقط من سوريا وأفغانستان والعراق. لهذا وجب على الأخوان وحوالي 2000 شخص للبقاء في مخيم للاجئين بمدينة إيدوميني اليونانية.
صورة من: DW/D. Cupolo
برد قارس في المخيم
وفرت منظمة "أطباء بلا حدود" حوالي 2000 خيمة مجهزة بمدافئ، إلا أن ذلك غير كاف. العديد من الناس يضطرون لقضاء الليل في العراء. "ينام أكثر من ألف شخص في العراء حيث درجات الحرارة منخفضة وقد تبلغ ستة درجات"،كما يؤكد موظف المنظمة أنطونيس ريقاس ويضيف: "طلبنا من الحكومة بتوفير المزيد من الخيم، لتوسيع الطاقة الاستعابية هنا، لكننا لم نتلق أي رد"
صورة من: DW/D. Cupolo
غياب المساعدات الرسمية
ينتظر شاب مغربي فتح الحدود أمام كل المهاجرين. لكن ريقاس من منظمة "أطباء بلا حدود" يستبعد هذا الأمر. "نطالب الحكومة اليونانية بإرسال ممثلين عنها، ليقتسموا معنا أعباء إدارة أمور المخيم". ويضيف: "الجمعيات الخيرية ظلت دون مساندة، علما أن تقديم يد العون هو في الواقع من مهمة الحكومة".
صورة من: DW/D. Cupolo
تقسيم اللاجئين حسب أوطانهم
آلاف السوريين والعراقيين والأفغان يحق لهم يوميا العبور إلى مقدونيا. أما الآخرون فعليهم أن يعودوا من حيث أتوا، مما يثير غضبهم."لا نريد أن نعبر إلى أوروبا بشكل سري، بل عبر طرق شرعية." ، كما يقول شيامال رابي (32 سنة) من بنغلادش. "نحن أيضا بشر ولنا أيضا حقوق مثل الآخرين. ويحق لنا مواصلة العبور مثلهم".
صورة من: DW/D. Cupolo
توتر وشجارات بين اللاجئين
أوضاع المخيم الصعبة تساهم في توتر الأجواء، مما يؤدي الى شجارات بين اللاجئين في إيدوميني. تعرض رايج من نيبال إلى الضرب المبرح من قبل إيراني بسبب خلاف بينهما. في الجمعة الماضية عالج أطباء من منظمة "أطباء العالم - اليونان" شخصان من شمال افريقيا تعرضا للطعن. الشجارات العنيفة تندلع حتى خلال عملية توزيع الوجبات.
صورة من: DW/D. Cupolo
احتجاجات أو مواجهات عنيفة
قام لاجئون عالقون بخياطة أفواههم الأسبوع الماضي كما أضربوا عن الطعام. لكن هذا الإحتجاج السلمي سرعان ما تحول إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة المقدونية. "منذ أسبوعين لم يستحم العشرات من اللاجئين ومنهم من يتناول الكحول بشكل مستمر"، حسب فاتيني كيليكسوغلو من منظمة "براكسيس" .
صورة من: DW/D. Cupolo
حالة طورائ
"الأوضاع على الحدود قد تنفجر بسرعة لنصف ساعة، لتعود بعدها للهدوء"، يقول أليكساندر فولقاريس، من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ويضيف: "لا يمكننا التنبؤ بما سيحصل، نحن في حالة طورائ. أقصى ما يمكن فعله هو حماية الناس فقط". يحاول فولقاريس إقناع اللاجئين بالذهاب إلى الملعب الأولمبي في أثينا، الذي تحول إلى مخيم للاجئين.
صورة من: DW/D. Cupolo
لا يريدون العودة للحرب
رامي الطاهري (22 سنة) من اليمن يعرض صورة حيه المدمر في صنعاء. هرب الطاهري صحبة 11 يمنيا، بعد أن أرغموا على القتال مع ميليشيات الحوثي، ويقول: "إنهم يريدون أن نعود إلى الحرب. لكننا لا نريد القتال... سيقتلنا السعوديون". سننتظر هنا إلى أن تتم إعادة فتح الحدود من جديد للجميع".
صورة من: DW/D. Cupolo
"كاليه" جديدة
عمال نقابة يونانية يوزعون مساعدات غذائية. " إذا لم نسرع في التحرك فقد يتحول الأمر إلى "كاليه" جديدة (منطقة العبور بين شمال فرنسا وبريطانيا)"، يحذر نيكيتاس كانيكاس من منظمة "أطباء العالم - اليونان". ويضيف: "التجهيزات لا تكفي لكل اللاجئين هنا. ما يثير قلقنا هو أنهم سيحاولون العثور على طرق بديلة بسبب قساوة الشتاء، فمهربو البشر أذكياء جدا".
صورة من: DW/D. Cupolo
بحث عن البديل
نهاية الأسبوع الماضي شيدت مقدونيا على حدودها سياجا طوله ثلاث كيلومترات. "العشرات من المتطوعين قدموا من كافة أنحاء العالم، باستثناء ممثلين عن الحكومة اليونانية" يقول كاناكيس ويضيف: "هناك مخاوف من إغلاق الحدود بالكامل في الأيام القادمة. سنظطر لترحيلهم جميعا إلى أثينا.. لكن ماذا بعد؟ ما الذي سيحصل؟ ماهي الخطة البديلة؟".