مقتل جنود إماراتيين وضابط بحريني في "عمل إرهابي" بالصومال
١١ فبراير ٢٠٢٤
كشفت وزارة الدفاع الإماراتية عن مقتل إن ثلاثة من ضباطها وآخر من قوة دفاع البحرين في "عمل إرهابي" في الصومال خلال أدائهم مهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات الصومالية، فيما أعلنت حركة الشباب المتطرفة مسؤوليتها عن الحادث.
إعلان
أعلنت وزارة الدفاع الإماراتية في بيان ليل السبت/ الأحد (11 فبراير/ شباط 2024)، مقتل ثلاثة من جنودها وضابط بحريني وإصابة اثنين آخرين، إثر تعرضهم لـ"عمل إرهابي" في الصومال. وقالت الوزارة في بيان عبر حسابها على موقع "إكس"، "استشهاد ثلاثة من منتسبي القوات المسلحة الإماراتية وضابط من قوة دفاع البحرين وإصابة إثنين آخرين إثر تعرضهم لعمل إرهابي في جمهورية الصومال الشقيقة".
وأضافت أن الحادثة وقعت "أثناء أدائهم مهام عملهم في تدريب وتأهيل القوات المسلحة الصومالية، والتي تندرج ضمن الاتفاقية الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الصومال (الواقعة في منطقة القرن الإفريقي) في إطار التعاون العسكري بين البلدين".
وأشارت وزارة الدفاع إلى أن "دولة الإمارات تواصل التنسيق والتعاون مع الحكومة الصومالية في التحقيق بشأن العمل الإرهابي الآثم". وأفاد مصدر عسكري صومالي بأنّ مطلق النار عنصر في الجيش الصومالي قام بذلك داخل معسكر تدريب في العاصمة مقديشو، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد غير معروف من الأشخاص، بينهم جنود إماراتيون.
الصومال: وفاة الأطفال بسبب الجفاف
02:33
كذلك، قال مسؤول كبير في الجيش الصومالي طلب عدم الكشف عن هويته لدواع أمنية حساسة، إنّ "إطلاق النار نفذه عنصر في الجيش كان يقيم في المعسكر. وقد قُتل أثناء تبادل إطلاق النار". وأعلنت حركة الشباب الإسلامية المتطرّفة مسؤوليتها عن الهجوم، علما انها جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تخوض تمرّداً عنيفاً ضدّ الحكومة الصومالية ومانحيها الأجانب منذ أكثر من 15 عاماً.
من جهتها، أشارت وكالة "صونا" الصومالية الرسمية للأنباء، إلى أن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود "بعث تعازيه إلى دولة الإمارات العربية عقب مقتل ضباط إماراتيين في هجوم إرهابي بالعاصمة مقديشو". ولفتت الوكالة إلى أن التصريح جاء خلال زيارة شيخ محمود "في مستشفى رجب طيب أردوغان (...) الجرحى من الضباط الإماراتيين الذين أصيبوا في الهجوم الإرهابي على معسكر الجنرال غوردن". ودان شيخ محمود "بشدة هذا العمل الذي أودى بحياة هؤلاء الضباط الذين كرسوا وقتهم من أجل الشعب والحكومة الصومالية".
ح.ز / ع.غ (رويترز/ أ.ف.ب)
"أرض الصومال" تعلق آمالاً على ميناء بربرة
جمهورية "أرض الصومال"، المعلنة ذاتيا منذ 25 عاماً، تعمل حالياً على تقوية علاقاتها الاقتصادية والبحرية مع محيطها، على الرغم من أنها لا تزال تعتبر دوليا كحكم ذاتي.
صورة من: DW/J. Jeffrey
خمسة وعشرون عاماً... ومستمرة
منذ تأسيسها في العام 1991، لم يعترف المجتمع الدولي بـ"أرض الصومال" كدولة مستقلة. لكن شبه الدولة هذه لا تزال على قيد الحياة. عزلتها تعني معرفة القليل عنها، لكن امتلاكها 850 كيلومتراً من السواحل البحرية يفرض أن لا تكون منسية بالكامل، على الأقل في محيطها. وبالفعل تزداد علاقاتها الحيوية قوة مع دول إقليمية كأثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
زحف التشدد
ترتفع نسبة الفقر والبطالة في أرض الصومال. ويعبر بعض المواطنين عن مخاوفهم من تزايد التشدد الإسلامي في أكبر مدنها هرجيسا، حيث لم تعد الموسيقا تنبعث من المقاهي، والمزيد من النساء يستبدلن العباءة السوداء بالثياب الصومالية المزركشة. لكن آخرين يقولون إن التشدد الديني يتعايش أيضاً مع التجمعات والأسواق المتحررة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
طريق طويل أمام البلاد
يأمل المسؤولون في أرض الصومال أن تتأثر البلاد من علاقاتها مع أثيوبيا المجاورة ومن نموها الاقتصادي. لكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمار في ميناء بربرة، قبل أن تصل إليه المزيد من السفن. والطرق المعبدة التي بنتها أثيوبيا من جهتها إلى الحدود المشتركة تبدو أقل قدرة على استيعاب السيارات الثقيلة في جانب "أرض الصومال".
صورة من: DW/J. Jeffrey
عنقاء هرجيسا
صلابة "أرض الصومال" تتجلى بوضوح في العاصمة هرجيسا. ويقول سعيد محمد، مدير معهد الأفق، إن "هرجيسا كانت مدمرة تماماً في العام 1991: كانت أنقاضاً ونفايات". ويضيف محمد، الذي تعمل شركته الاستشارية على مساعدة المجتمعات المحلية إلى التحول نحو التطور والاستقرار، "إن بعث الحياة فيها من جديد تم من قبل الرواد الأوائل الذين استقلوا القوارب الشراعية للحصول على المؤن من ميناء دبي".
صورة من: DW/J. Jeffrey
القوة الصومالية
يواجه الوافدون إلى العاصمة، ذات الـ800 ألف نسمة، مزيجاً من الصياح والفوضى في الأسواق المحلية وبالمجمعات السكنية. وتتفاخر هرجيسا ببعض المباني الإدارية ذات الواجهات الزجاجية، ونقاط الوصول إلى الإنترنت في المقاهي، وبالصالات الرياضية المكيفة، والتي تتناغم جميعها مع خصوصية القوة والديناميكية الصومالية.
صورة من: DW/J. Jeffrey
الحياة بين المهجر والماشية
تعتمد أرض الصومال على الأموال التي يحولها المهاجرون إليها، والتي تصل إلى 400 مليون دولار سنوياً، وعلى تجارة المواشي مع الدول العربية، وهو ما يشكل 65 بالمئة من الدخل القومي. ولدى الحكومة ميزانية تعتمد على الدعم المحلي. وهكذا فمن الصعب على أي حكومة أن تثبت جدارتها للمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلي والقطاع الخاص.
صورة من: DW/J. Jeffrey
العزلة المالية
غياب الاعتراف بـ"أرض الصومال" يحرمها من دعم دولي مباشر وواسع النطاق من قبل مؤسسات كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وعلى سبيل المثال، فإن أعضاء اتحاد النقل البحري في ميناء بربرة لا يحصلون على نفس الأجور – حوالي 250 دولاراً شهرياً - كنظرائهم الأجانب نظراً إلى أنهم لا ينتمون إلى منظمات معترف بها دولياً.
صورة من: DW/J. Jeffrey
ممر بربرة
بربرة اسم يستدعي صور خط الاستواء والتجار الأفارقة والشمس الملتهبة. وتربط المدينة علاقة قديمة بالتجارة البحرية التي انهارت تحت وطأة ميناء جيبوتي إلى الشمال منها. وفي الوقت الحالي، فإن ميناءها القديم منهار ومملوء بالسفن الغاطسة حتى نصفها، بينما ميناؤها الحديث يخدم أقل من خمسة بالمئة من تجارة أثيوبيا، لكن التغيير قادم.
صورة من: DW/J. Jeffrey
البناء والمعرفة
يمتاز ميناء بربرة الحديث بأنه في الجانب الأكثر توسعاً من المدينة. ووقعت "أرض الصومال" وأثيوبيا اتفاقية تجارية في 31 مارس/ آذار 2016 لتشغيل الميناء. هذا التطور قد يعيد بربرة إلى العمل كمحور نقل إقليمي، يساعد على تطوير أرض الصومال، بينما تتعزز طموحاتها في بناء الدولة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
حان وقت الاستقرار
يعم السلام والأمن في "أرض الصومال"، ولذلك ينتشر صيارفة العملة على جانبي الطريق، وهم يكدسون رزم النقود. لكن طاقات اقتصاد البلاد غير مستغلة إلى الحد الأقصى. ورغم أن الشعب محاصر لعدم الاعتراف بدولته، ومع أن صبره قد ينفد، لكن مع ذلك فإن الأهالي يعملون ما بوسعهم للترحيب بالزوار الأجانب، وغالباً ما يقولون لهم: "شكراً لمجيئكم"، قبل أن يضيفوا: "نرجو أن تخبروا الآخرين عن بلدنا".