قتل 8 أشخاص وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 100 ألف شخص وألغيت أكثر من 6 آلاف رحلة طيران؛ بسبب اجتياح عاصفة ثلجية عاتية منطقة الساحل الشرقي من الولايات المتحدة. وأعلنت عمدة واشنطن حالة الطوارئ وإغلاق المدارس الحكومية.
إعلان
ذكر تقرير إعلامي أن ثمانية أشخاص على الأقل لقوا حتفهم بسبب عاصفة ثلجية عاتية اجتاحت الساحل الشرقي للولايات المتحدة الجمعة (22 يناير/ كانون الثاني 2016). وقالت شبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية إن 85 مليون شخص يعيشون في مسار العاصفة، حيث تضررت العاصمة واشنطن ومدينة بالتيمور بشكل مباشر.
وغطت عاصفة جوناس الثلجية التي أطلق عليها "سنوزيلا"، في خلال ساعات قليلة شرق الولايات المتحدة برداء أبيض وحرمت عشرات آلاف السكان من التيار الكهربائي ودفعت السلطات إلى التعبئة لإزالة الثلج وإصلاح الأضرار. ويتوقع أن تستمر العاصفة طوال نهاية الأسبوع. وسجلت أولى حالات انقطاع الكهرباء في كارولينا الشمالية وشملت أكثر من مئة ألف شخص، بحسب أجهزة الطوارئ في هذه الولاية.
وبدأت العاصفة الثلجية في تطويق منطقة واشنطن خلال الساعات الأولى من بعد ظهر الجمعة. وقالت الهيئة القومية للأرصاد الجوية إن العاصفة قد تؤدي لتساقط ثلوج يتراوح ارتفاعها بين قدمين وقدمين ونصف القدم، وتثير رياحا تتراوح سرعتها بين 48 و80 كيلومترا في الساعة قبل تراجعها بعد ظهر اليوم السبت (23 يناير كانون الثاني).
وذكرت شبكة "إن.بي.سي.نيوز" أن بعض محطات البنزين في العاصمة الأمريكية نفد منها الوقود بعد أن تلقى السكان نصائح بتدبير احتياجاتهم من البنزين بما يكفي 72 ساعة. وقال موقع فلايت أوير دوت كوم الذي يتتبع حركة الطيران إن شركات الطيران ألغت نحو 6300 رحلة جوية يومي الجمعة والسبت.
وتأهب السكان على امتداد ساحل نيوجيرزي لفيضانات محتملة خلال موجات مد مرتفعة يومي السبت والأحد. وفي أوشن سيتي حذر مسؤلو إدارة الطوارئ من توقعات بحدوث أعلى مستويات من الفيضانات منذ العاصفة العملاقة ساندي التي تسببت في أضرار جسيمة عام 2012.
ص.ش/ و. ب (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
الفيضانات تكشفت عجز دول عربية في إداراة الكوارث
شهدت عدة دول عربية هبوب رياح عاتية وهطول أمطار غزيرة تسببت في خسائر مادية كبيرة وفي بعض الأحيان في سقوط ضحايا من البشر. جولة مصورة في بعض المدن العربية، لنرى كيفية التعامل مع الأوضاع التي تسبب فيها سوء الأحوال الجوية.
صورة من: Reuters/H. Katan
تحولت بعض شوارع الإسكندرية إلى ما يشبه البحيرات المائية بعدما غمرتها الأحد (25 أكتوبر/ تشرين الأول) أمطار غزيرة؛ لدرجة أن منسوب المياه ارتفع في بعض مناطق ثاني أكبر المدن المصرية إلى ثلاثة أمتار. موجات الأمطار والرياح، التي تسمى بـ"نوات"، معتادة في الإسكندرية في فصلي الخريف والشتاء. لكن هذه الموجة هي الأشد، إذ تسببت في سقوط ضحايا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Mahmoud Taha/Masry Alyoum
خلفت الأمطار الغزيرة في الإسكندرية خمسة قتلى. حيث قتل ثلاثة أشخاص (رجل وولدان) صعقا بالكهرباء بعدما سقط عليهم سلك كهرباء الترام. وقتل رابع صعقا عندما سقط في حفرة امتلأت بمياه الأمطار وبها أسلاك مكشوفة، فيما مات قبطان سفينة غرقا في سيارته التي غمرتها المياه وجرفتها وعجز عن الخروج منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Tahamasry
سقوط قتلى في صفوف المدنيين وشلل حركة المرور أثار غضب المواطنين، الذين اعتبروا أن مسؤولي المدينة لم يستعدوا لمواجهة سوء الأحوال الجوية. الأمر الذي دفع بمحافظ الإسكندرية هاني المسيري إلى الاستقالة. كما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في بيان إلى اجتماع طارئ صباح الاثنين لمتابعة التطورات في الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
مشهد مماثل لما في الإسكندرية تشهده العاصمة اللبنانية بيروت، التي تحولت طرقاتها إلى أنهار مائية بعد أن غمرتها مياه أمطار غزيرة. وما زاد الطين بلة أكوام النفايات المتراكمة على حافات الطرق بعد التوقف عن جمعها منذ ثلاثة أشهر لتنذر بأزمة بيئية وصحية كبيرة قد تعصف ببلاد الأرز مجددا.
صورة من: Reuters
الوضع البيئي الكارثي دفع نشطاء حركة "طلعت ريحتكم"، الذين نظموا احتجاجات شعبية واسعة في الأسابيع الأخيرة ضد الحكومة، إلى الخروج مجددا إلى الشوارع على متن جرافات للفت الأنظار إلى أزمة النفايات. وقد كتبت الحركة على موقعها في فيسبوك: "نحن وبكل فخر عمال نظافة في هذا الوطن من النفايات والفساد والفاسدين".
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
نشطاء "طلعت ريحتكم" قاموا بأنفسهم يوم الأحد بجمع وفرز نفايات في نهر بيروت جرفتها الأمطار الغزيرة. يأتي ذلك في حين أن "السياسيين غارقون في تجاذباتهم السياسية (...) ولا يبالون بصحتنا جميعا، بينما الوطن يغرق بنفاياتهم نتيجة الفساد المستشري (...)"، على حد تعبيرهم على صفحة الحركة على فيسبوك.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
أكوام النفايات المكدسة في بيروت بطريقة عشوائية تزيد ارتفاعا يوما بعد يوم، وسخط اللبنانيين يزيد في ظل الانقسام الذي يطغى على الساحة السياسية وعجز مسؤولي البلاد عن إيجاد حلول. في غضون ذلك، تغرق بيروت تحت النفايات، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: متى تتجاوز الطبقة السياسية خلافاتها من أجل مصلحة البلاد؟
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
كذلك مدينة حلب السورية لم تبق بمنأى عن سوء الأحوال الجوية، حيث حولت الأمطار الغزيرة شوارعها إلى برك مائية؛ لتزيد من معاناة الحلبيين الذين سئموا الحرب والدمار على مدار أكثر من أربع سنوات وما نجم عنهما من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والوقود.
صورة من: Reuters/H. Katan
ورغم ما يعانيه السوريون بصفة عامة وأهل حلب بصفة خاصة من حرب وتهجير، يحاول من بقي من سكان حلب، بالرغم من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، أن يعيشوا حياة عادية، أملا في غد أفضل. إعداد: ش.ع