مقاضاة داعشية ألمانية لتورطها في استعباد وقتل طفلة
٢٨ ديسمبر ٢٠١٨
قال الادعاء العام الألماني إن ألمانية داعشية ستمثل أمام محكمة بتهمة الانضمام لصفوف داعش وارتكابها جرائم حرب إثر تورطها في مقتل طفلة من سبايا التنظيم المتشدد اشترتها مع زوجها في العراق.
إعلان
أعلنت النيابة العامة الفدرالية الألمانية الجمعة (28 كانون أول/ ديسمبر 2018) أن شابّة ألمانية انضمّت لصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق تلاحق بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" لدورها خصوصاً في مقتل طفلة من سبايا التنظيم الجهادي اشترتها مع زوجها.
وانضمت جنيفر (27 عاماً) في أيلول/ سبتمبر 2014 إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسرعان ما تمّت ترقيتها في صفوفه، بحسب النيابة العامّة. والتحقت الشابة بين حزيران/ يونيو وأيلول/ سبتمبر 2015 بشرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التنظيم المتطرّف في مدينتي الفلّوجة والموصل. وتحرص هذه الشرطة على أن تحترم النساء القواعد التي يمليها التنظيم. وكان أفرادها يتجوّلون ببنادق وسترات ناسفة. ويُعتقد أنّ الشابّة تقاضت ما بين 70 و100 دولار شهرياً.
وتعتقد النيابة العامة أن الشابة الألمانية اشترت في صيف 2015 مع زوجها طفلة في الخامسة من العمر من سبايا التنظيم الجهادي بقصد استعبادها، لكنّ الفتاة "أصيبت بمرض ولطّخت فراشها" بحسب مكتب المدّعي العام. ولمعاقبتها كبّل زوج جنيفر الطفلة بسلاسل تحت شمس حارقة دون مياه حتى ماتت، وكلّ هذا من دون أن تتدخل زوجته لإنقاذها.
برنامج لتأهيل أطفال الإيزيدية المحررين من تنظيم "داعش"
01:47
واعتقلت جنيفر في كانون الثاني/ يناير 2016 في أنقرة لدى خروجها من السفارة الألمانية التي قصدتها لتجديد أوراقها الثبوتية. ورحّلتها السلطات التركية إلى بلدها. وفي صيف 2018 حاولت مغادرة ألمانيا إلى سوريا لكنّها أوقفت في 29 حزيران/ يونيو وسجنت. ولم يحدّد تاريخ المحاكمة التي قد تتعرّض في نهايتها لعقوبة السجن المؤبد.
ح.ع.ح/ ع.خ (أ.ف.ب)
محنة الأقلية الأيزيدية في العراق ـ في صور
تسكن الأقلية الإيزيدية بالعراق وسوريا، ولعدة قرون تعرضت للاستهداف بسبب معتقداتها الدينية. أكبرها كان عام 2014، حين هاجمت "الدولة الإسلامية" القرى الإيزيدية في العراق، وارتكبت مجازر وُصفت بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: altreligion.about.com
تاريخ من الاضطهاد
على مدى مئات السنين، اضطُهدت الأقلية الإيزيدية بسبب بعض معتقداتها الدينية، حيث تجمع الإيزيدية بين الزرادشتية والمانوية والمسيحية والإسلام. على مدار التاريخ، تعرض الإيزيديون للقتل أو الإجبار على التحويل إلى دياناتٍ أخرى ووصل الحد إلى استعبادهم. ورغم أن الأقلية الإيزيدية، الناطقة باللغة الكردية، قد تعرضت للاضطهاد من قبل، خاصةً في العراق، إلا أن ما حدث عام 2014 كان بمثابة تحول مأساوي في تاريخها.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/D. Honl
إبادة جماعية
في عام 2014، شنّ تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوماً كبيراً على مناطق واسعة من العراق وسوريا، وسيطر التنظيم في وقتها على مساحات شاسعة من الأراضي، وعاث فسادً في مناطق مثل جبل سنجار، موطن أجداد الإيزيديين. قتل التنظيم في وقتها أكثر من 5000 شخص واختطف ما يصل إلى 10 آلاف شخص، كثير منهم من الأطفال، والنساء، ووصفت الأمم المتحدة الحدث بأنه "إبادة جماعية".
صورة من: picture-alliance/abaca/Depo Photos/Y. Akgul
العبودية والسبي
قام تنظيم "الدولة الإسلامية" بـ"سبي" مئات الفتيات والنساء في أعقاب الاعتداء، وعرضوهن في ما يسمى "سوق النخاسة"، فباعوا النساء الإيزيديات واشتروهن كـ"سبايا"، وأنشأوا قاعدة بيانات لجميع النساء، بما في ذلك صور لهنّ، لتوثيق من اشتراهنّ ولضمان عدم هروبهن. وبينما تمكنت عشرات من النساء من الهرب والنجاة، ما زالت مئات آخريات في عداد المفقودات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Alleruzzo
المفقودون
ما زال الآف الرجال والنساء والأطفال من الإيزديين في عداد المفقودين. فيما يتهم البعض السلطات العراقية بأنها لم تقم بخطوات جدية للعثور على المفقودين، بعد عمليات تحرير الموصل في كانون الأول/ ديسمبر 2017. ويخشى الإيزيديون أن يبقى مصير ما يقارب 3000 إيزيدي مجهولًا إلى أجلٍ غير مسمى.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/G. Romero
الشتات
في أعقاب هجوم تنظيم "الدولة الإسلامية" المتشدد على الإيزيديين، فر العديد منهم إلى الدول المجاورة أو إلى أوروبا وخارجها. وبينما وجدت بعض الأسر ملجأ خارج بلدها، أُجبر آخرون على البقاء في مخيمات في كردستان العراق. تساعد الأمم المتحدة في إعادة بناء منازل الإيزيديين في موطن أجدادهم، لكن الكثيرين لازالوا يعتقدون بأن "داعش" يشكل تهديدًا على وجودهم.
صورة من: picture-alliance/abaca/Deop Photos/Y. Akgul