خطة ترامب لغزة تخلق واقعا جديدا في الشرق الأوسط. ويرى خبراء أنه لم يتبق لإيران سوى خيارات قليلة، بعد عجز الميليشيات المدعومة منها عن منع اندلاع الحرب ضد طهران. لكن طهران "تعاني من فقد القدرة على اتخاذ القرارات".
كشفت الحرب التي استمرت اثني عشر يوما في يونيو عن نقاط الضعف في الدفاع الإيراني. تم عرض سيارة الإسعاف هذه التي احترقت خلال الحرب لإظهار "خسة الأعداء"صورة من: IMAGO/ZUMA Press Wire
إعلان
"إسرائيل ليست مهتمة بتصعيد التوترات مع طهران"، هكذا صرح فلاديمير بوتين في 9 أكتوبر/ تشرين الأول في طاجيكستان لوكالة الأنباء الروسية تاس. مضيفا أن روسيا تحافظ على "علاقات ثقة مع إسرائيل" وتتلقى إشارات "بأن إسرائيل ليست مهتمة بأي مواجهة". وأضاف بوتين أن طهران أيضا تريد "العمل من أجل السلام"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن إيران "لا يجوز لها امتلاك أسلحة نووية".
ويقول أرمان محمديان، الخبير في الشؤون الدولية إن "مسألة ما إذا كانت رسالة إسرائيل صادقة أم خدعة استراتيجية أم جزء من المصالح الروسية الخاصة، فهذا لا يزال مفتوحا". وأضاف محمديان أن "وسائل الإعلام الإيرانية أفادت بأن إيران اشترت طائرات مقاتلة روسية من طراز سوخوي سو35. وإذا قامت روسيا بالفعل بتسليم هذه الطائرات فسيكون ذلك بمثابة إشارة دعم لطهران على الرغم من الحرب في أوكرانيا".
وأضاف الأستاذ في جامعة جنوب فلوريدا: "من المحتمل أن نتنياهو يحاول إقناع موسكو بعدم تسليم الطائرات المقاتلة، ولذلك أعلن أنه لا يريد مهاجمة ايران. لا أعرف ما إذا كان نتنياهو يريد أن يلعب مع بوتين ألعابا تكتيكية. يعرف الاثنان بعضهما البعض منذ سنوات، ويؤكد بيبي (نتنياهو) بنفسه في مذكراته أنه يجب أن يكون المرء صريحا دائما مع بوتين".
حرب كشفت نقاط الضعف
كشفت الحرب التي استمرت 12 يوما في يونيو/حزيران الماضي نقاط ضعف سلاح الجو الإيراني عندما شنت إسرائيل هجمات جوية على العديد من الأهداف في إيران. وانضمت الولايات المتحدة إلى الحرب وقصفت منشآت نووية إيرانية. وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي أن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية كانت "خطوات مهمة على طريق التوصل إلى اتفاق في قطاع غزة".
الميليشيات المسلحة.. هل سينتهي عصرها في الشرق الاوسط؟
32:43
This browser does not support the video element.
تعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني تهديدا وجوديا. ولا تعترف القيادة الإيرانية بإسرائيل وتهدد بانتظام بتدميرها.
ودعا ترامب إيران إلى تغيير مسار سياستها الخارجية وقال في الكنيست: "ليس هناك ما هو أفضل للمنطقة من أن تنبذ إيران الإرهابيين وتعترف بحق إسرائيل في الوجود". وأعلن لاحقا في مصر أنه سيرفع العقوبات إذا كانت طهران مستعدة للتفاوض. وقد دُعيت إيران إلى الاجتماع في شرم الشيخ لكنها لم تحضر.
حالة مزمنة من عدم القدرة على اتخاذ القرارات
يرى خبير إيران والاتصالات موجتبا نجفي، المقيم في باريس أن هذا يعبر عن نظام "فقد قدرته على اتخاذ القرارات". فهو يواجه أزمات معقدة ويظل عاجزا عن تجاوز الحواجز الأيديولوجية التي تعوق الدبلوماسية.
وفي حواره مع DW تحدث نجفي عن "براغماتية متأخرة" : فمنذ تأسيسها في عام 1979 لا تلجأ الجمهورية الإسلامية إلى نهج أكثر عقلانية إلا عندما يكون الوقت قد فات.
كما انتقدت وسائل الإعلام الإيرانية هذا القرار. وذكّر المعلقون بأن إيران نفسها تفاوضت مع صدام حسين الذي هاجم إيران في عام 1980، مما أدى إلى اندلاع حرب دامت ثماني سنوات وأسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص.
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل باغائيفي 14 أكتوبر/ تشرين الأول بقوله: "اللعب على الساحة الدولية لا يقتصر على التواجد المادي". مضيفا أن "إنهاء حرب غزة هو أولوية قصوى بالنسبة لإيران والطريق الدبلوماسي لا يزال مفتوحا".
بعد المواجهة الإسرائيلية الإيرانية.. أي انعكاسات على إفريقيا؟
20:39
This browser does not support the video element.
"وقف إطلاق النار في غزة له مزايا وعيوب بالنسبة لإيران"، يقول أرمان محمديان. ويضيف أن "الميزة هي أن القضية التي أدت إلى تفاقم الصراع بين إيران وإسرائيل وهي الوضع في فلسطين وقطاع غزة قد أُزيلت من على الطاولة في الوقت الحالي. من ناحية أخرى إذا أدى ما يُسمى بنموذج غزة إلى نزع سلاح حماس فقد يتم تطبيقه أيضا على حزب الله في لبنان من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بدعم من الدول العربية".
إعلان
محور مقاومة معطل؟
ينتمي حزب الله الشيعي في لبنان إلى "محور المقاومة" المدعوم من إيران وهو شبكة من الميليشيات في المنطقة نشأت ردا على مصطلح "محور الشر" الذي صاغه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.
تعتبر القيادة في طهران نفسها جوهر "المقاومة الحقيقية للإمبريالية والاحتلال". لكن ما يسمى بـ "محور المقاومة" لم يكلف إيران مئات المليارات من الدولارات فحسب، بل عزلها دوليا أيضا.
بعد الاغتيال الممنهج لعدة شخصيات رئيسية من بينها الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وزعيم حزب الله حسن نصر الله وأخيرا سقوط بشار الأسد في سوريا عام 2024 انهارت هذه الشبكة تقريبا.
"سوريا ضاعت. هنية قُتل في طهران. حزب الله تم القضاء عليه. في ظل هذه الظروف هل لا يزال بإمكاننا التحدث عن النصر والردع؟" يتسائل الخبير الدفاعي مهدي موتاهارنيا، الأستاذ السابق في جامعة سيد شيرازي في مقابلة مع منصة أزاد في طهران في بداية العام. ويجيب: "هذه الاستراتيجية لم تعد ناجحة".
هذه الانتقادات أصبحت الآن شائعة في إيران. فقد صرح رئيس لجنة الأمن القومي السابق في البرلمان، هشمات الله فلاحاتبيشه في 14 أكتوبر/ تشرين الأول على منصة "اكس" أن "85 % من الإيرانيين سيصوتون في استفتاء لإنهاء التوترات مع العالم. لقد خسرنا أكثر من 700 مليار دولار بسبب الصراع مع إسرائيل والغرب. كان تحويل الحرب العربية الإسرائيلية إلى حرب إيرانية إسرائيلية أكبر كذبة في تاريخ الجمهورية الإسلامية".
يورانيوم إيران المخصب.. مصير غامض ومعلومات متضاربة
33:31
This browser does not support the video element.
الاستثمارات في سلاح الجو
أظهرت حرب الاثني عشر يوما عجز الميليشيات المدعومة من إيران عن منع اندلاع حرب مباشرة مع إيران. ويقول أرمان محمديان إن طهران أدركت أن هذه الميليشيات لم تلعب أي دور.
وحتى لو لم تتغير الإرادة السياسية فإن الظروف في المنطقة قد تغيرت. "حتى لو كان لدى إيران موارد مالية كافية فإنها لا تستطيع تقديم دعم عسكري في الوقت الحالي لأن سوريا لم تعد جسرا لطهران".
لذلك ستحاول إيران تعزيز قدراتها العسكرية في البلاد ولا سيما سلاحها الجوي بطائرات مقاتلة حديثة من الصين أو روسيا. ومن المرجح أن يشمل ذلك صواريخ ذات مدى أطول من شأنها أن يكون لها تأثير رادع.
" ومع ذلك من الصعب التنبؤ بالقرارات السياسية التي ستتخذها طهران فيما يتعلق بعرض ترامب للتفاوض"، يقول الخبير في الشؤون الدولية. "أهم وسيلة ضغط في المفاوضات المحتملة تظل حوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة الذي لا يعرف الغرب حتى الآن مكانه بالضبط".
أعده للعربية: م.أ.م
الضربة الإسرائيلية.. محطة كبرى في التصعيد بين إسرائيل وإيران حول الملف النووي
تطورت لعبة القط والفأر حول البرنامج النووي الإيراني، حيث قررت إسرائيل اليوم التدخل لوقف تطوره. منذ نهاية خمسينات القرن الماضي انطلق، ثم جاءت القطيعة مع وصول الخميني للحكم لتتوالى فصول الترغيب والترهيب بين الغرب وطهران.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Iranian Presidency Office/M. Berno
ضربات إسرائيلية في قلب إيران لوقف تطور برنامجها النووي
يثير البرنامج النووي الإيراني منذ عقود قلقاً كبيراً لدى عدد من الدول الغربية ودول المنطقة، وعلى رأس هذه الدول إسرائيل، التي استهدفت مؤخراً عدة منشآت نووية إيرانية للحد من النمو المتسارع للبرنامج الإيراني، ومنع طهران من حيازة سلاح نووي رغم نفي الأخيرة طوال عقود أن يكون هذا هو هدفها، وتأكيدها المستمر أن أغراض برنامجها سلمية.
صورة من: Don Emmert/AFP/Getty Images
استهداف منشآت لتخصيب اليورانيوم وتصفية القادة
الضربة الإسرائيلية شملت منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، كما تم تنفيذ عمليات اغتيال لعدد من كبار القادة العسكريين أدت لمقتل قائد أركان القوات المسلحة محمد باقري، فضلا عن قائد الحرس الثوري حسين سلامي والقيادي البارز في الحرس غلام علي رشيد، كما قتل ستة من العلماء الإيرانيين، بينهم محمد مهدي طهرانجي وفريدون عباسي.
صورة من: Atomic Energy Organization of Iran/AP/picture alliance
البداية النووية
كان العام 1957، بداية البرنامج النووي الأيراني حين وقع شاه إيران اتفاق برنامج نووي مع أمريكا، ليتم الإعلان عن "الاتفاق المقترح للتعاون في مجال البحوث ومجال الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية" تحت رعاية برنامج أيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي1967، أسس مركز طهران للبحوث النووية. لكن توقيع إيران معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في 1968، جعلها تخضع للتفتيش والتحقيق من قبل الوكالة الدولية للطاقة.
صورة من: gemeinfrei
إنهاء التدخل الغربي في البرنامج النووي
الإطاحة بحكم الشاه وقيام جمهورية إسلامية في إيران سنة 1979، جعلت أواصر العلاقات بين إيران والدول الغربية موسومة بقطيعة، فدخل البرنامج النووي في مرحلة سبات بعد انسحاب الشركات الغربية من العمل في المشاريع النووية وإمدادات اليورانيوم عالي التخصيب؛ فتوقف لفترة برنامج إيران النووي .
صورة من: Getty Images/Afp/Gabriel Duval
البحث عن حلول
سمح خميني عام 1981 بإجراء بحوث في الطاقة النووية. وفي 1983، تعاونت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية لمساعدة طهران على الصعيد الكيميائي وتصميم المحطات التجريبية لتحويل اليورانيوم، خاصة في موقع أصفهان للتكنولوجيا النووية، لكن الموقف الغربي عموما كان رافضا لمثل هذا التعاون. ومع اندلاع الحرب بين إيران والعراق تضرر مفاعل محطة بوشهر النووية فتوقفت عن العمل.
صورة من: akairan.com
روسيا تدخل على الخط، والصين تنسحب!
في التسعينات تم تزويد إيران بخبراء في الطاقة النووية من طرف روسيا. وفي 1992، انتشرت مزاعم في الإعلام الدولي بوجود أنشطة نووية إيرانية غير معلنة، مما جعل إيران تستدعي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة المنشآت النووية، وخلصت التفتيشات حينها إلى أن الأنشطة سلمية. في 1995، وقعت إيران مع روسيا عقدا لتشغيل محطة بوشهر بالكامل، في حين انسحبت الصين من مشروع بناء محطة لتحويل اليورانيوم.
صورة من: AP
إعلان طهران وزيارة البرادعي لإيران
طلبت الوكالة الدولية، في 2002، زيارة موقعين نوويين قيل أنهما غير معلنين، لكن إيران لم تسمح بذلك حتى مرور ستة أشهر على شيوع الخبر. وفي 2003، زار محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران للحصول على إيضاحات في ما يخص استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم، واصدرت الوكالة تقريرا سلبيا تجاه تعاون إيران.
صورة من: AP
شد وجذب
أصدرت الوكالة الدولية، في 2004، قرارا يطالب إيران بالإجابة عن جميع الأسئلة العالقة، وبتسهيل إمكانية الوصول الفوري إلى كل المواقع التي تريد الوكالة زيارتها، وبتجميد جميع الأنشطة المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بمستوى يتيح إنتاج الوقود النووي والشحنة الانشطارية. لكن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وبعد انتخابه، عمل على تفعيل البرنامج النووي ولم يكترث للتهديدات الغربية، كما أسس مفاعل "أراك" للماء الثقيل.
صورة من: AP
فصل جديد
في 2006، صوت أعضاء الوكالة الدولية على إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن، الذي فرض حظرا على تزويد إيران بالمعدات اللازمة لتخصيب اليورانيوم وإنتاج صواريخ بالستية. وردت إيران على هذا الإجراء بتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي وجميع أشكال التعاون الطوعي. وفي نفس السنة، أعلن الرئيس الإيراني؛ أحمدي نجاد، عن نجاح بلده في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3,5 بالمائة. الصورة لوفد قطر أثناء التصويت على القرار.
صورة من: AP
مفاعلات نووية سرية
في عام2009 ، تحدث بعض المسؤولين الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين، عبر وسائل الاعلام، عن قيام إيران ببناء مفاعل نووي في ضواحي مدينة قم، كما قال هؤلاء بأنه تحت الأرض ويبنى بكل سرية، دون أن تخبر به إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين نفت طهران ذلك واعتبرته مجرد ادعاءات.
صورة من: AP
على مشارف حل
في عام 2014، تم الاتفاق على وقف تجميد الولايات المتحدة لأموال إيرانية قدرت بمليارات الدولارات، مقابل توقف إيران عن تحويل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة إلى وقود. وفي نفس السنة، قامت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية باجراء تعديلات على منشأة "أراك" لضمان إنتاج حجم أقل من البلوتونيوم.
صورة من: ISNA
الاتفاق التاريخي
في عام 2015، وبعد سلسلة من الاجتماعات، في فيينا، أعلن عن التوصل لاتفاق نهائي؛ سمي اتفاق إطار، بخصوص برنامج إيران النووي. الاتفاق جمع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا بإيران. وكان من المرجح أن ينهي هذا الاتفاق التهديدات والمواجهة بين إيران والغرب.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Wilking
طموحات حدها الاتفاق!
كان باراك أوباما، الرئيس الأمريكي السابق، واحدا من رؤساء الدول المتفقة مع إيران، فيما يخص البرنامج النووي، من الذين رأوا في الخطوة ضمانا لأمن العالم، بالمقابل قال نظيره الإيراني؛ حسن روحاني، إن بلاده حققت كل أهدافها من خلال الاتفاق. لكن الأمور لم تعرف استقرارا، خاصة مع رغبة إيران في تطوير برنامجها نووي، دون أن تلفت اليها الأنظار.
صورة من: Getty Images/A. Burton/M. Wilson
أمريكا تنسحب
آخر التطورات في الاتفاق النووي، كانت يوم الثلاثاء 8 أيار/مايو 2018، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرار الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، متعهداً بأن تفرض بلاده "أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني". وفي هذا الصدد، عبرت طهران عن عدم رغبتها في الدخول في جولات جديدة من المفاوضات الشاقة مع أمريكا.
صورة من: Imago/Zumapress/C. May
شروط أي "اتفاق جديد"
بعد الانسحاب الأميركي، أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو 12 شرطاً أميركياً للتوصل إلى "اتفاق جديد". وتضمنت هذه الشروط مطالب شديدة الصرامة بخصوص البرنامج النووي وبرامج طهران البالستية ودور إيران في الشرق الأوسط. وهدّد بومبيو إيران بالعقوبات "الأقوى في التاريخ" إذا لم تلتزم بالشروط الأميركية.
صورة من: Getty Images/L. Balogh
واشنطن تشدد الخناق
فرضت إدارة ترامب أول حزمة عقوبات في آب/أغسطس ثم أعقبتها بأخرى في تشرين الثاني/نوفمبر. وشملت هذه العقوبات تعطيل معاملات مالية وواردات المواد الأولية إضافة إلى إجراءات عقابية في مجالي صناعة السيارات والطيران المدني. وفي نيسان/أبريل من عام 2019، أدرجت الولايات المتحدة الحرس الثوري الإيراني على لائحتها السوداء لـ"المنظمات الإرهابية الأجنبية"، وكذلك فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية للحرس الثوري.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
أوروبا تغرد خارج السرب
في 31 كانون الثاني/يناير 2019، أعلنت باريس وبرلين ولندن إنشاء آلية مقايضة عرفت باسم "إنستكس" من أجل السماح لشركات الاتحاد الأوروبي بمواصلة المبادلات التجارية مع إيران رغم العقوبات الأميركية. ولم تفعل الآلية بعد، كما رفضتها القيادة العليا في إيران. وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أكدت على "مواصلة دعمنا الكامل للاتفاق النووي مع إيران، وتطبيقه كاملاً"، داعية إيران إلى التمسك به.
صورة من: Reuters/S. Nenov
طهران ترد
في أيار/مايو الماضي، قررت طهران تعليق بعض تعهداتها في الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015 مع الدول الكبرى بعد عام على القرار الأميركي الانسحاب من الاتفاق. وحذرت الجمهورية الإسلامية من أنها ستستأنف تخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من المسموح بها في الاتفاق خلال 60 يوماً، إذا لم يوفر لها الأوروبيون الحماية من العقوبات الأمريكية. مريم مرغيش/خالد سلامة