قالت الشرطة الصومالية إن متشددين مسلحين اقتحموا فندقا في مقديشو صباح الأربعاء. وسُمِع دوي انفجار هز أرجاء مقديشو. وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن 14 شخصا على الأقل قتلوا في هذا الهجوم.
إعلان
قالت الشرطة وشهود إن 14 شخصا على الأقل لقوا حتفهم في هجوم بسيارتين مفخختين استهدفتا فندقا في العاصمة الصومالية مقديشو اليوم الأربعاء (25 يناير/ كانون الثاني 2017)، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".
وقال مسؤول الشرطة محمد ضاهر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن شاحنة محملة بالمتفجرات انفجرت أولا أمام الفندق مباشرة ، ثم انفجرت قنبلة داخل سيارة متوقفة بالقرب من الفندق. وأضاف ضاهر أن مسلحين ينتمون لجماعة "الشباب" الإرهابية اقتحموا فندق "داياه" ،الذى يحظى بشهرة كبيرة بين رجال الأعمال ومسؤولي الحكومة، عقب التفجيرين .
ودوت أصوات طلقات الأعيرة النارية في محيط الفندق. وأفاد المسؤول الأمني محمد حسن بأنه "من المتوقع أن ترتفع حصيلة القتلى نظرا لأنه من المحتمل أن يكون هناك بعض الأشخاص محاصرين داخل الفندق المكون من ثلاثة طوابق".
وذكرت الشرطة أن الهجوم أسفر أيضا عن إصابة ما لا يقل عن 20 شخصا أخرين. وأفادت وكالة الانباء الفرنسية "أ ف ب" جرح عدد من الصحفيين في الهجوم. وقالت إذاعة "الأندلس" القريبة من حركة الشباب الصومالية المتشددة إن الحركة تقف وراء هذا الهجوم.
بينما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول الشرطة إبراهيم محمد "حتى الآن أحصينا سبعة قتلى معظمهم من المدنيين والحراس الأمنيين. هناك أيضا العديد من الاشخاص الذين اصيبوا في الانفجارين".
وكان مسؤولون قد قالوا أمس الثلاثاء إن أربعة جنود على الأقل قتلوا وجرح خمسة جراء انفجار قنبلة قالت حركة الشباب الإسلامية المتشددة إن مقاتليها زرعوها خارج معسكر للجيش في بلدة على مقربة من العاصمة مقديشو.
وقال الرائد في الشرطة عثمان عبد الله لرويترز إن الانفجار وقع في بلدة أفجوي التي تبعد 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة في أعقاب هجوم شنته حركة الشباب المتشددة في البلدة ذاتها صدته القوات الحكومية.
وذكرت السلطات الكينية أن جنودا كينيين يعملون ضمن بعثة الاتحاد الافريقي في الصومال قتلوا سبعة من مقاتلي حركة الشباب في منطقة صومالية على الحدود بين البلدين.
ص.ش / ح.ز (رويترز، د ب أ)
الصومال ـ بين الإرهاب والعودة إلى الحياة الطبيعية
بعدما تمكنت قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال من طرد ميليشيات حركة الشباب المتطرفة من مقديشو وباقي معاقلها في المدن الرئيسية الأخرى، بدأت الحياة الطبيعية تعود ببطء إلى هذا البلد الإفريقي، رغم استمرار النكسات الأمنية.
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
عودة الأمور إلى طبيعتها؟
تعتبر الصومال أكثر البلدان الإفريقية تضرراً من الحروب في منطقة القرن الإفريقي. فبعد انتهاء الحرب الأهلية الطاحنة التي انتهت بالإطاحة بنظام الرئيس محمد زياد بري عام 1991، أصبح هذا البلد الفقير ملاذاً للقراصنة والجماعات الإسلامية المسلحة. في الصورة يظهر طفل صومالي يلعب كرة القدم مع قوات بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال (AMISOM)، بعد ما كانت ميلشيات حركة الشباب قد منعت ذلك في وقت سابق.
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
برلمان جديد في الصومال
تمكنت قوات بعثة الاتحاد الأوروبي لحفظ السلام في الصومال، إلى جانب قوات الجيشين الصومالي والإثيوبي، من إخراج ميلشيات حركة الشباب من العاصمة الصومالية مقديشو وبعض المدن الرئيسية الأخرى. وفي أغسطس/ آب 2012 أدى نواب البرلمان الصومالي الجديد اليمين الدستورية لأول مرة بعد ثماني سنوات، سيرت فيها حكومة انتقالية شؤون البلاد. وقد تم أداء اليمين في مطار العاصمة بدل مبنى البرلمان لدواعي أمنية.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/GettyImages
محاولة اغتيال الرئيس الجديد
انتخب البرلمان الصومالي، ولأول مرة منذ عشرين عاما، حسن شيخ محمود رئيسا جديدا للبلاد في سبتمبر/ أيلول 2012. و نجا شيخ محمود من محاولة اغتيال بعد يومين فقط من انتخابه رئيسا، حيث فجر شخصين نفسيهما أمام مقر إقامته المؤقتة. و بقي الرئيس الصومالي، البالغ من العمر 56 عاما، في وقت لاحق هدفا لهجمات أخرى.
صورة من: ABDURASHID ABDULLE ABIKAR/AFP/GettyImages
تحرير المدن الساحلية
تابع الصيادون في مدينة ماركا الساحلية، التي تبعد بحوالي 100 كلم عن العاصمة مقديشو، وصول قوات الاتحاد الإفريقي في سبتمبر/ أيلول 2012. هذه المدينة كانت تعتبر لوقت طويل معقلاً لميليشيات حركة الشباب الصومالية المتطرفة. وفي نهاية نفس الشهر، تم طرد هذه الميليشيات من مدينتي ماركا وكيسمايو الساحليتين بعد معارك ضارية دارت بينها وبين قوات كينية تابعة للقوات الإفريقية.
صورة من: SIMON MAINA/AFP/GettyImages
مجاعة ويأس وخوف
بسبب الخوف من ميليشيات حركة الشباب الإسلامية المتطرفة، هرب كثير من المدنيين من المناطق التي كانت تسيطر عليها هذه الميليشيات. هذه العائلة حملت أمتعتها على هذه الشاحنة، فيما اضطرت عائلات أخرى إلى حمل أمتعتها على عربات تجرها الدواب. ويعاني كثير من الصوماليين من تبعات الجفاف والمجاعة والحرب. وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فقد توفي حوالي 260 ألف شخص بسبب المجاعة في الفترة بين عامي 2010 و2012.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/GettyImages
توفير الحماية للسكان
تواجد قوات الاتحاد الإفريقي في الصومال أصبح من الأمور الطبيعية في هذا البلد. أولى طلائع هذه القوات وصلت عام 2007 بعد قرار لمجلس أمن الاتحاد الإفريقي، حيث كانت مهمتهم آنذاك دعم الحكومة الانتقالية. هذه القوات توفر الحماية الآن لسكان مدينة أفكوي الواقعة في غرب العاصمة مقديشو. بالإضافة إلى حماية الفارين من بطش مليشيات حركة الشباب.
صورة من: STUART PRICE/AFP/GettyImages
استرجاع المناطق الريفية
في ديسمبر/ كانون الأول، تمكنت وحدات قوات الاتحاد الإفريقي التي تبلغ قوامها 17 ألف جندي من ملاحقة عناصر ميلشيات حركة الشباب المتطرفة القريبة من تنظيم القاعدة واسترجاع كثير من معاقلها في المناطق الريفية. ورغم نجاح قوات الاتحاد الإفريقي في استرجاع هذه المناطق تدريجيا وفي تحسين الوضع الأمني في البلاد عموماً، إلا أن عناصر ميليشيات حركة الشباب الإسلامية المتطرفة لازالت تقوم بتفجيرات في العاصمة مقديشو
صورة من: STUART PRICE/AFP/Getty Images
قنابل وإطلاق نار في مقديشو
بعدما بدأت الحياة الطبيعية تعود شيئا فشيئاً إلى العاصمة مقديشو، استيقظت المدينة على دوي سلسلة من الانفجارات في أحد أيام شهر أبريل/ نيسان 2013. إذ انفجرت سيارتان مفخختان أمام مبنى المحكمة. وقد تسبب هذا الانفجار في وفاة 16 شخصا. وبعدها بأسبوعين تم اغتيال موظف كبير في وزارة العدل الصومالية وصحفي بعد إطلاق النار عليهما في الشارع العام.
صورة من: Mohamed Abdiwahab/AFP/Getty Images
العودة إلى الحياة الطبيعية تدريجياً
رغم الصعوبات الأمنية، هناك كثير من الإشارات التي تدل على أن الصومال سائرة في الطريق الصحيح. ومن بين هذه الإشارات، بدء عودة الصوماليين المنفيين إلى بلادهم منذ بداية هذا العام. إضافة إلى قرار بريطانيا بإعادة فتح أبواب سفارتها في مقديشو بعدما ظلت مغلقة مدة 22 عاما. علاوة على قرار الأمم المتحدة إرسال خبرائها المدنيين إلى الصومال منذ بداية مايو/ أيار 2013. وتراجع هجمات القراصنة في القرن الإفريقي.