مقتل تسعة من أسرة واحدة في غارة باليمن والتحالف لم يعلق
٤ أغسطس ٢٠١٧
قتل ثلاث نساء وستة أطفال من أسرة واحدة في غارة وقعت فجر الجمعة على منزل في صعدة بشمال اليمن. وفيما اتهم مسؤول يمني "تحالف الشرعية" بقيادة السعودية بشن الغارة ، لم يرد أي تعليق من قبل التحالف حول المسؤولية عن القصف.
إعلان
قال الدكتور عبد الإله العزي مدير مكتب الصحة في صعدة بشمال اليمن إن ثلاث نساء وستة أطفال من أسرة واحدة قتلوا اليوم الجمعة (4 آب/ أغسطس) في غارة جوية لـ"تحالف دعم الشرعية"، الذي تقوده السعودية على منزلهم. وأضاف العزي أن الهجوم وقع عند الفجر على منزل أسرة طه الظرافي في منطقة محضة على المشارف الجنوبية الغربية لمدينة صعدة وأسفر أيضا عن إصابة ثلاثة.
وقال قريب للأسرة طلب عدم نشر اسمه إن الهجوم وقع قبل الفجر وأفراد الأسرة نيام. وأضاف أن الجثث نقلت إلى المشرحة بينما يواصل عمال الإغاثة البحث عن امرأة مفقودة تحت أنقاض المنزل.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن متحدثا باسم التحالف لم يرد على طلب (لرويترز) للحصول على تعقيب. ولم يتضح إذا كان منزل الأسرة قد تعرض للقصف بطريق الخطأ أم لا. لكن التحالف يقول إنه لا يستهدف مدنيين.
وأظهرت لقطات لموقع الهجوم المنزل وقد دمر بالكامل. وخشي سكان هرعوا للمنزل من البدء في أعمال الإنقاذ بسبب طائرة كانت تحوم فوقهم.
وتعرضت صعدة وهي معقل لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران مرارا لضربات جوية منذ أن تدخل التحالف في الحرب الأهلية في مارس آذار 2015. وقتل 25 يمنيا على الأقل في يونيو حزيران حينما قصفت طائرة للتحالف سوقا في محافظة صعدة.
يذكر أن الحرب حصدت في اليمن أرواح أكثر من عشرة آلاف شخص وشردت ما يزيد عن ثلاثة ملايين ودمرت معظم البنية التحتية في البلد الفقير. ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن نحو نصف محافظات اليمن وعددها 22 على شفا المجاعة.
ص.ش/ع.خ (رويترز)
ويتواصل انقسام اليمن.. حلفاء الأمس أعداء اليوم!
بينما يتعرض تحالف صالح- الحوثيين لأزمة تقوض الخلافات كذلك المعسكر الذي تدعمه الرياض، بقيادة هادي، بعد إنشاء سلطة موازية له في عدن بقيادة عيدروس الزبيدي، لتشتعل من جديد دعوات إلى الانفصال في أوساط الحراك الجنوبي.
صورة من: Reuters
من العاصمة السعودية الرياض، رفضت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رفضا قاطعا" تشكيل سلطة موازية في جنوب اليمن المستقل سابقا. وكان مسؤولون يمنيون قد شكلوا الخميس (11 مايو/أيار 2017) سلطة موازية تدير جنوب البلاد برئاسة عيدروس الزبيدي، بعدما باتوا معارضين للرئيس هادي، الذي يقيم في الرياض منذ أكثر من عامين بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
وعلى غرار ما فعله الحوثيون في صنعاء شكل عيدروس الزبيدي في عدن مجلسا من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين ووزيران في حكومة هادي. والغريب أيضا أن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد، ووصفه الناطق باسمهم محمد عبد السلام بأنه "تهديد للوحدة اليمنية" وجزء من "مخطط استعماري".
صورة من: Reuters/F. Salman
وكان هادي قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/ أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه. وأشعلت الإقالات ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/ مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي.
صورة من: Reuters/F. Salman
أنصار الحوثيين ومؤيدو الرئيس السابق على عبد الله صالح في مظاهرة في العاصمة صنعاء في آواخر مارس/ آذار بمناسبة مرور عامين على التدخل العسكرى من جانب التحالف الذي تقوده السعودية، لكن يبدو أن هؤلاء انقسموا الآن أيضا والسبب هو صالح.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
الرئيس السابق، دخل منذ عام 2014 في تحالف مع الحوثيين، بعدما انقلبوا على هادي. غير أن معسكر صالح شن حملة على الحوثيين بعدما دعا عبد الملك الحوثي في آذار/ مارس إلى محاربة من وصفهم بـ"الطابور الخامس" وهو ما فسره مراقبون بأنه إشارة إلى أنصار صالح. ومن ناحيته، قال الصحفي المؤيد لصالح، محمد أنعم، إن "صالح لا يستطيع فك ارتباطه مع الحوثيين، وستكون مغامرة خطيرة عليه إذا فعل ذلك، لأنهم مسيطرون على الأوضاع".
صورة من: picture alliance/epa/Y. Arhab
صالح أعاد في مايو/ أيار 2017 إطلاق دعوته للحوار مع السعوديين قائلا "سنحاور أصحاب الشأن، المملكة العربية السعودية" في الرياض أو منطقة خميس مشيط الحدودية أو حتى في مسقط. فيما أبدت المملكة ارتياحها لابتعاد صالح عن الحوثيين المدعومين من إيران، وهو ما ألمح إليه ولي ولي العهد السعودي بقوله "صالح تحت سيطرة وحراسة الحوثيين (...) وإذا خرج من صنعاء إلى منطقة أخرى فسيكون موقفه مختلفا".
صورة من: Reuters/Mohamed al-Sayaghi
ووسط التحالفات والانقسامات يبقى اليمن وأهله وخصوصا الأطفال أكبر خاسر في بلد كان يطمح إلى الديمقراطية عندما خرج شبابه في مظاهرات ضد حكم صالح عام 2011، واليوم أصبح اليمن مهددا بعدم البقاء ككتلة واحدة. إعداد: صلاح شرارة