مقتل العشرات في أعقاب غارات جوية باكستانية في أفغانستان
٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤
توعدت حكومة طالبان بالرد على الضربات الباكستانية على إقليم بكتيكا بشرق أفغانستان. وفيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى حوالي الخمسين، قال مسؤول أمني باكستاني إن الغارات استهدفت "أوكارا لإرهابيين"، في إشارة لحركة طالبان باكستان.
إعلان
قالت حكومة حركة طالبان الأفغانية إن ما لا يقل عن 46 شخصاً، معظمهم أطفال ونساء، قتلوا الثلاثاء في غارات جوية باكستانية على إقليم بكتيكا بشرق أفغانستان.
وقال حمد الله فطرت، نائب المتحدث باسم حكومة طالبان، الأربعاء (25 ديسمبر/كانون الأول 2024) إن القصف وقع على أربعة مواقع في أفغانستان، مضيفا أن ستة أشخاص أصيبوا أيضاً.
وقالت الخارجية الأفغانية إنها استدعت رئيس البعثة الباكستانية في كابول لتسليم مذكرة احتجاج رسمية إلى إسلام أباد بشأن القصف الذي شنته طائرات عسكرية باكستانية، وحذرته من "عواقب تلك الأفعال".
وقال عناية الله خوارزمي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الوطني الأفغانية: "تعتبر أفغانستان هذا الفعل الوحشي انتهاكا صارخا لجميع المبادئ الدولية وعملا عدوانيا واضحا... لن ندع هذا الفعل الجبان يمر دون رد".
ولم يصدر أي بيان من الحكومة أو الجيش في باكستان حتى الآن حيال القصف، لكن رويترز نقلت عن مسؤول باكستاني مطلع قوله إن باكستان نفذت ضربات جوية على معسكر لجماعة "طالبان الباكستانية الإسلامية المسلحة".
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني باكستاني بارز قوله إنّ الغارات التي نفذتها "طائرات حربية ومسيّرة" استهدفت "أوكارا للإرهابيين"، نافيا اتهامات طالبان بمقتل مدنيين. واشار المصدر إلى مقتل ما لا يقل عن 20 من عناصر طالبان الباكستانية في الغارات.
وأضاف "دُعي نظام طالبان المؤقت بشكل متكرر لاتخاذ إجراءات ضد حركة طالبان الباكستانية لكن رده كان محدودا". وأكد "هناك أدلة ذات مصداقية بأن نظام طالبان يسهل مرور مقاتلي حركة طالبان الباكستانية عبر الحدود لتنفيذ هجمات في باكستان".
وحذر من أن "هذه الضربات ستستمر إذا ومتى لزم الأمر"، مشيرا إلى أن صبر باكستان "ينفد".
ورغم أنها تستمد اسمها من حركة طالبان أفغانستان، إلا أن "طالبان الباكستانية" لا ترتبط بشكل مباشر بحكام أفغانستان الجدد، لكنها تعهدت بالولاء لحركة طالبان الأفغانية.
وجاء القصف بعد مقتل 16 من أفراد الأمن الباكستانيين السبت (21 ديسمبر/كانون الأول) في هجوم كبير استهدف قاعدة عسكرية باكستانية بالقرب من الحدود مع أفغانستان وتبنته حركة طالبان الباكستانية.
وتفاقم التوتر عبر الحدود بين البلدين منذ سيطرة طالبان على السلطة في منتصف آب/أغسطس 2021. وتقول إسلام أباد إن جماعات مسلحة تشن باستمرار هجمات من أفغانستان. أما حكومة طالبان، فتنفي إيواء مسلحين باكستانيين.
م ف/ أ.ح (رويترز، أ ف ب)
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع