اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسائل الإعلام بتصويره "بشكل سلبي" و "غير قانوني"، بالتزامن مع إيقاف برنامج "جيمي كيميل" بعد تصريحات حول مقتل الناشط تشارلي كيرك أزعجت البيت الأبيض.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمؤثر المحافظ تشارلي كيركصورة من: Josh Edelson/AFP
إعلان
أوقفت شبكة (إيه.بي.سي) بشكل مفاجئ برنامج "جيمي كيميل" الحواري والذي يحظى بشعبية كبيرة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وجاء القرار تحت ضغط من لجنة الاتصالات الفيدرالية التي يرأسها بريندان كار، المعيّن من قبل الرئيس دونالد ترامب عقب تصريحات كيميل حول مقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك.
وهدد بريندان كار بإلغاء تراخيص البث من المحطات التي تبث ما أسماه "بالقمامة".
واعتبر كثيرون الخطوة دليلا جديدا على النفوذ المتزايد الذي يمارسه ترامب وأنصاره على وسائل الإعلام والمنصات الرقمية بهدف إسكات الانتقادات ومعاقبة وسائل الإعلام التي يرى أنها متحيزة ضده.
وتخضع وسائل الإعلام الرئيسية وشركات التكنولوجيا الكبرى الآن لسيطرة أنصار ترامب أو رجال الأعمال من أصحاب المليارات الذين اصطفوا خلفه خلال حفل تنصيبه أو تبرعوا لصندوق تنصيبه أو زاروا البيت الأبيض محملين بالهدايا.
يرى كثيرون أن إيقاف جيمي كيميل دليلا على تزايد نفوذ دونالد ترامب على وسائل الإعلام والترفيه.صورة من: Chris Pizzello/Invision/AP Photo/picture alliance
"سلبية" و "غير قانونية"
وقد تزامن ذلك مع تغييرات تحريرية في مؤسسات إعلامية كبرى؛ إذ أجرت شركات مثل "سي.بي.إس" و "ميتا بلاتفورمز" والصفحات التحريرية في صحيفتي "واشنطن بوست" و "لوس انجليس تايمز" تغييرات بعد إعادة انتخاب ترامبتمهد للانتقال نحو تغطية أقل عدائية للرئيس الأمريكي الحالي.
بيد أن المفارقة اللافتة أن ترامب يرى أنه التغطية الإعلامية التي يحصل عليها "سلبية" و "غير قانونية" رغم أنه رفع دعاوى قضائية ضد العديد من الشخصيات الإعلامية.
بل هدد ترامب بإمكانية تعليق تراخيص الشبكات التي يعتبرها "ضده". وقال ترامب إنهم "يأخذون قصصاً جيدة جدا ويحولونها إلى سيئة. أعتقد شخصيا أن هذا غير قانوني".
ويرى خبراء أن هذا التناقض بين اتهام ترامب للإعلام وبين مساعيه للتعزيز قبضته على وسائل الصحف والقنوات، يسلط الضوء على أزمة حرية التعبير والإعلام في الولايات المتحدة.
تحرير: خالد سلامة
هل تعلم أين تبدأ سلطات الرئيس الأمريكي وأين تنتهي؟
يمثل سيد البيت الأبيض أعلى سلطة سياسية على المستوى العالمي، هذا ما يعتقده كثيرون. لكن الأمر ليس بهذه البساطة. فسلطات الرئيس الأمريكي ليست مطلقة، إذ هناك آخرون يشاركونه القرار.
صورة من: Klaus Aßmann
هذا ما ينص عليه الدستور
يُنتخب الرئيس لأربع سنوات يمكن تمديدها في أقصى حد لفترة ثانية. هو رئيس الدولة ورئيس الحكومة. وبذلك فهو يقود أيضاً الجهاز الحكومي المكون من نحو أربعة ملايين شخص تقريباً، بمن فيهم أعضاء القوات المسلحة. ومن واجبات الرئيس أن ينفذ القوانين التي يسنها الكونغرس. وبصفته أعلى رتبة دبلوماسية في الدولة يمكنه أن يستقبل سفراء الدول وبالتالي الاعتراف بتلك الدول.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة من خلال " التحقق والتوازن"
تتداخل السلطات الثلاث فيما بينها، وهي بذلك تحد من صلاحيات بعضها البعض. ويحق للرئيس العفو عن محكوم عليهم بالإعدام، ويسمي قضاة المحكمة العليا شريطة موافقة مجلس الشيوخ. كما يضطلع بتسمية وزراء إدارته والسفراء ولكن أيضاً بعد التشاور مع مجلس الشيوخ وشريطة موافقته. وبهذا يتحقق للسلطة التشريعية أحد سبل مراقبة السلطة التنفيذية.
صورة من: Klaus Aßmann
القوة الكامنة في "دولة الاتحاد"
يجب على الرئيس أن يبلغ الكونغرس بشؤون الدولة. وهو ما يفعله مرة كل عام في ما يسمى بـ "خطاب حالة الأمة". لا يحق للرئيس أن يقدم مشاريع قوانين للكونغرس ولكن بوسعه أن يبرز أهم المواضيع كما يراها من خلال الخطاب. فيمارس نوعاً من الضغط على الكونغرس أمام الرأي العام. ولكن هذا أكثر ما يمكنه فعله.
صورة من: Klaus Aßmann
يمكنه أن يرفض
عندما يعيد الرئيس مشروع قانون إلى الكونغرس دون التوقيع عليه يكون قد مارس حقه باستخدام حق الفيتو لرفض المشروع. وليس من حق الكونغرس أن يبطل هذا الفيتو إلا بأكثرية الثلثين في مجلسيه. وحسب المعلومات المستقاة من مجلس الشيوخ حدث هذا في تاريخ الولايات المتحدة مئة وإحدى عشرة مرة في أكثر من ألف وخمسمائة مرة اُستخدم فيها حق النقض، أي بنسبة سبعة في المئة.
صورة من: Klaus Aßmann
مناطق رمادية في تحديد السلطة
لا يوضح الدستور ولا توضح قرارات المحكمة العليا مدى سلطة الرئيس بشكل نهائي، إذ يمكن للرئيس أن يستخدم حق الفيتو مرة ثانية من خلال خدعة، حيث يقوم الرئيس في ظروف معينة بـ "وضع مشروع القانون في جيبه"، ويعني بذلك أنه يستخدم ما يعرف بـ "فيتو الجيب" فيصبح المشروع بذلك لاغيا ولا يحق للكونغرس إسقاط هذا الفيتو وقد تم استخدام هذه الحيلة الدستورية أكثر من ألف مرة في تاريخ الولايات المتحدة.
صورة من: Klaus Aßmann
إرشادات بطعم الأوامر
بإمكان الرئيس أن يرشد موظفي الحكومة إلى طريقة القيام بواجباتهم. وتعامل هذه الأوامر المسماة بـ "الأوامر التنفيذية" معاملة القوانين. وليس ضرورياً أن توافق عليها أي هيئة دستورية. ومع ذلك ليس بوسع الرئيس أن يفعل ما يحلو له، إذ بإمكان المحاكم أن تبطل مفعول هذه الأوامر أو بإمكان الكونغرس أن يسن قوانين تبطل مفعولها. وبإمكان الرئيس التالي أن يلغيها بكل بساطة.
صورة من: Klaus Aßmann
التحايل على الكونغرس...
من حق الرئيس التفاوض على اتفاقيات مع حكومات أخرى ويتوجب أن تحصل هذه على موافقة مجلس الشيوخ بثلثي أعضائه. ولتفويت الفرصة على مجلس الشيوخ لرفض الاتفاقيات يقوم الرئيس بإبرام اتفاق حكومي يُسمَى "اتفاقية تنفيذية" ولا تحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ حينها. وتسري هذه الاتفاقيات ما دام الكونغرس لم يعترض عليها أو يسن قانوناً يبطل مفعولها.
صورة من: Klaus Aßmann
... حينها يجب التراجع
الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية ولكن قرار الحرب يعلنه الكونغرس. وليس من الواضح ما مدى إمكانية أن يزج الرئيس بالقوات في مواجهة مسلحة دون الحصول على موافقة الكونغرس. في حرب فيتنام رأى الكونغرس أنه قد تم تجاوز خط أحمر بدخول هذه الحرب وتدخل إثر ذلك قانونياً. هذا يعني أن الرئيس قادر على الاضطلاع بهذه الصلاحيات إلى أن يتدخل الكونغرس.
صورة من: Klaus Aßmann
المراقبة النهائية
إذا ما استغل رئيس منصبه أو قام بعمل يعاقب عليه القانون، يمكن لمجلس النواب في هذه الحالة أن يشرع في إجراءات عزل الرئيس. وقد حدث ذلك حتى الآن ثلاث مرات دون أن تكلل أي منها بالنجاح. ولكن هناك إمكانية أقوى من ذلك لثني الرئيس عن قرار ما. الكونغرس هو المعني بالموافقة على الموازنة ويمكنه أيضاً أن يوقف تدفق المال. أوته شتاينفير/ و.أ