أعلن الجيش التركي عن مقتل وإصابة عدد من جنوده في عملية نسبت لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، كما أصيب عنصرا درك تركي في عملية أخرى. وباتت هذه العمليات شبه يومية في ظل التوتر الذي يخيم على جنوب شرق تركيا.
إعلان
قال الجيش التركي إن ثلاثة من جنوده قتلوا وأصيب ستة آخرون اليوم السبت (15 آب/ أغسطس) عندما فجر مسلحون أكراد عبوة ناسفة بالتحكم عن بعد مما أدى إلى إصابة قافلتهم. وقالت رئاسة الأركان على موقعها الإلكتروني إن الجنود كانوا يسافرون قرب مدينة بنغول في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية.
وفى الوقت ذاته قال مسؤولون محليون إن هجمات نفذها مسلحون يشتبه في انتمائهم إلى حزب العمال الكردستاني في وقت مبكر اليوم السبت أسفرت عن إصابة عنصرين من قوة الدرك التركية. وقال مكتب حاكم ولاية بيتليس في بيان إن سيارة محملة بمتفجرات تم تفجيرها أمام مركز للدرك قرب قرية كايناركا جنوب بحيرة وان في شرق تركيا في الصباح المبكر مما تسبب في إصابة عنصرين من الدرك، بحسب وكالة الأناضول التركية.
وكان ثلاثة جنود أتراك قد لقوا حتفهم وأصيب 6 آخرون في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، خلال اشتباكات مع عناصر حزب العمال الكردستاني في ولاية هكاري، شرق البلاد. وذكرت وكالة الأناضول التركية نقلا عن مصادر عسكرية، أن عناصر الحزب الكردستاني المسلحة أطلقوا النار على قوات الجيش، أثناء قيامها بعملية تمشيط في منطقة "داغليجا"، التي تبعد 45 كم عن بلدة "يوكسك أوفا" في الولاية الواقعة جنوب شرقي تركيا.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
ويهاجم حزب العمال الكردستاني أهدافا عسكرية بشكل شبه يومي منذ بدأت الحكومة شن ضربات جوية على معسكرات مقاتليه في شمال العراق في 25 يوليو/ تموز وهو الأمر الذي أنهى وقفا لإطلاق النار منذ عامين في الصراع المستمر منذ ثلاثة عقود. ويقول مسؤولون أتراك إن الحملة العسكرية تهدف إلى التصدي لمسلحي حزب العمال الكردستاني علاوة على متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" في شمال سوريا.
وتشير الحكومة إلى أن ما يربو على 40 عضوا من قوات الأمن قتلوا في الهجمات وأن 174 آخرين أصيبوا. وتشير تقارير وسائل الإعلام التركية إلى أن عدد قتلى حزب العمال الكردستاني يزيد على 200.
ويخيم التوتر على جنوب شرق البلاد حيث يصادف اليوم السبت مرور 31 عاما على اندلاع الصراع في عام 1984. وقتل في هذا الصراع أكثر من 40 ألف شخص معظمهم من الأكراد.