في "أكبر تقدم لتنظيم الدولة الإسلامية بمدينة دير الزور"، قُتل العشرات من عناصر قوات النظام السوري والمسلحين الموالين له في هجوم شنه التنظيم على جبهات عدة في مدينة دير الزور ومحيطها في شرق سوريا، بحسب المرصد السوري.
إعلان
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قتل 43 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هجوم على حي البغيلية بمدينة دير الزور. وقال المرصد السبت (16 يناير/ كانون الثاني 2016) إن الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة وعناصر "داعش" لا تزال مستمرة في الحي البغيلية. وأشار المرصد إلى أن التنظيم تمكن من التقدم في القسم الشمالي الغربي لمدينة دير الزور، والسيطرة على حي البغيلية، وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل 35 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، إضافة لقيام تنظيم "الدولة الإسلامية" بإعدام 8 عناصر من "قوات الدفاع الوطني" وقوات النظام ميدانياً بإطلاق النار عليهم.
وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن هجوم التنظيم بدأ بتفجيرٍ انتحاريّ بواسطة سيارة مفخخة في حي الحويقة، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم تسللوا إلى شمال المدينة واستولوا على ضاحية البغيلية، وباتوا يسيطرون حاليا على نحو 60 في المئة من المدينة. ويعد ذلك "أكبر تقدم لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة دير الزور"، بحسب عبد الرحمن.
ولفت المرصد إلى أن الحي يشهد حركة نزوح كبيرة نحو الأحياء المجاورة التي تسيطر عليها قوات النظام في المدينة، في حين أن عناصر التنظيم المتقدمين داخل القسم الشمالي الغربي للمدينة باتوا محاصرين من قبل قوات النظام من الجهات الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية والشمالية والجنوبية وبنهر الفرات من الجهة الشرقية للحي. وفي حال تمكنت قوات النظام من استيعاب الضربة، فإنها قد تتمكن من استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها. وقال المرصد إن الاشتباكات العنيفة ترافقت مع عشرات الضربات الجوية التي نفذتها طائرات حربية يعتقد أنها روسية على مناطق في مدينة دير الزور وقرى بريفها الغربي.
تماثيل وصور"الأسد" في المناطق الكردية-أين هي الآن؟
اعتاد الناس أن تملأ صور وتماثيل الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ولاحقا ابنه الميادين والشوارع السورية، إلا أن ومع بداية الثورة عام 2011 بدأ هذا العرف في الزوال. فماذا حل بتماثيل وصور آل الأسد في المناطق الكردية تحديدا؟
صورة من: DW/K. Sheikho
بناء مؤسسة حكومية في مدينة رأس العين (90 كلم شمال غرب الحسكة): منذ تولي حزب البعث السلطة بسوريا في سبعينيات القرن الماضي، اعتاد الناس على صور وتماثيل الرئيس السابق حافظ الأسد معلقة على واجهات المؤسسات والدوائر الحكومية والأبنية والساحات العامة وفي مداخل المدن.
صورة من: DW/K. Sheikho
مدرسة في مدينة رأس العين: لاتزال صور حافظ الاسد منقوشة على جدران بعض المدارس- كما كانت العادة في عهده- ولا يزال تمثال حافظ الأسد يطل على القصر العدلي وسط مدينة الحسكة، وتحيط به عناصر الأمن والمخابرات مدججة بالسلاح لحمايته. كما يتوسط تمثاله ساحة السبع بحرات بمركز مدينة القامشلي، قرب مجمع الأفرع الأمنية، محاطا بحراسة عناصر الشرطة والمخابرات التي تمنع التصوير هناك.
صورة من: DW/K. Sheikho
المدخل الشرقي لمدينة الحسكة. سابقاً كان قد رسُم عليه صورة كبيرة للرئيس الحالي بشار الأسد، والعلم السوري. أما اليوم فقد رسم علم وحدات حماية الشعب الكردية، مع العلم الكردي.
صورة من: DW/K. Sheikho
قوس النصر في المدخل الشرقي للحسكة، كان مرسوما عليه صورة لحافظ الأسد على جهة اليمين، ونجله بشار على جهة اليسار. اليوم مرسوم علم الوحدات الكردية (يمين) وصورة الزعيم الكردي عبد الله اوجلان (يسار).
صورة من: DW/K. Sheikho
دوار المدخل الجنوبي لمدينة الدرباسية (85 كلم شمال الحسكة) كان يتوسطه مجسم رأس حافظ الاسد، كسر المجسم في 8 أكتوبر/تشرين الأول من العام 2011 بعد اغتيال المعارض الكردي مشعل التمو، رئيس تيار المستقبل، وابن المدينة في السابع من أكتوبر. وبني محله مجسم حرف (K) للدلالة على اسم كردستان. اغتيال التمو أدى إلى خروج مظاهرات تنديد كانت الأكبر في المدن ذات الأغلبية الكردية.
صورة من: DW/K. Sheikho
كسر المتظاهرون في مدينة كوباني/ عين العرب (160 كم شمال مدينة حلب) تمثال حافظ الاسد في دوار اكسبريس سابقاً في نهاية عام 2012. اليوم سميت الساحة بساحة الحرية وبني تمثال طير يفرد جناحيه.
صورة من: DW/K. Sheikho
دوار نوروز يقع شمال مدينة عفرين. بني في بداية العام 2013على شكل نصب تذكاري رسم عليه صور ورسومات فلكلورية كردية. وقبل انطلاق الثورة السورية، كانت تعلق عليه صورة كبيرة للرئيس الأسبق حافظ الاسد.
صورة من: DW/K. Sheikho
مبنى سرايا المنطقة في مدينة عفرين (63 كلم شمال حلب) وكان يوجد على مدخله مجسم ذهبي لرأس حافظ الاسد. اليوم علقت محله صورة كبيرة لشهيد من ابناء المدينة. والمبنى تحول الى برلمان الإدارة الكردية التي أعلنت قبل عام ونصف.
صورة من: DW/K. Sheikho
بني تمثال على شكل امرأة تحمل شعلة بيدها اليمنى، وأغصاناً في اليد اليسرى، وسميت بساحة "المرأة الحرة"، في عيد المرأة بالثامن من آذار/ مارس من العام الجاري. وكان في هذه الساحة سابقا تمثال لحافظ الأسد.
صورة من: DW/K. Sheikho
9 صورة1 | 9
وتتواصل الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في أحياء عدة من المدينة ومحيطها، إضافة إلى غارات مكثفة للطيران الحربي الروسي. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصادر ميدانية في مدينة دير الزور أن "وحدة من الجيش تصدت لإرهابيين من داعش تسللوا إلى محيط قرية البغيلية وكبدتهم خسائر كبيرة بالعتاد والآليات وقضت على العديد منهم". ويسعى التنظيم منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل محافظة دير الزور، حيث لا يزال المطار العسكري وأجزاء من مدينة دير الزور، مركز المحافظة، تحت سيطرة قوات النظام. ويسيطر التنظيم منذ عام 2013 على الجزء الأكبر من المحافظة وعلى حقول النفط الرئيسية فيها، والتي تعد الأعلى إنتاجا للنفط في سوريا.