مقتل عشرات الفلسطينيين يخيم على افتتاح السفارة الأمريكية
١٤ مايو ٢٠١٨
وأخيراً نفذت إدارة الرئيس ترامب تعهدها ونقلت سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس. لكن عملية النقل لم تمر هكذا، إذ قُتل عشرات الفلسطينيين المحتجين في غزة. نقل السفارة وسقوط القتلى قوبلا بإدانة واستنكار عالميين.
إعلان
إسرائيل تخسر حرب الطائرات الورقية مع الفلسطينيين
01:23
نقلت الولايات المتحدة رسمياً اليوم الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) سفارتها في إسرائيل من تل ابيب إلى القدس تنفيذاً لتعهد قطعه الرئيس ترامب. وقال السفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان في مستهل مراسم افتتاح السفارة التي حضرها وفد أمريكي من واشنطن وزعماء إسرائيليون "نفتتح اليوم السفارة الأمريكية في القدس، إسرائيل".
بيد أن حدث الافتتاح لم يمر هكذا، إذ قُتل 41 فلسطينياً برصاص الجيش في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. بيد أن مصادر طبية فلسطينية تحدثت عن مقتل 52 فلسطينيا بينهم ثمانية أطفال، فيما أصيب أكثر من 1700 بجروح وحالات اختناق وصفت حالة 27 منهم بأنها حرجة.
نقل السفارة وما تسبب بسقوط عدد كبير من القتلى الفلسطينيين قوبل باستنكار عدة عواصم عالمية وعربية. فقد أعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "نحن غير موافقين على قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قبل اتفاق نهائي حول وضع" المدينة المقدسة.
ودعت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى "اقصى درجات ضبط النفس" بعد مقتل 41 فلسطينياً بنيران الجنود الإسرائيليين خلال احتجاجات ضد نقل السفارة الأميركية. كما دعت الحكومة الألمانية الطرفين إلى ضبط النفس، مؤكدة على "الحقالسلمي في التعبير عن الرأي". كذلك أعرب ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مخاوف روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة جراء نقل السفارة.
فرنسا أيضا دعت السلطات الإسرائيلية إلى ضبط النفس بعد مقتل أكثر من من 40 فلسطينيا. ووصف وزير خارجيتها جان إيف لودريان قرار الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس بأنه "انتهاك للقانون الدولي وخصوصا قرارات مجلس الأمن التابع
للأمم المتحدة".
بدوره أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لندن أن الولايات المتحدة خسرت "دور الوسيط" في الشرق الأوسط بعد نقلها سفارتها. كما ندد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بما وصفها بـ "مجزرة" و"إرهاب دولة" في تعليقه على حصيلة القتلى المرتفعة للفلسطينيين في قطاع غزة.
بدورها قالت منظمة العفو الدولية إن سفك الدماء على الحدود بين غزة وإسرائيل هو "انتهاك مشين" لحقوق الإنسان عقب مقتل عشرات الفلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلية. وقالت المنظمة على تويتر "نحن نشهد انتهاكاً مشيناً للقانون الدولي وحقوق الإنسان في غزة .. يجب وقف ذلك فوراً".
بدورها أعربت مصر عن إدانتها الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل ما أسفر عن عشرات القتلى ومئات الجرحى. وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، على رفض مصر القاطع لاستخدام القوة في مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة، محذراً من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير. وشددت على دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
أ.ح/ ع.غ (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
السفارة الأمريكية في القدس: يوم فرحت إسرائيل واحتج الفلسطينيون
فيما افتتحت الولايات المتحدة رسمياً سفارتها في القدس تزامناً مع احتفال دولة إسرائيل بالذكرى السبعين لقيامها، قُتل عشرات الفلسطينيين في تصاعد غير مسبوق لحدة المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
تدشين بمباركة إيفانكا
نقلت الولايات المتحدة الاثنين (5 مايو/ آيار2018) سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد وعد الرئيس ترامب في نهاية العام الماضي، واعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. الاستنكار الدولي والغضب الفلسطيني من الوعد لم يمنعا تحقيقه ومشاركة ابنته إيفانكا إلى جانب زوجها جاريد كوشنر في مراسم الافتتاح. إيفانكا شاركت متتبعيها على تويتر لحظات استقبالها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أيضاً.
صورة من: Reuters/A. Cohen
حضور دبلوماسي من أمريكا
أعلن ترامب قبل أيام عدم حضوره لافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، لكنه بعث وفداً دبلوماسياً يتكون من شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض، على رأسهم وزير الخزانة ستيفن منوتشين ومساعد وزير الخارجية جون سوليفان، فضلاً عن إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر. وستفتح مكاتب سفارة مؤقتة داخل مبنى القنصلية الأمريكية في القدس، في انتظار اختيار مبنى أكبر لها مستقبلاً.
صورة من: Reuters
"ترامب صديق الصهاينة"
زُينت شوارع القدس قرب السفارة الأمريكية الجديدة بالعلمين الاسرائيلي والأمريكي استعداداً للاحتفال بعهد جديد واستبدلت لافتات مرورية بأخرى تشير لموقع السفارة الكائن بحي أرنونا بالقدس. كما عُلقت لافتات تشيد بترامب كـ"صديق للصهاينة". شعار الصداقة حمل معه عقوداً من الحياد الأمريكي تجاه القضية، لكن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة لاسرائيل غير معالمها وجعل نتانياهو يقول: "إن نقل السفارة مدعاة للاحتفال".
صورة من: DW/D. Regev
ذكرى "قيام إسرائيل"
افتتاح السفارة الأمريكية وإقامة احتفال دبلوماسي بين أمريكا وإسرائيل، تعدى إلى المواطنين الاسرائليين الذين عبروا عن فرحتهم بانتقال السفارة إلى القدس. خاصة وأن هذا الحدث يصادف الذكرى السبعين "لقيام دولة إسرائيل" الاثنين (14 أيار/ مايو 2018) وفق التقويم الغريغوري. كما أن إسرائيل بدأت احتفالاتها التقليدية، قبل أيام، بمناسبة الذكرى 51 لـ "ضم القدس" أو "توحيد القدس"، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة.
صورة من: Getty Images/L. Mizrahi
احتفال مستمر
منذ أيام والأفراح والاحتفالات تسود المنطقة الغربية من القدس. ويشارك في هذا كل الإسرائليين باختلاف أعمارهم وأجناسهم استعدادا للاحتفال بـ "مرور 70 عاماً على قيام دولتهم". ووسط أغاني ممجدة للشعب اليهودي والدولة العبرية وللقدس، وفي جو من الرقص والسعادة الغامرة البادية على كل المشاركين في الإحتفالات، رفعوا علم إسرائيل معبرين عن "انتصار" انتظروه منذ عقود.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Gharabli
"نكبة جديدة"؟
يتزامن افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قبل يوم من الذكرى السبعين لـ"النكبة"، عندما نزح أكثر من 760 ألف فلسطيني في حرب 1948. وعلى ما يبدو، فالفلسطينيون يحيون الذكرى السبعين للحدث بـ"نكبة جديدة" كما وصفتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Reuters/M. Salem
سخط فلسطيني
في مقابل الأفراح الإسرائيلية، يعيش الفلسطينيون وسط أجواء من الحزن والسخط على قرار ترامب الذي يعترف فيه بأن بالقدس عاصمة لإسرائيل، وعن نقل سفارة دولته إلى القدس. هذا القرار الذي "استفز" الفلسطينيين باعتبارهم رافضين منذ البداية لـ"احتلال" إسرائيل للقدس كـ"عاصمة أبدية" منذ 1980، بغض النظر عن عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، وفي ظل رغبة فلسطين في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم.
صورة من: Reuters/I. Abu Mustafa
رغم الوعيد.. اقتحموا السياج!
شارك الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة في مسيرة إلى الحدود مع إسرائيل، وخاطر بعضهم مقتحماً السياج الأمني، رغم وعيد الجيش الإسرائيلي، ورغم أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قد ألقت منشورات على قطاع غزة للتحذير من الاقتراب من السياج. كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، عن وضع قواته في حالة تأهب قصوى، فضلاً عن مضاعفة عدد وحدات جيشه المقاتلة وتعبئة الآلاف من شرطييه لضمان الأمن في السفارة ومحيطها.
صورة من: Reuters/B. Ratner
نار وغضب
العشرات من الشباب الفلسطينيين اجتازوا السياج الحدودي الفاصل شرق غزة وأضرموا النار في إطارات سيارات في الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما ألقوا الحجارة على الجيش الاسرائيلي تعبيراً عن غضبهم من تدشين السفارة الأمريكية في القدس، وبينما يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بتحريض الفلسطينيين على اختراق السياج الحدودي، يشهد قطاع غزة "مسيرات العودة"، منذ نهاية آذار/ مارس2018.
صورة من: Reuters/M. Salem
"مذبحة رهيبة"
أسفرت المواجهات بين الجنود الإسرائيليين وفلسطينيين في الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، قبل ساعات من تدشين مقر السفارة الأمريكية، عن سقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بالرصاص الحي. المواجهة جاءت بعد أن ألقى فلسطينيون الحجارة على الجنود الإسرائيليين الذين ردوا بإطلاق النار. وعلى وقع ارتفاع القتلى والجرحى، اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل بارتكاب "مذبحة رهيبة" في قطاع غزة. إعداد: مريم مرغيش.