ذكرت وكالات الأنباء الروسية التابعة للدولة أن 52 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم إثر انفجار في منجم فحم غربي سيبيريا. ولم يتضح بعد سبب الانفجار، ويُعتقد أنه وقع على عمق 250 متراً.
إعلان
نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء الخميس (25 تشرين الثاني/نوفمبر 2021) عن مصدر قوله إن عدد قتلى حادث في منجم للفحم في سيبيريا اليوم الخميس ارتفع إلى 52 شخصاً. وحوصر العشرات تحت الأرض عندما امتلأ المنجم بالغاز، ومن بين الضحايا ثلاثة على الأقل من رجل الإنقاذ الذين أرسلوا للإغاثة. ويقال إن الانفجار وقع على عمق 250 متراً.
وكانت السلطات الروسية قد أعلنت في وقت سابق عن مقتل عدة أشخاص وثلاثة مسعفين داخل منجم الفحم في سيبيريا، في كارثة جديدة في قطاعغالبا ما يشهد حوادث مشابهة في روسيا.
وقال حاكم منطقة كيميروفو حيث المنجم سيرغي تسيفيليف، إن 285 شخصًا كانوا في المنجم في وقت الحادث الذي لم تُحدّد أسباب وقوعه على الفور. وقالت الوزارة الروسية لحالات الطوارئ عبر منصة "تيلغرام"، "عمليات الإنقاذ في منجم ليستفياينايا متواصلة. تمّ إنقاذ 237 شخصًا".
وذكرت السلطات المحلية أنها تلقّت تنبيهًا قرابة الساعة 8,35 بالتوقيت المحلي (1,35 ت غ) يفيد بتصاعد دخان من منجم ليستفياينايا في مدينة غراموتينو في منطقة كيميريفوالتي يقع المنجم فيها.
ألمانيا تبحث عن مكان تخزين نهائي للنفايات النووية
05:48
وقال المحققون إن "عددا من العاملين تسمموا من الدخان"، بالاستناد الى معلومات أولية. وأعلن الوزير الروسي لحالات الطوارئ أنه سيُسافر إلى كيميريفو الخميس. وبحسب بيان السلطات المحلية، يعمل 19 فريق إنقاذ متخصص من الوزارة على محاولة الوصول إلى أعمق ممرّ في المنجم حيث يُحتمل أن يتواجد المفقودون. وأعلنت لجنة التحقيق المحلية أنها بدأت تحقيقًا حول "خرق قواعد السلامة".
حوادث مشابهة كثيرة في قطاع مناجم الفحم
وغالبًا ما ترتبط الحوادث في المناجم في روسيا بالتراخي في تطبيق قواعد السلامة أو الإدارة السيئة أو المعدّات القديمة من الحقبة السوفياتية. وأدّى أكبر حادث في منجم في روسيا في أيار/مايو 2010 إلى مقتل 91 شخصًا وإصابة أكثر من مئة شخص في منجم راسبادسكيا في منطقة كيميروفو حيث تتواجد مناجم فحم عديدة.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، أدّى انهيار سدّ غير قانوني في منجم ذهب في سيبيريا إلى مقتل 17 شخصًا. وفي الشهر نفسه، لقي ثلاثة أشخاص حتفهم بعد حادث في منجم تابع لمجموعة "نوريلسك نيكل"، أكبر منتج للنيكل والبلاديوم في العالم في القطب الشمالي.
في آب/أغسطس 2017، اختفى ثمانية عمّال بعد فيضان في منجم ألماس تديره مجموعة ألروسا التي أوقفت عمليات البحث بعد ثلاثة أسابيع من بدء عمليات الإغاثة.
وتلفت بعض الحوادث الانتباه إلى ممارسات صناعة التعدين الروسية، حيث يتم الاستغلال في كثير من الأحيان على حساب البيئة. وتسلط بعض حوادث المناجم في روسيا الضوء على ممارسات قطاع التعدين الروسي حيث تحصل الاستثمارات على حساب البيئة.
ز.أ.ب/أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
هكذا تتحول مناجم الفحم لبحيرات رائعة
تحولت المناجم في منطقة لوزاتيا بألمانيا إلى بحيرات منذ التسعينيات، في مسعى لاستبدال التعدين بالسياحة مع تخلص ألمانيا تدريجياً من اعتمادها على الفحم. لذا يتعين على مشغلي المناجم "إعادة تشكيل" حقولهم السابقة.
صورة من: Greenpeace Energy eG
قبل توحيد شطري ألمانيا، كان أكثر من 65000 من عمال المناجم يعملون في قطاع تعدين الفحم في لوزاتيا. فقد الآلاف وظائفهم عندما أغلقت المناجم في التسعينيات. ولتعويض ذلك، قررت المنطقة تعزيز قطاع السياحة فيها. والآن تحول ما يقرب من 37000 هكتار من الأراضي التي دمرها التعدين إلى ما ستصبح أكبر بحيرة في أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
هذا المنجم تحول اليوم إلى بحيرة زينفتنبرغ، وتحيط به الشواطئ الرملية والمروج. اعتمد قطاع الطاقة في ألمانيا الشرقية سابقاً اعتماداً كبيراً على الفحم البني. وبعد إعادة توحيد شطري ألمانيا عام 1990، أغلقت عشرات من مناجم الفحم وكان لا بد من استغلال الأرضي.
صورة من: imago/S. Hässler
تعد بحيرة غروسريشن وبحيرة بارتفيتز اثنتين فقط من البحيرات الخمس والعشرين الموجودة في منطقة لوزاتيا، والتي تمتد عبر حدود ولايتي براندنبورغ وساكسونيا. للحفاظ على مستوياتها ثابتة، تتدفق المياه من الأنهار إلى المناجم السابقة. بدون الفيضان الصناعي، سيستغرق ملء حفرة بشكل طبيعي بمياه الأمطار والمياه الجوفية ما بين 80 إلى مائة عام.
صورة من: Gemeinfrei
تقوم كورنيليا فوبار بزراعة أصناف العنب على المنحدر الوحيد في براندنبورغ، فوق المنجم السابق الذي يُعرف الآن باسم بحيرة غروسريشن. التربة الحمضية الشديدة في براندنبورغ لها إمكانات ممتازة في زراعة الكروم، كما يرى خبراء النبيذ.
صورة من: picture-alliance/ZB/P. Pleul
اللون الفيروزي المتوهج لبحيرة بارتوفيتز يأتي من الجير المضاف إلى المياه لمعادلة الحموضة. نتيجة لذلك، هناك القليل من الحياة النباتية والحيوانية، ولكن البحيرة آمنة للسباحة. تم بناء بحيرة بارتوفيتز على أنقاض المنجم السابق في غايريسفالده، وهي قرية في لوزاتيا السفلى غمرتها المياه بالكامل عام 2015.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
في مطلع عام 2019 ، بدأت مجموعة الطاقة "LEAG" بضخ المياه إلى بحيرة أوستزيه بالقرب من كوتبوس. وبالمجمل، يجب إضافة مليون متر مكعب من الماء قبل أن تفتح البحيرة للجمهور. ومن المفترض أن يحدث ذلك بحلول عام 2025. لكن الشركة اضطرت إلى إيقاف الغمر التجريبي الأول في عام 2018 بعد صيف جاف للغاية؛ حيث كانت مستويات مياه نهر شبريه منخفضة للغاية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
تحويل منجم الفحم السابق إلى بحيرة ليس أمراً سهلاً. أولاً، يجب ضغط التربة لتجنب مخاطر الانهيارات الأرضية. ومن ثم تستخدم تقنية الضغط بالاهتزاز.
صورة من: picture-alliance/dpa/P.Pleul
يمكن أن تحدث كارثة إذا لم يتم اتخاذ الاحتياطات المناسبة. في الثامن عشر من يوليو/ تموز عام 2009، تسبب انهيار أرضي كبير على الشاطئ الجنوبي لبحيرة كونكورديا في وسط ألمانيا بسقوط ثلاثة منازل، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. ووجدت التحقيقات أن ارتفاع الضغط في طبقة المياه الجوفية، إلى جانب مواد التفريغ السائبة تحت الماء، كان السبب في الحادث. ولا تزال المنطقة قيد التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Wolf
شركة "غرينبيس" للطاقة لديها رؤية أخرى لمناجم الفحم السابقة. في عام 2020، ترغب "غرينبيس" في شراء مناجم مفتوحة من مجموعة RWE وإغلاقها بحلول عام 2025 وبناء محطات طاقة متجددة كبيرة الحجم من شأنها أن تولد ما يقرب من ربع الطاقة التي تنتجها RWE حالياً في منطقة تعدين حوض الراين. لكن حتى الآن لم توافق RWE على بيع أراضيها. تيريزا كرينينجر/ س.إ