مقتل نازحين في رفح والجيش الإسرائيلي ينفي شن غارة في المنطقة
٢٨ مايو ٢٠٢٤
ذكرت مصادر فلسطينية أن أكثر من 20 شخصا قتلوا في مخيم للنازحين غرب رفح في غارة إسرائيلية جديدة، والجيش الإسرائيلي القيام بها. فيما تحدث شهود عيان عن اشتباكات جنوبي رفح وقالوا إن دبابات إسرائيلية "تتمركز" وسط المدينة.
إعلان
نفى الجيش الإسرائيلي شن غارة جوية على "المنطقة الإنسانية" في غرب رفح بعد أن قال مسؤولون في غزة إن غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل 21 شخصا على الأقل في مخيم للنازحين بالمنطقة الثلاثاء.
وقال الجيش في بيان "الجيش الإسرائيلي لم يقصف المنطقة الإنسانية في المواصي" في إشارة إلى المنطقة التي خصصها للنازحين من رفح ووجههم للتجمع فيها عندما شن الجيش هجومه البري في 7 أيار/مايو.
وفي وقت سابق اليوم اليوم الثلاثاء (28 مايو/أيار 2024) أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة إن 21 شخصا على الأقل قتلوا في غارة إسرائيلية جديدة على مخيم للنازحين غرب مدينة رفح في جنوب القطاع. وقال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير لوكالة فرانس برس: أحصي "18 قتيلا حتى اللحظة وعدد من الإصابات في استهداف خيم النازحين غرب رفح" في القصف الإسرائيلي. وأكد في تصريح لاحق ارتفاع عدد القتلى إلى 21. وأشارت حركة حماس في بيان إلى "مجزرة جديدة".
وكانت غارة إسرائيلية الأحد قد أدت إلى إشعال النيران في مخيم يزدحم بالنازحين في رفح ما أسفر عن مقتل 45 شخصا على الأقل وفقا لمسؤولين فلسطينيين. وأثارت الغارة الإسرائيلية غضبا وتنديدا عالميين الأمر الذي حدا برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى الإعلان عن أن بلاده تحقق في "الحادث".
وذكر الأميرال دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش أنه لم يتضح بعد سبب اندلاع الحريق المميت، لكنه أضاف أن السبعة عشر كيلوجراما من الذخائر المستخدمة في الهجوم أصغر بكثير من أن تتسبب في نشوب حريق بحجم الحريق الذي اندلع.
وفي سايق متصل قال شهود عيان ومحليين إن الجيش الإسرائيلي توغل إلى غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة وسط شن هجمات برية وجوية على المنطقة. وأفادت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) والفرنسية (ا.ف.ب)، نقلا عن شهود عيان في مدينة رفح، أن قوات الجيش الإسرائيلي تسللت إلى حي تل السلطان من محور فيلادلفيا فيما أطلقت دبابات عدة قذائف بشكل عشوائي على خيام النازحين مما أدى إلى مقتل عدد منهم.
وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس بغزة، إن أربع قذائف على الأقل تم إطلاقها على خيام النازحين أثناء توغل الجيش مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص. وأضافت الوزارة أن الطواقم الطبية تواجه صعوبات بالغة بالوصول إلى الضحايا في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية على مدينة رفح. وفي ذات السياق، أكد شهود العيان أن الآلاف من النازحين بدأوا بالهرب من منطقة مواصي رفح نحو خانيونس والمناطق الوسطى خشية التعرض لمزيد من الهجمات الاسرائيلية.
بعد استهداف مخيم للنازحين في رفح.. "ملف غزة" إلى أين؟
36:25
وأكد شهود عيان لوكالة فرانس برس "تمركز" دبابات إسرائيلية وسط مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، مع ورود أنباء عن قتال عنيف مع مقاتلي حركة حماس. وأكد مصدر أمني أن "آليات الاحتلال موجودة الآن وسط وجنوب غرب رفح". وأشارت مصادر محلية إلى وقوع اشتباكات في المكان.
يشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا و الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وباشرت إسرائيل مطلع أيار/مايو الحالي هجوما بريا على رفح حيث كان يتكدس 1,4 مليون مدني فلسطيني. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن حوالي مليون مدني نزحوا من رفح بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء.
ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance