ذكر المرصد السوري أن غارة جوية مجهولة الهوية على إدلب اسفرت عن مقتل العديد من المدنيين بيهم أطفال. فيما تمكنت المعارضة من انتزاع حي المنشية في درعا من النظام. وفي حمص، غادرت دفعة رابعة من المقاتلين والعوائل حي الوعر.
إعلان
قتل 18 مدنيا، بينهم خمسة أطفال، في غارة جوية السبت(الثامن من نيسان/أبريل) على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ورجح المرصد أن تكون طائرات روسية، تقاتل دعما للنظام السوري، قد شنت الغارة على قرية أورم الجوز في الريف الجنوبي لإدلب، مضيفا أن الحصيلة قد ترتفع لان عددا من المصابين حالتهم حرجة. وفي حصيلة سابقة، أشار المرصد إلى مقتل 15 مدنيا بينهم أربعة أطفال.
على صعيد آخر، سيطرت فصائل المعارضة السورية اليوم السبت (الثامن من نيسان/أبريل 2017) على حي المنشية في مدينة درعا جنوب سوريا بعد معارك استمرت حوالي شهرين. وقال قائد عسكري في غرفة عمليات البنيان المرصوص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن "فصائل الثوار سيطرت بعد ظهر اليوم على حي المنشية بالكامل بعد السيطرة على حاجزي اللعبين والسيرياتل وإن قوات النظام تكبدت أكثر من 50 قتيلاً وأكثر من 300 جريح إضافة إلى وجود 15 أسيراً خلال الساعات الـ48 الماضية". وأضاف القائد العسكري: "بعد سيطرة الفصائل على الحي ردت قوات النظام بشن أكثر من 25 غارة من الطائرات الحربية الروسية والسورية إضافة إلى إلقاء أكثر من 20 برميلاً متفجراً على أحياء درعا البلد".
ويشار إلى أن فصائل الجبهة الجنوبية التابعة الجيش السوري الحر قد أطلقت في منتصف شهر شباط /فبراير الماضي معركة "الموت ولا المذلة" للسيطرة على حي المنشية، لقطع الطريق على قوات النظام من الوصول إلى الجمرك القديم جنوب غرب مدينة درعا، ورداً على عدم التزام قوات النظام بالهدنات التي يعلن عنها.
وفي حمص، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية، سانا، أن مئات من المقاتلين السوريين غادروا السبت مع بعض عائلاتهم آخر حي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حمص بوسط البلاد. وقالت سانا "خرج من حي الوعر 480 من المسلحين والبعض من أفراد عائلاتهم وفق البرنامج المحدد لتنفيذ اتفاق المصالحة". وقال محافظ حمص، طلال البرازي، للوكالة إن "عملية خروج المسلحين إلى الريف الشمالي الشرقي تتم بإشراف الهلال الأحمر السوري وقوى الأمن الداخلي والشرطة العسكرية الروسية".
وميدانياً أيضاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صحفي اليوم، إن غارة جوية أدت لمقتل سيدة في خان شيخون في ريف إدلب، بالتزامن مع استهداف ريف المدينة الشرقي بالرشاشات. وأشار المصدر أنه لم يتضح بعد فيما كانت الغارة الجوية لسلاح الطيران الروسي أم للسوري. كما أشار المرصد إلى أن هذه أول سيدة تقتل بعد هجوم خان شيخون يوم الثلاثاء الماضي، والذي راح ضحيته عشرات القتلى والجرحى ويشتبه بأنه كيميائي.
خ.س/ح.ع.ح (د ب أ، أ ف ب)
في صور: الأسلحة الكيماوية في سوريا - خان شيخون هل تنهي اللاعقاب؟
الهجوم الكيماوي على خان شيخون في محافظة ادلب، أعقبته اتهامات لقوات النظام السوري. مشاهد القتل البشعة للمدنيين والأطفال بالخصوص حركت المجتمع الدولي، وجعلت ملف الأسلحة الكيمياوية في سوريا يخرج من دائرة اللاعقاب.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
الهجوم بغازات سامة على مدينة خان شيخون السورية وتسببه بمقتل العشرات ضمنهم أطفال، أعقبته ردود فعل دولية منددة، لكن عجز مجلس الأمن الدولي عن إصدار موقف ردا على الهجوم، أحدث منعرجا في الموقف الأمريكي حيث بادرت إدارة الرئيس ترامب بتوجيه ضربة جوية بصواريخ توماهوك على قاعدة جوية في حمص مرتبطة بالبرنامج الكيماوي السوري.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
أعربت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن "قلقها العميق" تجاه الهجوم الكيماوي الذي استهدف بلدة خان شيخون. وأعلنت أن "بعثة تقصي الحقائق التابعة للمنظمة دخلت مرحلة جمع وتحليل كل الأدلة من المصادر الموجودة". كما أكدت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة حول حقوق الإنسان في سوريا أنها "تحقق حاليا" في الهجوم الكيميائي الذي وقع في محافظة إدلب. وشددت على "واجب تحديد هوية منفذي هذه الهجمات ومحاسبتهم".
صورة من: picture-alliance/AP
وقتل أكثر من 70 مدني، وأصيب المئات غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانة دولية واسعة.
صورة من: Getty Images/Afp
وكان الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" قد صرح أن استخدام الأسلحة الكيميائية "يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي"، مبديا أسفه من أن "الأمم المتحدة ليست في وضع يسمح لها بالتحقق من هذه التقارير بصورة مستقلة".
صورة من: picture-alliance/dpa
وكانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وزعت مسودة مشروع قرار إلى مجلس الأمن يطالب بإجراء تحقيق سريع بعد أن اتهمت المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/Syria Civil Defence
ويعد الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل نحو 1400 مدني بالغوطة الشرقية في أغسطس/ آب 2013.
صورة من: picture-alliance/AA/I. Ebu Leys
نسبة لبيانات الأمم المتحدة ففي آذار/مارس 2013، تم استخدم غاز السارين لأول مرة في في خان العسل بحلب وتسبب بسقوط 20 قتيلاً و80 مصاباً، بينهم مدنيون وجنود من قوات النظام. و في 21 آب / أغسطس 2013، استخدمت قوات النظام، غاز السارين، في قصفها للغوطة الشرقية.
صورة من: picture alliance/ZUMA Press
ويرى مراقبون إمكانية حصول فصائل سورية معارضة على الأسلحة الكيماوية عن طريق العراق، خاصة أن الحدود المفتوحة ، كما أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية أكد مرارا أن الجماعات المسلحة استخدمت الأسلحة الكيماوية في العام الماضي.
صورة من: picture alliance/AA/F. Taki
وفي تشرين أول/ أكتوبر من العام 2013 وافقت سوريا على تدمير مخزونها من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاقية توسطت فيها موسكو وواشنطن.
صورة من: Reuters
وفيما يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا لمناقشة أبعاد الهجوم، رفضت روسيا مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى مجلس الأمن والذي يدين الهجوم واصفة إياه بـ "غير مقبول".
صورة من: picture-alliance/dpa
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته من جنيف أن ضحايا هجوم في سوريا يشتبه في أنه نفذ بأسلحة كيماوية ظهرت عليهم أعراض تماثل رد الفعل على استنشاق غاز أعصاب. وقالت المنظمة في بيان "يبدو أن بعض الحالات ظهرت عليها مؤشرات إضافية تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن غاز الأعصاب."
صورة من: picture-alliance/AP
الجيش السوري نفى نفيا قاطعا من جهته أي استخدام لمواد كيماوية، وأتهم الجماعات المعارضة ومن يقف خلفها في تخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية، وهو ما أكدته روسيا التي دافعت عن النظام السوري، وقالت إن سلاح الجو السوري استهدف "مستودعا" لفصائل معارضة يحتوي "مواد سامة". (الكاتب: علاء جمعة)