مقتل عدة "إرهابيين" ورجال أمن خلال مداهمة في الأردن
١٢ أغسطس ٢٠١٨
أعلنت عمّان مقتل رجال أمن و"إرهابيين" خلال مداهمة قوات أمنية لمبنى تحصنت بداخله مجموعة يشتبه بضلوعها في هجوم استهدف دورية قبل يومين. هذا ونددت واشنطن بـ"الأعمال الإرهابية"، مؤكدة وقوفها إلى جانب المملكة.
إعلان
أعلنت السلطات الأردنية اليوم الأحد (12 آب/أغسطس 2018) مقتل أربعة من رجال الأمن وثلاثة "إرهابيين" خلال مداهمة قوات أمنية لمبنى تحصنت بداخله مجموعة يشتبه بضلوعها في هجوم استهدف دورية في غرب العاصمة عمان أول أمس الجمعة بينما تشهد المملكة من حين لآخر هجمات يرتكبها جهاديون. وكانت أجهزة الأمن الأردنية داهمت موقع "خلية إرهابية" في مدينة السلط، يشتبه بتورطها في انفجار عبوة ناسفة وضعت أسفل سيارة دورية أمنية في منطقة الفحيص التي تبعد 12 كلم غرب عمان. وأدى الهجوم على هذه الدورية التي كانت مكلفة حماية مهرجان الفحيص الفني الجمعة، إلى مقتل رجل أمن وجرح ستة آخرين، كما ذكرت وزارة الداخلية الأردنية.
وتستخدم السلطات بشكل عام صفة "الإرهابيين" للحديث عن الجهاديين الذين نفذوا عددا من الهجمات في الأردن. وقد شهدت المملكة منذ 2016 أربعة اعتداءات أدت إلى سقوط عدد من عناصر الأجهزة الأمنية وتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليته اثنين منها.
وقالت وزيرة الدولة الأردنية لشؤون الإعلام والمتحدثة الرسمية باسم الحكومة، جمانة غنيمات، إن "عدد الإرهابيين الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال عملية المداهمة في السلط ارتفع إلى خمسة"، بعدما كانت قد أعلنت مساء السبت اعتقال ثلاثة "إرهابيين". وتحدثت عن "ضبط أسلحة أوتوماتيكية" في المبنى. وأوضحت أن "عمليات التمشيط لا زالت مستمرة". وذكرت مصادر طبية أن 11 شخصاً أصيبوا بجروح خلال العملية من عسكريين ومدنيين من سكان المبنى.
وأعلنت وكالة الأنباء الرسمية أن الحكومة شكلت خلية أزمة تضم رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية "للوقوف على آخر تطورات العملية الأمنية" في مدينة السلط. وأضافت أن الخلية لا تزال منعقدة.
من جانبها، نددت الولايات المتحدة بـ "الاعمال الإرهابية" التي شهدها الأردن خلال اليومين الماضيين، مؤكدة وقوفها إلى جانب المملكة. وقالت السفارة الأمريكية في بيان إنها "تدين بشدة الهجوم على أفراد الأمن في الفحيص يوم 10 آب/ أغسطس والأعمال الإرهابية التي تلت ذلك في السلط يوم 11 آب/ أغسطس". وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة تقف مع الأردن في وجه هذه الأعمال الإرهابية ونؤكد تصميمنا المشترك في مكافحة آفة الإرهاب".
خ.س/ع.ج (أ ف ب)
السلط - ملاذ ديني يجمع المسلمين والمسيحيين في الأردن
تعد مدينة السلط الأردنية نموذجا للتعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين في الأردن. المصورة الفوتوغرافية فاطمة العبادي، المقيمة في إيطاليا، تبرز في سلسة صور أوجه هذا التعايش.
صورة من: Fatima Abbadi
ولدت المصورة فاطمة العبادي في أبو ظبي بالإمارت العربية المتحدة، إلا أنها أمضت العشر سنوات الأخيرة من دراستها في مدينة سلط الأردنية. تأسست السلط في عام 300 قبل الميلاد ويبلغ عدد سكانها 90 ألف نسمة وهي مدينة عالمية، حيث تمتزج الثقافة العربية والأوروبية بشكل متناغم.
صورة من: Fatima Abbadi
بفضل طابعها المتنوع، تم ترشيح مدينة السلط، لتصبح من مواقع التراث العالمي لليونسكو. ولاتتميز هذه المدينة بتناغم الهندسة المعمارية الشرقية والغربية فقط، بل وكما يقول إسماعيل عبد الرحمن جيل، الباحث الذي ساعد العبادي في المشروع، "الأغلبية المسلمة والسكان المسيحيين في المدينة يعيشون جانبا لجنب دون أي تمييز".
صورة من: Fatima Abbadi
وكما يوضح جيل أيضا، فإن مسيحيي السلط لعبوا دوراً مهماً في التنمية الثقافية والاقتصادية والسياسية للمدينة. فتاريخ الديانتين بالمدينة متداخل، ويتقاسم المسلمون والمسيحيون في الغالب نفس الأماكن. في هذه الصورة كنيسة القديس جورج محاطة بنقوش من القرآن ومشاهد من الكتاب المقدس.
صورة من: Fatima Abbadi
شيد هذا الموقع المقدس في عام 1682 بعد أن شاهد راعي رؤيا، طلب القديس جورج منه فيها بناء كنيسة، بعد حمايته من الوحوش التي تهدد مواشيه. وعن هذا الموقع يقول عبد الرحمن جيل "حتى اليوم يزور الموقع العديد من المسيحيين والمسلمين، الذين يضيؤن الشموع إكراماً للقديس". وتتميز المدينة أيضا بوجود كنائس مختلفة (الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذوكسية ).
صورة من: Fatima Abbadi
العلاقة بين الأردن والمسيحية قديمة جداً. إذ تبدأ مع معمودية يسوع المسيح على ضفاف نهر الأردن. العديد من الطوائف المسيحية استقرت في الأردن في بدايات القرن الأول، ويتمتع المسيحيون بحرية الاعتقاد حتى يومنا هذا، كما يشاركون في البرلمان الأردني ويشغلون مناصب حكومية مهمة.
صورة من: Fatima Abbadi
وعلى الرغم من مئات السنين من التعايش السلمي وتأكيد الملك عبد الله الثاني على أن "المسيحيين العرب جزء لا يتجزأ من الماضي والحاضر والمستقبل في منطقتي"، ازدادت التوترات مؤخراً بين المسلمين والمسيحيين في الأردن، مما أثار الاحتجاجات. لكن التعايش بين الديانتين يبقى سائدا في السلط. وعن ذلك تقول المصورة العبادي "وما يجعل من السلط مكاناً مميزاً هو أن العلاقة بين الديانتين لم تتغير على الإطلاق".
صورة من: Fatima Abbadi
خلال عيد الميلاد، على سبيل المثال، يشارك المسلمون مع المسيحيين في الاحتفال – والعكس صحيح أيضاَ. وفي الانتخابات الأخيرة، فازت امرأة مسيحية بمنصب رئيسي في مجلس المدينة. ويشكل المسيحيون 35 في المئة من سكان السلط، وهو ما يتناقض تماما مع نسبة 4 في المئة من مجموع سكان الأردن.
صورة من: Fatima Abbadi
تتنوع صور العبادي التي التقطتها في السلط، ما بين الحياة الزراعية التقليدية، والنكهة الغربية بالمدينة. غير أن المصورة متأكدة من أن العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في السلط لن تتغير. "لدى كل الأشخاص الذين عاشوا في السلط تاريخ شخصي طويل. كلنا نتعامل باحترام ومودة مع بعضنا البعض وكأننا عائلة واحدة كبيرة". جان تومس / ريم ضوا.