مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي
٨ يونيو ٢٠٠٦أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحافي في بغداد وسط تصفيق حاد انه "تم القضاء على (أبو مصعب) الزرقاوي اليوم" الخميس. وقال المالكي "اليوم تم القضاء على الزرقاوي". وأضاف إن "ما حصل اليوم هو نتيجة تعاون من قبل مواطنينا وأبناء الشعب العراقي الذي سهل العملية بين قوات الشرطة والقوات المتعددة الجنسيات". واوضح المالكي ان "هذه رسالة لكل من ينتهج طريق العنف ان ينتهجوا طريقا آخر قبل فوات الأوان". وكشف قائد القوات الاميركية في العراق جورج كايسي ان "العملية كانت ضربة جوية حصلت عند الساعة 15,18 بالتوقيت المحلي (15,14 ت غ) من أمس الأربعاء في منزل في قرية هبهب الذي يقع على بعد ثمانية كيلومترات شمال بعقوبة" الواقعة على 60 كلم شمال بغداد.
هذا وقد عرض الجيش الاميركي على الصحافيين صورة للزرقاوي تظهر رأسه بعد مقتله كما عرض كذلك شريط فديو للغارة الجوية التي نفذتها طائرات عسكرية أميركية ألقت قنبلتن تزن الواحدة نحو 250 كيلوغراما على المنزل الذي كان فيه الزرقاوي في مدينة بعقوبة في وقت متأخر من الأربعاء. وقال الميجور جنرال بيل كاردويل الناطق باسم القوة المتعددة الجنيسات في العراق انه "تم التعرف على الجثة من خلال وشم وبصمات الاصابع." وأضاف "علمنا بالضبط انه كان في ذلك المنزل من خلال مراقبة تحركاته".
وفي سياق متصل أعلن مسئول أردني أن الزرقاوي، الأردني الأصل والمطلوب للعدالة هناك، أن مخابرات بلاده اشتركت مع المخابرات والقوات الاميركية في العملية.
"تنظيم القاعدة" يعترف بمقتل الزرقاوي
وأكد بيان على الإنترنت موقع باسم "الهيئة الإعلامية لمجلس شورى المجاهدين" في العراق الخميس 8-6- 2006 مقتل الزرقاوي، وجاء التأكيد في البيان الذي يتعذر التأكد من صحته على لسان النائب المفترض للزرقاوي، عبد الرحمن العراقي، الذي قال "نبشر باستشهاد شيخنا المجاهد أبي مصعب الزرقاوي على أرض الرافدين".
.
واشنطن: ضربة للقاعدة ونصر على الإرهاب
و هذا وقد صفت الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، في مؤتمر صحفي مقتل الزرقاوي بأنه "ضربة قوية لتنظيم القاعدة ونصر للحرب على الإرهاب"، غير انه حذر من أن المهمة الصعبة والضرورية في العراق لا تزال مستمرة"، متوقعا استمرار ما أسماه "العنف الطائفي". وكان احد مساعدي الرئيس الاميركي جورج بوش ان الرئيس يعتبر مقتل الزرقاوي "تطورا كبيرا ومهما من الناحية العملانية والرمزية". وقال البيت الأبيض من ناحيته ان الرئيس بوش "مسرور" لمقتل الزرقاوي لكنه يعلم ان "الإرهاب لا يزال يمثل مشكلة في العراق".من جانبه قال السفير الاميركي في العراق زلماي خليلزاد ان "هذا يوم عظيم للشعب العراقي". ودعا الدبلوماسي الأمريكي العراقيين إلى "إنهاء كافة إعمال العنف الطائفي والتوجه خلف رئيس الوزراء نوري المالكي".
رأس الزرقاوي بـ 25 مليون دولار
هذا وكانت الولايات المتحدة قد خصصت مكافأة مالية قدرها 25 مليون دولار مقابل الإدلاء بمعلومات تؤدي إلى اعتقال ألزرقاوي المسئول عن عدد كبير من الاعتداءات الدامية في العراق. وأعلن المتحدث باسم الجيش الاميركي في العراق الجنرال ريك لينتش في الرابع من أيار/مايو الماضي إن الزرقاوي موجود في "بغداد أو في ضواحيها القريبة". وأكد الجنرال الاميركي أن "تركيز الزرقاوي ينصب على بغداد وضواحيها، ونحن نركز على الزرقاوي. نعتقد انه موجود في مكان ما بين بغداد وضواحيها القريبة." وأضاف الجنرال "إنها مسألة وقت قبل أن يتم القبض عليه"، مؤكدا انه يستند في أقواله على وثائق ضبطت أخيرا خلال خمس عمليات نفذت في اليوسفي (جنوب بغداد) وضواحيها قتل خلالها 31 مقاتلا أجنبيا منذ الثامن من نيسان/ابريل بحسب الجيش الاميركي.
الزرقاوي "نهاية كابوس"
وبمقتل الزرقاوي الذي تحول إلى اسطورة في رأي البعض، وكابوس للعراقيين والأمريكين، في رأي البعض الأخر، يكون قد اسدل الستار على فصل من مسرحية طويلة أختلط فيها الواقعي بالخيالي. لكن السؤال الأهم الذي يتبادر إلى الذهن الآن هو: هل سينتهي الإرهاب في العراق ويستتب الأمن بمجرد إختفاء شخص الزرقاوي من الساحة؟ في هذا السياق يؤكد المسئولون الأمريكيون بأن مقتل الزرقاوي لن يضع وحده نهاية للعنف في العراق، ولكنه خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح.
من جانبه أعتبر مصدر إعلامي مسئول في رئاسة الحومة العراقية رفض ذكر اسمه، في مقابلة تلفونية مع موقعنا، أعتبر انه"بمقتل الزرقاوي يُطوى فصل مهم من الإرهاب في العراق بما يمثل ذلك من هزيمة معنوية للإرهابيين" باعتباره كان العقل المدبر، لكنه، والكلام للمصدر نفسه، فقط أحد الفصول وهو ما يعني ان الإرهاب لن ينتهي وذلك لوجود جهات إرهابية متعددة في البلاد. وحول إستقبال الناس لخبر مقتل الزرقاوي، اشار المصدر بأن الناس تعيش في العراق في أجواء إحتفالية بعد إعلان مقتل الزرقاوي، لأنه كان "كابوس" يؤرق الناس ويعكر الأمن والسكينة في العراق.
من هو الزرقاوي؟
من مواليد الأردن واسمه الحقيقي أحمد فاضل الخلايلة. عينه أسامة بن لأدن زعيم القاعدة نائبا له في العراق في أكتوبر تشرين الأول عام 2004 عندما غير الزرقاوي اسم جماعته من "التوحيد والجهاد" إلى "تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين". أعلنت جماعة الزرقاوي مسؤوليتها عن كثير من التفجيرات الانتحارية والهجمات الكبرى في العراق إلى جانب قطع رؤوس رهائن أجانب. ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى قتله أو اعتقاله. بعد أن عاد من أفغانستان بدأ حملة عنيفة في أوائل التسعينات لإبدال النظام الملكي بالأردن بنظام إسلامي. وفي 1996 حكم عليه بالسجن 15 عاما لكن أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات بموجب عفو صدر بمناسبة جلوس الملك عبد الله على العرش. أصدرت محكمة أردنية عام 2002 حكما غيابيا بإعدامه بتهمة التخطيط لهجمات على أهداف أمريكية وإسرائيلية في الأردن. وصدر عليه حكم أخر بالإعدام في أبريل نيسان عام 2004 بتهمة التخطيط لاغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورانس فولي في العاصمة عمان عام 2002 . في ديسمبر كانون الأول عام 2005 أصدرت محكمة أمن الدولة بالأردن ثالث حكم غيابي بالإعدام على الزرقاوي بتهمة التخطيط لهجوم انتحاري فاشل عند نقطة التفتيش الحدودية مع العراق. أعلن الزرقاوي مسؤوليته عن ثلاثة تفجيرات انتحارية أسفرت عن سقوط 60 قتيلا في فنادق فاخرة في عمان في نوفمبر تشرين الثاني عام 2005.