مقتل أكثر من 50 شخصا بصاروخ روسي في أوكرانيا وغوتيريش يندد
٥ أكتوبر ٢٠٢٣
قتل أكثر من خمسين شخصا من بينهم مدنيين بصاروخ تقول السلطات الأوكرانية إنه روسي. القتلى كانوا يحضرون حفل تأبين في مقهى ومتجر، روسيا لم تعلق على الحادث. فيما وصف الهجوم بالأكثر دموية منذ اندلاع الحرب.
إعلان
قال مسؤولون أوكرانيون إن صاروخا روسيا استهدف مقهى ومتجرا في قرية في شمال شرق البلاد اليوم الخميس (الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 2023) مما أسفر عن مقتل 51 على الأقل لدى تجمعهم في مراسم لتأبين من رحلوا من ذويهم.
وذكر أوليه سينيهوبوف حاكم منطقة خاركيف إن مقهى ومتجرا تعرضا للاستهداف بعد ظهر اليوم الخميس في قرية هروزا بمنطقة كوبيانسك في خاركيف وتحولا إلى حطام وأنقاض، مضيفا أن كثيرا من المدنيين كانوا هناك وقتها.
وأفاد إيهور كليمينكو وزير الداخلية الأوكراني بأن سكان القرية الصغيرة الذين يبلغ عددهم نحو 330 كانوا يقيمون مراسم تأبين في المقهى حينما تعرض للهجوم. وقال كليمينكو للتلفزيون الأوكراني "حضر هذ التجمع أفراد من كل أسرة ومن كل منزل. هذه مأساة مروعة".
ونُقل سبعة مصابين إلى المستشفى أيضا بعد الهجوم الذي بدا أنه أكثر هجمات روسيا على منطقة سكنية تدميرا وإسقاطا للقتلى والمصابين منذ أسابيع.
وندد الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش بالهجوم الروسي، وقال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في نيويورك ان "الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية يحظرها القانون الانساني الدولي ويجب ان تتوقف فورا". كما دانت منسّقة أوكرانيا في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) دينيس براون الضربة المنسوبة إلى روسيا.
وقالت براون إنها "شعرت بالفزع"، مضيفة أن الصور من مكان الغارة "مروعة للغاية". وأضافت في بيان "إن تنفيذ هجوم عمدا ضد مدنيين أو أهداف مدنية جريمة حرب".
ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن متحدثة باسم المجلس الإقليمي قولها إن هذا الهجوم هو الأكثر دموية منذ بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير 2022.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يحضر قمة للزعماء الأوروبيين في إسبانيا "ينبغي إيقاف الإرهاب الروسي". وكتب في منشور على تطبيق تيليغرام للتراسل "نحن الآن نتحدث مع زعماء أوروبيين، بالتحديد حول تعزيز دفاعنا الجوي وحول تعزيز جنودنا وحول توفير حماية لبلادنا من الإرهاب".
ولم تعلق موسكو على الأحداث في هروزا. وتنفي روسيا مرارا استهداف المدنيين عمدا.
واعتبر مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك إن الهجوم "لا ينطوي على أي منطق عسكري". وأضاف "هذا تذكير لكل من يرغب في الابتسام ومصافحة مجرم الحرب بوتين في المؤتمرات الدولية"، في إشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتابع "تذكير لكل من يريد بيع شيء ما لروسيا والعودة إلى العمل الدامي كالمعتاد"، مضيفا أن "روسيا بوتين شرّ حقيقي". عدد المفقودين الأوكران؟
من جانب آخر أعلنت الحكومة الأوكرانية أن أكثر من 26 ألف أوكراني، من بينهم 15 ألف عسكري، فقدوا منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022. وقال نائب وزير الداخلية ليونيد تيمتشنكو للتلفزيون الوطني إن بين المفقودين "11 ألف مدني وحوالى 15 ألف عسكري". وأفادت الناطقة باسم الوزارة ماريانا ريفا أن هذه التقديرات الأولية ترتبط فقط بأوكرانيين يمكن "التحقق رسميا" من بياناتهم، مشيرة إلى أن "هذا الرقم يمكن أن يرتفع أكثر". ولم تتضح ظروف اختفاء هؤلاء.
لم تكشف أوكرانيا عن الأعداد الكاملة لخسائرها البشرية جراء الحرب مع روسيا. وإن كانت السلطات تعلن عن عدد القتلى المدنيين جراء الهجمات الروسية يوميا، إلا أنه لا يتم الكشف إطلاقا عن الخسائر العسكرية.
وقدّرت "نيويورك تايمز" مؤخرا بأن 70 ألف جندي أوكراني قتلوا وما بين 100 ألف إلى 200 ألف جرحوا منذ بدء الغزو، وذلك عن نقلا عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم.
ع.خ/ ع.ش (رويترز، أ ف ب)
قتال لم يقع مثله في أوروبا منذ 1945- محطات من الغزو الروسي لأوكرانيا
في نزاع لم تشهد له أوروبا مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية، تتواصل المعارك الشرسة بين الغزاة الروس وبين الأوكرانيين. وبحسب تقديرات يزيد عدد قتلى وجرحى الحرب في كلّ معسكر عن 150 ألف شخص.
صورة من: Zohra Bensemra/REUTERS
بوتين يناقض نفسه ويبدأ الهجوم على أوكرانيا
بعد شهور من التوتر والجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فجر الخميس 24 شباط/ فبراير 2022، ما أسماه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا. وكان الكرملين قد سبق ونفى مراراً التقارير الغربية حول نية بوتين في غزو أوكرانيا. وقد بدأ الغزو واسع النطاق بضربات جوية في جميع أنحاء أوكرانيا، ودخلت القوات البرية من الشمال من بيلاروسيا حليفة موسكو، ومن الشرق والجنوب.
صورة من: Ukrainian Police Department Press Service/AP/picture alliance
نزوح ملايين الأوكرانيين هرباً من الحرب
مع بداية الهجمات الروسية بدأت موجة نزوح الأوكرانيين من مناطق القتال. ونزح نحو 5.9 مليون شخص داخلياً بسبب الحرب الروسية العام الماضي. كما فر الملايين إلى خارج أوكرانيا، وفقاً لتقرير مركز مراقبة النزوح الداخلي ومقره جنيف (الخميس 11 مايو/ أيار 2023). ومعظم النازحين هم من النساء والأطفال وكبار السن وغير القادرين على القتال.
صورة من: Andriy Dubchak/AP/picture alliance
محاولة فاشلة للسيطرة على العاصمة كييف
في غضون أيام، سيطرت القوات الروسية على ميناء بيرديانسك الرئيسي والعاصمة الإقليمية خيرسون القريبة من البحر الأسود، إضافة لعدة بلدات حول كييف في وسط شمال البلاد. لكن محاولتها السيطرة على كييف اصطدمت بمقاومة القوات الأوكرانية ومن ورائها الرئيس فولوديمير زيلينسكي الذي تحول إلى قائد حربي. وفي الثاني من نيسان/ أبريل 2022، أعلنت أوكرانيا تحرير منطقة كييف بأكملها بعد "الانسحاب السريع" للقوات الروسية.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
كليتشكو من نزال الملاكمة إلى قتال المعارك
هب الأوكرانيون للدفاع عن بلادهم، فإضافة إلى القوات العسكرية كان هناك المتطوعون المدنيون من كافة الأطياف. هنا مثلاً بطل العالم السابق في الملاكمة فيتالي كليتشكو، عمدة كييف، وقد ارتدى سترة عسكرية خلال تواجده على الأرض لمشاركة أهل بلده في صد الغزو الروسي. كما تطوع أيضاً شقيقه الأصغر وبطل العالم السابق في الملاكمة فلاديمير كليتشكو للقتال. كما وظّف الشقيقان شهرتهما لكسب التعاطف العالمي مع قضية بلدهما.
صورة من: Sergei Supinsky/AFP
توالي العقوبات الغربية على روسيا
اتخذ الغرب، خصوصاً الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مسار فرض عقوبات على روسيا، سواء في استيراد البضائع والطاقة منها أو تصدير التكنولوجيا إليها أو مصادرة أموال رجال أعمال مرتبطين بالكرملين. وفي قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في بافاريا الألمانية (يونيو/حزيران 2022)، اتخذت المجموعة، التي تضم ألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا واليابان وبريطانيا، قرارات بتوسيع العقوبات على روسيا.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
مساعدات عسكرية مكنت أوكرانيا من الصمود
وأعلنت دول غربية عديدة على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم مساعدات عسكرية بالمليارات لأوكرانيا. فقدمت واشنطن أسلحة ومعدات في 2022 بقيمة 22.9 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الأولى بين الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا، فيما حلت بريطانيا بالمركز الثاني خلال 2022 بمساعدات بقيمة 4.1 مليار يورو. أما ألمانيا فقدمت في العام نفسه 2.3 مليار يورو، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة بين داعمي أوكرانيا عسكرياً.
صورة من: Polish Chancellery of Prime Ministry/Krystian Maj/AA/picture alliance
اتهامات بجرائم حرب مروعة في بوتشا
في بلدة بوتشا التي دمرتها المعارك، عُثر في الشوارع على جثث مدنيين أعدموا بدم بارد. لاحقاً عُثر على جثث مئات المدنيين حمل بعضها آثار تعذيب في مقابر جماعية في المدينة الصغيرة الواقعة على مشارف كييف. وأثارت صور هذه المجازر المنسوبة لروسيا استياء الغرب والأمم المتحدة وتعددت الاتهامات بارتكاب جرائم حرب، رغم نفي موسكو.
صورة من: Carol Guzy/Zuma Press/dpa/picture alliance
حصار ماريوبول وسقوط آزوفستال
في 21 أبريل/نيسان 2022، أعلن الكرملين دخول ماريوبول، الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف. سمحت السيطرة على ماريوبول لروسيا بضمان التواصل بين قواتها من القرم والمناطق الانفصالية في دونباس. لكن حوالي ألفي مقاتل أوكراني واصلوا القتال متحصنين في متاهة مصنع آزوفستال تحت الأرض مع ألف مدني. قاوم المقاتلون حتى آخر طلقة. وقالت كييف إن 90% من ماريوبول دُمرت وقُتل فيها ما لا يقل عن 20 ألف شخص.
صورة من: Peter Kovalev/TASS/dpa/picture alliance
يوم تاريخي في خيرسون
في بداية سبتمبر/أيلول 2022، أعلن الجيش الأوكراني هجوماً مضاداً في الجنوب، لكنه حقق اختراقًاً خاطفًاً للخطوط الروسية في الشمال الشرقي وأرغم الجيش الروسي على الانسحاب من منطقة خاركيف. في أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت موسكو بإجلاء السكان وإدارة الاحتلال من خيرسون. وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني بعد يومين من انسحاب القوات الروسية، استعادت كييف السيطرة على المدينة في "يوم تاريخي" كما وصفه الرئيس زيلينسكي.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
مذكرة توقيف بحق بوتين وروسيا ترد
في مارس/ أذار 2023، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على خلفية ترحيل أطفال أوكرانيين بشكل غير قانوني. وقالت كييف إنه تم ترحيل أكثر من 16 ألف طفل أوكراني إلى روسيا. وأصدرت المحكمة أيضاً مذكرة مماثلة بحق مفوضة حقوق الأطفال في روسيا ماريا لفوفا بيلوفا. وفي مايو/ أيار ردت روسيا بإصدار مذكرة توقيف بحق المدعي العام للمحكمة كريم أحمد خان، وهو بريطاني الجنسية.
صورة من: Rich Pedroncelli/AP Photo/picture alliance
الاستعداد لهجوم مضاد
في مواجهة طلبات زيلينسكي المتكررة وبعد فترة من المماطلة، قرر الأمريكيون والأوروبيون إرسال عشرات الدبابات الثقيلة من أجل تحسين قدرة الجيش الأوكراني على صد الهجمات. وفي 19 أبريل/ نيسان 2023، أعلنت كييف تلقيها أول منظومة دفاع جوي أمريكية من طراز باتريوت. في نهاية الشهر نفسه، أعلنت أوكرانيا أنها ستكون مستعدة قريباً لشن هجوم مضاد بهدف تحرير نحو 20% من أراضيها المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
صورة من: Susan Walsh/POOL/AFP/Getty Images
قتال طيلة شهور في باخموت
في يناير/ كانون الثاني 2023، عاد الجيش الروسي إلى شن هجمات لا سيما في دونباس، بدعم من مرتزقة مجموعة فاغنر المسلّحة ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تمت تعبئتهم منذ أيلول/سبتمبر. احتدم القتال، خاصة حول باخموت، وهي مدينة في الشرق تحاول روسيا احتلالها منذ الصيف. وشهدت باخموت أطول المعارك وأكثرها فتكاً منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
صورة من: Muhammed Enes Yildirim/AA/picture alliance
تضارب بشأن سقوط باخموت
وأعلنت روسيا مساء السبت 19 مايو/ أيار 2023 استيلاءها على باخموت بالكامل، بعدما أعلن رئيس مجموعة فاغنر الروسية المسلحة يفغيني بريغوجين في نفس اليوم أن المجموعة ستسحب مقاتليها من المدينة اعتبارا من 25 مايو/ أيار وستسلم الدفاع عن المدينة إلى الجيش الروسي. في غضون ذلك، قالت كييف إنها لا تزال تقاتل في مناطق معينة معتبرة وضع مقاتليها "حرجاً". إعداد صلاح شرارة/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ).