لا يمكن معالجة أزمات الهجرة إلا بتعاون متعدد الأطراف كما يقول فليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة اللاجئين، الذي عبّر في حوار مع DW عن أمله في مواصلة الولايات المتحدة لالتزامها الإنساني في ظل قيادة الرئيس ترامب.
إعلان
DW : الحرب في سوريا تسببت في أكبر أزمة لاجئين في التاريخ الحديث. ملايين السوريين أُجبروا على الهجرة على المستويين الداخلي والخارجي. وقد عدتم بداية هذا الشهر من رحلة إلى سوريا. ما هي الأشياء الملحة لمساعدة اللاجئين داخل البلاد؟
فليبو غراندي: كلمة واحدة "السلام" . هذا هو أهم شيء. نحن المنظمات الإنسانية نشعر بنوع من التشجيع عندما نعلم بوجود محادثات حول السلام، حتى ولو أنّ من السابق لأوانه الجزم فيما إذا كانت تلك المحادثات ستُكلل بالنجاح. لكن السلام هو المفتاح.
إذا تحدثنا عن الحرب في سوريا بالنظر إلى اللاجئين، فإنه يجب علينا التفكير في حلول. من الواضح أن أحسن حل لعدد المهجرين داخل سوريا هي العودة إلى ديارهم. ولن يقدروا على ذلك إلا إذا تم إعادة بناء بيوتهم. لقد رأيت الكثير من الدمار، وإعادة البناء ليست ممكنة إلا بحلول السلام. إذن ذلك هو الجهد الذي يجب على المجتمع الدولي أن يركز عليه.
"السلام هو المفتاح"
فرضت عقوبات قاسية ضد سوريا. هل تعرقل هذه العقوبات عمل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة؟
العمل الذي نقوم به في الوقت الراهن ـ وحتى مؤسسات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات غير الحكومية والصليب الأحمر هو مبدئيا إنساني.وآمل أن يتم مراعاة ذلك من الناحية السياسية. ولكن كما سبق أن قلت يجب علينا حل هذا النزاع سياسيا لنتمكن من تجاوز كل هذه المشاكل. نحن لم نصل بعد إلى هذه النقطة. يجب علينا أن نفكر في الناس المعنيين بالنزاع ومواصلة تقديم الدعم لهم. أنا جد قلق بسبب نسيان أزمة السوريين، لأنه قلما يأتي أناس من هناك منذ بعض الأشهر لأسباب مختلفة إلى أوروبا. لا يحق لنا نسيان هؤلاء الملايين من البشر، ليس فقط اللاجئين في أوروبا، بل حتى في البلدان المجاورة لسوريا. هم في أمس الحاجة إلى مساعدة.
قبل نحو عام وعد المجتمع الدولي خلال مؤتمر في لندن بتقديم مساعدات لسوريا. ما الذي حصل بهذا الوعد؟
أعتقد أن المؤتمر في لندن كان خطوة جيدة. من جهة فيما يخص التعامل مع المساعدات الموعودة ـ وقد تم الوفاء حقيقة بغالبية الوعود المالية. ومن ناحية أخرى نظرا لنوعية المساعدة. فلم تكن فقط مساعدة إنسانية حتى ولو أنها أيضا جزء مهم. فالمساعدة كانت منسقة للتركيز على التعليم المدرسي للأطفال السوريين وإيجاد فرص عمل وهو أمر يعود بالمنفعة على اللاجئين وكذلك البلدان التي تستقبلهم. هذا مثال نموذجي، وهو خطوة جديدة في التعامل مع التهجير الجماعي. المجتمع الدولي يجب عليه الحفاظ على هذه العلاقة مع سوريا وتطبيقها على حالات أخرى للهجرة. وهي ليست موجودة فقط في سوريا. إذ يوجد الكثير من حالات اللجوء في الشرق الأوسط وفي إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم. نموذج مؤتمر لندن هو نموذج جيد. وهو بدأ يأتي مفعوله ومن المجدي تطبيقه في أماكن أخرى.
"الدعم متجذر في المجتمع بالولايات المتحدة الأمريكية"
يبدو أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لا يشعر بالالتزام كثيرا نحو المؤسسات الدولية. نحن لا نعرف كيف ينظر إلى الأمم المتحدة. هل تخشون تجفيف تمويل المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الحكومة الجديدة؟
من السابق لأوانه القول كيف ستكون القرارات الإستراتيجية للحكومة الأمريكية الجديدة فيما يتصل بالمساعدة متعددة الأطراف. لا يسعني حاليا إلا الأمل في أن تتواصل المساندة القوية القائمة منذ عقود من الولايات المتحدة الأمريكية للأمم المتحدة والمؤسسات المتعددة الأطراف. أثق في أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن التحديات التي تواجهها عالمية كما هو الشأن بالنسبة إلى الجهات الأخرى. وعليه فإنّ الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج إلى مؤسسات دولية لمواجهة هذه التحديات، بينها إشكالية اللاجئين. أود إضافة نقطة أخرى: هذا الدعم لا يأتي من سياسيين معينين. فالدعم متجذر في المجتمع الأمريكي. أنا واثق من أن هذه الحكومة التي تشعر بما يحس به الناس ويفكرون فيه ستتولى هذه المهمة وتستوعب الرد بما هو مناسب.
لو كانت لديك الفرصة للتعبير عن أمنية أمام حكومة دونالد ترامب، ما الذي كنت ستتمناه؟
أن تظل ملتزمة في التعامل مع حالات اللجوء وإيجاد الحول لها. وبالطبع فيما يتصل بالتحديات الأخرى التي يجابهها عالمنا.
أجرى المقابلة ماتياس فون هاين
الحرب تدخل طورا جديدا ـ معاناة سكان حلب المدمرة تتفاقم
المئات من المدنيين يغادرون حلب المدمرة بحثا عن ملجأ، ومنظمات إغاثة تساهم في إجلاء آخرين، فيما تدعو المعارضة لوقف لإطلاق النار يتيح خروج المدنيين. وتشير القوى الكبرى على أنها على وشك التوصل لتفاهم بشأن حلب رغم الشكوك.
صورة من: Reuters/G. Borgia
حلب ـ النزوح الجماعي هربا من الهلاك
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها تمكنت في تعاون مع الهلال الأحمر السوري من إجلاء عشرات المدنيين في شرق حلب إلى غربها، فيما مازال آخرون محاصرين تحت الجوع والمرض مع تضييق طوق الحرب عليهم. وتواصلت احتجاجات دولية للتنديد بالنظام السوري الذي لا يتيح للمدنيين مغادرة مناطق الحرب. وأبلغت دمشق أنها على وشك السيطرة على الوضع في كامل حلب.
صورة من: Reuters/Sana
مدينة أشباح مدمرة عن آخرها
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنه تم إجلاء نحو 150 مدنيا معظمهم من المعاقين أو ممن يحتاجون إلى رعاية طبية من مستشفى في حلب القديمة ليلة الخميس في أول عملية إجلاء رئيسية من شرق حلب. وأضافت أنهم حوصروا لعدة أيام بسبب اندلاع قتال قربهم ومع اقتراب خط المواجهة منهم. فيما تسود مشاهد الدمار والبؤس كل مكان.
صورة من: Reuters/A. Ismail
عملية إجلاء مدنيين
وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أن من بين من تم إجلاؤهم من مستشفى دار
الصفاء في حلب القديمة 118 مريضا نُقلوا إلى ثلاثة مستشفيات في غرب المدينة الخاضع لسيطرة الحكومة ومنهم معاقون ومرضى بأمراض عقلية وجرحي.
صورة من: Reuters/Sana
المعارضة تدعو لفتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين
دعا معارضون مسلحون في شرق مدينة حلب السورية المحاصر إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة خمسة أيام وإجلاء المدنيين والجرحى، لكنهم لم يذكروا أي إشارة على استعدادهم للانسحاب كما طلبت دمشق وموسكو. وتبقى الضحية الأولى في هذه الحرب هم الأطفال والنساء والعجزة. الصورة طفل يطل من مخبأ تحت الأرض.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Al-Doumy
تقدم الجيش النظامي وحلفائه في حلب
أفادت تقارير إخبارية أن الجيش السوري تمكن من استعادة 15 حيا جديدا بشرق حلب، ليرتفع العدد العام للأحياء المسترجعة من المعارضة المسلحة هناك إلى 50. ونقل موقع "روسيا اليوم" عن وزارة الدفاع أن الجيش السوري استطاع عموما، بعد التقدم الذي أحرزه من بسط السيطرة الكاملة على 70 بالمائة من أراضي شرق حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حلب، جوع وخوف مع اشتداد طوق القتال
قالت سوريا وروسيا التي تدعم الرئيس بشار الأسد إنهما تريدان أن يغادر مقاتلو المعارضة حلب ولن تدرسا وقفا لإطلاق النار ما لم يتحقق ذلك. وتريد المعارضة فك الحصار عن المدنيين ليتمكنوا من الحصول على المواد الغذائية والطبابة بعد حصار طويل. الصورة طفلة تحصل على رغيف خبز به سلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/Y. Karwashan
هول الحرب مستمر دون توقف
قال أحد سكان حلب ولوكالة رويتر إن "الوضع مأساوي منذ فترة طويلة لكنني لم أشاهد من قبل مثل هذه الضغوط على المدينة. لا يمكنك أن تستريح حتى لخمس دقائق. القصف مستمر." وأضاف: "أي حركة في الشوارع يعقبها قصف على الفور."
الصورة صاروخ لم ينفجر يتم تفكيك أجزائه.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الخوف من التصفية ـ أين الملاذ؟
والخيارات قاتمة أمام كثير من المدنيين المحاصرين في حلب أمام تقدم الجيش النظامي وحلفائه، إذ يحتمل اعتقال الرجال في سن القتال سواء ظلوا في أماكنهم أو توجهوا إلى أحياء تخضع للحكومة. وقال أبو يوسف البالغ من العمر 34 عاما: "لكن لا يوجد مجال للخروج والقصف لا يحتمل... نشعر بخوف شديد سمعنا أمس أن النظام ألقى القبض على كل الشبان الذين وجدوهم" في المناطق التي سيطر عليها.
صورة من: Reuters/Sana
مطالبة في برلين بوقف قصف حلب
يبدو النظام السوري الذي يتلقى المساعدة من روسيا وإيران أقرب إلى النصر من أي وقت مضى في حلب. ويصر النظام على كسر شوكة المعارضة الشعبية المسلحة في حرب قتلت مئات الآلاف وشردت أكثر من نصف سكان سوريا وأوجدت أسوأ أزمة لاجئين في العالم. الصورة: محتجون أمام السفارة الروسية في برلين يطالبون بوقف قصف حلب.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
محادثات أمريكية روسية دون تحقيق لوقف إطلاق النار
التقى وزير الخارجية سيرغي لافروف بنظيره الأمريكي جون كيري مجددا لبحث "الجهود متعددة الأطراف الجارية للتوصل إلى وقف الأعمال القتالية في حلب بالإضافة إلى توصيل المساعدات الإنسانية" للمدنيين هناك. ويبدو أن نهاية معركة حلب ستحول مجرى الحرب في كل سوريا خاصة فيما يتعلق بتركيا التي أكدت أن نظام الأسد يرتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.