1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مقتل خالد سعيد ـ الشرارة التي ساهمت في إسقاط نظام مبارك

١٩ يونيو ٢٠١١

كانت صفحة "كلنا خالد سعيد" على الفيسبوك أحد محركات الثورة المصرية وساهمت في الدفع نحو عملية التحول الديمقراطي في بلد النيل، لذلك حصلت هذا العام على إحدى جوائز المدونات التي تمنحها مؤسسة دويتشه فيله الألمانية.

مقتل خالد سعيد أثار موجة من الغضب الشعبي في مصرصورة من: AP

في السادس من يونيو/حزيران عام 2010 كان خالد سعيد جالسا في أحد مقاهي الإنترنت في منطقة كيلوباترة بمدينة الإسكندرية، حينما داهم المكان اثنان من المخبرين وطلبا من الجالسين في المقهى إبراز بطاقاتهم الشخصية، لكن خالد سعيد (28 عاما) الذي ينتمي إلى أسرة من الطبقة الوسطى اعترض على طريقة تعامل المخبرين مع المتواجدين في المقهى، فما كان من المخبرين إلا أن اقتاداه من المقهى وقاما ـ حسب شهادة المتواجدين في المكان آنذاك ـ بضرب رأسه على سلم وجدران مدخل عمارة مجاورة، حتى أغمي عليه. ثم أخذاه إلى قسم شرطة سيدي جابر. وعندما تأكدا أنه فارق الحياة دسا لفافة بانجو في فمه -حسب اتهامات أسرة خالد سعيد لهما- وزعمت الشرطة أن الشاب كانت معه لفافة البانجو، وأنه لما رأى المخبرين خاف وقام بابتلاعها، فسببت له اختناقا ومات. ولم يتم الاكتفاء بذلك، بل وُجهت له أيضا تهم عدة منها السرقة والتهرب من الخدمة العسكرية بل وحتى التحرش الجنسي.

شهيد الثورة قبل انطلاقتها

الأم المكلومة ليلي مرزوق: شعرت بالألم مرتينصورة من: Zahraa Said

بالنسبة للسيدة ليلى مرزوق، والدة خالد سعيد، فإنها ولاشك لن تنسى تلك الأيام، فإلى جانب حزنها على فراق ولدها، شعرت بالألم من الإساءات التي ألصقت به وبأسرتها من قبل السلطات، ممثلة بالتهم المزعومة ضد خالد، الذي ربته أحسن تربية، كما قالت في مقابلة مع دويتشه فيله. " مات زوجي وخالد لا يزال عمره ست سنوات. فربيته أحسن تربية وكل أولادي ربيتهم أفضل تربية، فأنا أعمل خيراً، ثم تطعنني في صدري بسكين وتقول إني لم أحسن التربية، أكيد هذا يؤلمني".

ورغم أن خالد سعيد مات قبل ما يزيد على نصف عام من سقوط نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أنه اعتبر "شهيدا" ورمزا للثورة المصرية. فليست طريقة موته فقط هي التي أثارت موجة من الغضب، بل إن تصريحات لوالدته أضفت على مقتله أبعادا سياسية، فقد ذكرت في حوار مع صحيفة الشروق المصرية أن خالد الذي كان مولعا بالتقنية والإنترنت كان على وشك إنشاء مدونة ينشر فيها شريط فيديو يوثق فساد الشرطة في الإسكندرية لذلك تم تعذيبه حتى الموت.

انتشر خبر مقتل خالد سعيد على الإنترنت كالنار في الهشيم. كما نشرت صور له تظهر وجهه السليم الذي يشع براءة وطفولة وإلى جانبه وجهه المشوه من الضرب الذي تعرض له. وتحولت صورة خالد سعيد إلى رمز للقمع من قبل نظام مبارك. كما خرجت مظاهرات احتجاجية في مدينة الإسكندرية في اليوم الثاني لموته. حول ذلك قالت أم خالد "خرج كثير من الشباب إلى الشارع وهتفوا: يسقط مبارك، يسقط حبيب العادلي، فسألتهم ما علاقة هذا كله بموت ابني؟ أجابوا قائلين: "سوف نأتي لك بحق خالد".

بداية صفحة "كلنا خالد سعيد"

والدة خالد سعيد مع وائل غنيم أحد مؤسسي صفحة "كلنا خالد سعيد"صورة من: AP

من جانبه قام وائل غنيم، مدير التسويق لمنطقة الشرق الأوسط بشركة غوغل، وصديق خالد سعيد، مع صديق آخر بإنشاء صفحة على موقع فيسبوك تحت اسم "كلنا خالد سعيد"، هذا الاسم أجج أيضا مشاعر الغضب لدى الكثير من الشباب المصري. وخلال وقت قصير انضم إلى هذه الصفحة مئات الآلاف من المعجبين وتحولت خلال أشهر قليلة إلى وسيلة تحريض وتعبئة ثورية. فقد تم من خلال هذه الصفحة توثيق انتهاكات حقوق الإنسان من جهة، ومن جهة أخرى تحولت إلى منبر رئيسي لتبادل المعلومات والتهيئة للخروج في مظاهرات احتجاجية، اشتدت وتيرتها بشكل كبير بعد نجاح الثورة التونسية وقادت في نهاية المطاف إلى سقوط نظام مبارك في فبراير/ شباط 2011.

جائزة دويتشه فيله

صفحة "كلنا خالد سعيد" التي حصلت على جائزة دويتشه فيلهصورة من: Facebook

يبلغ عدد أعضاء النسخة العربية من صفحة "كلنا خالد سعيد" حاليا نحو مليون ونصف المليون شخص. كما أنها مازالت من المواقع المشهورة للحوار حول مختلف القضايا المتعلقة بالتحول الديمقراطي وبناء المجتمع الديمقراطي المدني الحديث بعد الثورة المصرية.

كما توجد نسخة أخرى من صفحة "كلنا خالد سعيد" باللغة الإنجليزية، وعنوانها هو www.facebook.com/elshaheeed.co.uk، تساهم في دعم الحركات الثورية في البلدان العربية الأخرى مثل سوريا وليبيا. وقد حصلت صفحة "كلنا خالد سعيد" العربية على جائزة دويتشه فيله للمدونات "البوبز" في فئة "أفضل حملة على شبكات التواصل الاجتماعي". وقد قدرت لجنة التحكيم مساهمة هذه الصفحة في حشد الناس في مصر للمشاركة في القرار حول المستقبل السياسي في بلادهم.

وقد أعربت زهرة، شقيقة خالد سعيد، عن فخرها بالجائزة التي حصلت عليها هذه الصفحة ذات التأثير السياسي الكبير والتي تحمل اسم أخيها القتيل. وقالت في هذا السياق لـ دويتشه فيله " أعتقد أن خالد لو كان حيا، لكان هو من أنشأ هذه الصفحة، وكان بالتأكيد سيخصصها لشخص آخر تعرض لنفس المصير. فقد كان أخي من النوع الذي يحب مثل هذه الأعمال. وكانت هذه طريقة تفكيره، لذلك فإن أمي ترى خالد في شخصية صديقه وائل غنيم".

صلاح شرارة/ عبده جميل الخلافي

مراجعة: منى صالح

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW