عثرت الشرطة الفرنسية على جثة قس كاثوليكي في منطقة فيندي في سان لوران سور سيفر. ومصادر مطلعة تقول إن المشتبه به لاجئ من رواندا، كان متورطا أيضا في إشعال حريق بكنيسة في نانت في 2020.
صورة من: Julien Mattia/NurPhoto/picture alliance
إعلان
وقع قس في غرب فرنسا ضحية لعملية "اغتيال" صباح اليوم (الاثنين التاسع من أغسطس / آب 2021)، كما أعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانين على تويتر "مقدما كل الدعم للكاثوليك". وقال مصدر مقرب مطّلع "سلّم رجل نفسه منتصف الصباح إلى لواء الدرك التابع لمورتانيه-سور-سافر وقال إنه قتل رجل دين". وذكر المصدر أن الرجل وُضِع في السابق تحت إشراف قضائي في إطار التحقيق في حريق كاتدرائية نانت في تموز/ يوليو 2020. وأضاف المصدر أن القس البالغ 60 عاما كان يستقبل المشتبه به، وهو لاجئ رواندي، في كنيسته منذ أشهر. وأقر الرجل الذي يدعى إيمانويل أ. بوقوفه وراء حريق كاتدرائية نانت في 18 تموز/ يوليو 2020. وكان قد أوقف في البداية قبل أن يطلق سراحه ويوضع تحت المراقبة القضائية.
وسعت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن التي تتهم الحكومة بالضعف في ما يتعلق بالهجرة، لاستغلال الحادث وقالت إنه في فرنسا "يمكن أن تكون مهاجرا غير شرعي وتضرم النار في كاتدرائية ولا تطرد ثم ترتكب جريمة أخرى مثل قتل كاهن".
من جانبه اتهمها وزير الداخلية جيرالد دارمانين على الفور بـ"إثارة جدل دون معرفة الحقائق" موضحا أنه لا يمكن طرد الرجل من فرنسا طالما أنه تحت إشراف قضائي.
ويفترض أن تكون الهجرة موضوعا رئيسيا عندما تتحدى لوبن الرئيس إيمانويل ماكرون في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وجاء حريق نانت بعد 15 شهرا من حريق كاتدرائية نوتردام في باريس عام 2019، ما أثار تساؤلات حول الأخطار الأمنية التي تحيط بالكنائس التاريخية الأخرى في كل أنحاء فرنسا. واستغرق بناء كاتدرائية نانت على الطراز القوطي وبشكلها الحالي، قرونا عدة (1434 حتى 1891).
ح.ز/ ع.ج.م (أ.ف.ب / رويترز)
فرنسا بعد اغتيال كاهن - صدمة وحداد وعزيمة للوقوف صفا واحدا
لم تكد فرنسا الجريحة تستفيق من حدة وقع الصدمة التي خلفها هجوم نيس قبل نحو أسوعين، فهاهي تشهد وقع صدمة جديدة خلفها اغتيال كاهن عجوز على يد إرهابيين من "داعش" وهو بصدد القيام بقداس في إحدى الكنائس في النورمندي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Vincent Isore
ستبقى كنيسة سانت إيتيين دو روفريه حاضرة في كل أذهان الفرنسيين، لا بل في أذهان الإنسانية بأسرها، بعد أن تعرض فيها قس في 86 من عمره لعملية اغتيال وحشية على يد إرهابيين اثنين قاما بتركيعه وذبحه أمام مذبح الكنيسة وهو يؤدي القداس. العملية التي تبناها "داعش" إنما توثق فصلا جديدا من فصول وحشية هذا التنظيم الإرهابي الذي لا يتوانى حتى على انتهاك حرمة وقداسة دور العبادة.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهجوم البشع على الكنيسة في مدينة روان في مقاطعة نورماندي، شمالي فرنسا، جاءت فقط بعد 12 يوما من عملية نيس الدامية والتي أودت بحياة 84 شخصا. العملية الجديدة - التي تزيد من جراح فرنسا التي طالتها يد الإرهاب أكثر من أي بلد آخر في غرب أوروبا في السنوات الأخيرة - أثارت استنكار وتنديدا دوليا واسعا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Journois
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند الذي لم يشهد أحد من سابقيه فترة حالكة تعددت فيها العمليات الإرهابية كالتي تشهدها فرنسا الآن، أكد مواصلة الحرب ضد الإرهاب. وقال "نحن نواجه تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن الحرب علينا.. يجب أن نشن هذه الحرب بكل الوسائل، مع احترام الحقوق التي تجعلنا ديمقراطية." وأكد على ضرورة توحيد صفوف كل الفرنسيين بمختلف انتماءاتهم الدينية، قائلا: "ما يريده الإرهابيون هو تقسيمنا"
صورة من: Reuters/P. Rossignol
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعربت في رسالة إلى الرئيس الفرنسي عن صدمتها لعملية القتل البشعة التي تعرض لها الكاهن المسن خلال إقامته قداسا. وعبرت عن بالغ حزنها وأسفها أن يضرب الإرهاب فرنسا مرة أخرى، مشددة على ضرورة مجابته بتوحيد الصفوف والوقوف جنبا إلى جنب.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
رغم صدمته الشديدة، إلا أن دومينيك ليبرون، رئيس أساقفة مدينة روان التي تتبعها كنيسة سانت إيتيين دو روفريه، مسرح العملية الإرهابية التي راح ضحيتها القس جاك هامل، إلا أنه أكد على أن المسيحية دين تسامح ولا تردعلى المثل بالمثل، بحيث قال: "الكنيسة الكاثوليكية لا تعرف سلاحا آخر غير الصلاة والأخوة بين الناس". وبالفعل فقد قررت كنائس فرنسا الكاثوليكية الرد على الإرهاب بالصيام والصلاة.
صورة من: Reuters/B. Tessier
لايزال بابا الفاتيكان فرانسيس تحت وقع الصدمة بعد تلقيه نبأ اغتيال أحد قساوسته بشكل بشع. ففي سياق متصل، قال المتحدث باسم الفاتيكان، الأب فيدريكو لومباردي، إن البابا وهو يشعر بالألم بسبب هذا العنف العبثي ، ويدين جميع أشكال الكراهية ويصلي من أجل المصابين. وأضاف لومباردي :"لقد صدمنا بشكل خاص بسبب العنف المروع الذي حدث في كنيسة، في مكان مقدس حيث تعلن فيه محبة الرب، مع قتل قس بشكل وحشي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Fabi
رئيس مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان الكاردينال راينهارد ماركس اعتبر أن عملية اغتيال القس جاك هامل في كنيسة سانت إيتيين دو روفريه إنما تسعى إلى زرع الكراهية، "وهذا ما سنحول دونه"، على حد تعبيره. كما أكد على ضرورة فعل كل ما في الوسع حتى لا تولّد العملية الإرهابية دوامة جديدة من العنف.
صورة من: picture alliance/Sven Simon/F. Hoemann
مؤتمر الأساقفة الكاثوليك الألمان أكد أن إغلاق الكنائس ليس حلا للحيلولة دون حدوث عمليات إرهابية كتلك التي طالت كنيسة سانت إيتيين دو روفريه، مشددا على ضرورة إبقاء الأبواب مفتوحة في وجوه المؤمنين والزوار وكل من يقصد بيوت الله. وأكد المؤتمر على ضرورة الحيلولة دون أن يأخذ الخوف اليد العليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Uwe Zucchi
رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل فالس الذي وصف العملية الإرهابية التي تعرض لها القس جاك هامل في كنيسة سانت إيتيين روفريه بأنه عمل "وحشي"، معبرا أنه ضربة لكل الكاثوليك ولكل فرنسا. ولكنه شدد على ضرورة عدم التفرقة بين مختلف شرائح المجتمع الفرنسي بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية، حيث قال عبر تويتر "سنقف معا".
صورة من: Getty Images/AFP/P. Kovarik
العملية الإرهابية التي تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" ردا على مشاركة فرنسا في التحالف العسكري الدولي ضده، نفذها شخصان اعتبرهما من جنوده. ويبدو أنهما كانا يعتقدان أنهما نفذا ذلك باسم االإسلام. لكنهما كغيرهم ممن سبقهم إنما يسيؤون له يوما بعد يوم، حسب تأكيد دليل بو بكر إمام مسحد باريس الكبير. "هذا العمل ليس من الإسلام من شيء"، على حد تعبيره، مضيفا بأنه "عمل يدينه كل مسلمي فرنسا ويرفضونه."