وفي حصيلة أولية قالت مصادر أمنية عراقية أن عدد القتلى بلغ أربعين شخصا على الأقل، فيما جرح نحو مائة آخرين في هجومين استهدفا اليوم (الجمعة، الخامس من فبراير/ شباط 2010) منفصلين استهدفا جموع زوار متجهين إلى مدينة كربلاء العراقية لإحياء أربعينية الإمام الحسين. وحسب تصريحات شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية "د. ب. أ"، فقد قتل 26 شخصا وجرح 70 آخرين في انفجار سيارة مفخخة قرب منطقة قنطرة السلام، شرقي كربلاء الواقعة على بعد نحو 120 كيلومتر جنوبي بغداد. فيما قتل 16 شخصا وجرح أكثر من 30 آخرين جراء سقوط ثلاث قذائف صاروخية استهدفت جموع الزائرين في منطقة باب طويريج، المدخل الشرقي للبلاد.

وأضافت المصادر أن هذه الحصيلة مرشحة للارتفاع في كلا الهجوميين نظرا لشدة الإصابات، في الوقت الذي تقوم فيه سيارات الإسعاف وسيارات الشرطة بنقل المصابين إلى المستشفيات ويتولى أكثر من 30 ألفا من أفراد قوات الجيش والشرطة تأمين الحماية للزوار بالإضافة إلى مشاركة الطيران الأمريكي في الخطة الأمنية والتحليق في سماء كربلاء والمناطق المحيطة بها.

تصعيد إرهابي في ظل تفاقم الأزمة السياسية

من جهتها، أدانت المرجعية الشيعية العليا في العراق هذه الاعتداءات، فيما اتهم محافظ كربلاء آمال الدين الهر تنظيم القاعدة وأنصار حزب البعث المنحل بارتكاب هذا الاعتداء. و يشار إلى أن ملايين الشيعة من العراق ومن دول الخليج وسوريا ولبنان وإيران وعدد من الدول الأخرى قد شاركوا في مراسم إحياء أربعينية الحسين التي بدأت قبل أسبوعين وتنتهي اليوم الجمعة. كما توافد عدد كبير من الزوار من شتى أنحاء العراق على مدينة كربلاء سيرا على الأقدام.

وبحسب أحمد الصافي وكيل المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله على السيستاني، فقد بلغ عدد المشاركين في مراسم إحياء أربعينية الإمام الحسين 14 مليونا و200 ألف زائر. و يعد هذا الهجوم الثالث من نوعه هذا الأسبوع الذي يستهدف الزوار الشيعة. ويقول مراقبون إن هذه العمليات تتزامن مع حالة من الغضب السياسي بشأن منع مرشحين، عدد كبير من بينهم من السنة، من خوض الانتخابات العامة في البلاد، التي ستجري في السابع من مارس / آذار المقبل. يذكر أن قنبلة مخبأة في عربة تجرها دراجة نارية كانت قد قتلت 20 على الأقل من الزوار الشيعة يوم (الأربعاء 3 فبراير/ شباط) أثناء تدفقهم على كربلاء. كما قتل أكثر من 40 شخصا على مشارف العاصمة بغداد يوم الاثنين عندما بدأوا المسيرة الطويلة إلى المدينة التي يقدسها الشيعة.

(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)

مراجعة: حسن زنيند