مقتل 24 شخصا في معمل "سري" للنسيج غمرته المياه بالمغرب
٨ فبراير ٢٠٢١
قالت السلطات المغربية إن تسربا لمياه الأمطار تسبب في مقتل 24 على الأقل بمعمل "سري" للنسيج بمدينة طنجة. ولم يتضح كم عدد الأشخاص الذين كانوا في المبنى، لكن السلطات أكدت أن عمليات الإنقاذ مستمرة وأنها فتحت تحقيقا في الحادث.
فرق الإنقاذ تسعف ضحايا معمل النسيج بمدينة طنجة بالمغربصورة من: AFP/Getty Images
إعلان
لقي 24 شخصا على الأقل حتفهم الاثنين (الثامن من فبراير/ شباط 2021) في معمل "سري" للنسيج تسربت إليه مياه الأمطار في مدينة طنجة بشمال المغرب، في حادث أثار صدمة وتساؤلات حول وجود هذا المعمل وسط حي سكني دون علم السلطات.
وقع الحادث صباح الاثنين حيث انتشلت فرق الإنقاذ جثت 24 شخصا وأنقذت 10 آخرين، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء المغربية، مشيرة إلى استمرار البحث للوصول إلى بقية الأشخاص المحاصرين وانقاذهم.
وأوضح المصدر نفسه "عرفت وحدة صناعية سرية للنسيج كائنة بمرآب تحت أرضي بفيلا سكنية (...) صباح اليوم الاثنين، تسربا لمياه الأمطار، مما تسبب في محاصرة عدد من الأشخاص كانوا يعملون بداخلها".
وعلت الصدمة والترقب وجوه أقارب عمال كانوا داخل القبو وقت الحادث وشهود عيان تجمعوا في محيط الفيلا حيث وقعت الفاجعة، بحسب مقاطع فيديو لوكالة فرانس برس.
واستطاع بعض الناجين تفادي الغرق بمساعدة أفراد من سكان الحي، بحسب شهادة أحدهم. ونقل الناجون إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية.
مكان تواجد معمل النسيج السري الذي وقعت فيه الفاجعة بمدينة طنجة المغربيةصورة من: AFP/Getty Images
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن احتمال حصول احتكاك كهربائي أودى بالضحايا، من دون أن تؤكد السلطات هذه الأنباء حتى الآن.
وعصر اليوم ندد النواب المجتمعون في جلسة أسبوعية للبرلمان في مداخلاتهم بـ"وجود مثل هذه الأماكن السرية"، و"عدم احترام حقوق وسلامة العاملين"، مشددين على أن ضرورة اجراء "تحقيق كامل وترتيب كافة المسؤوليات".
من جهته تساءل مرصد الشمال لحقوق الإنسان، جمعية غير حكومية، في بيان "كيف يمكن لعشرات العمال والعاملات أن يلجوا لسنوات مرآب بناية سكنية وسط حي سكني بدون انتباه ومراقبة السلطات المحلية". وأضاف "كيف يمكن لوحدة صناعية بمرآب فيلا الحصول على التيار الكهربائي المرتفع بدون الحصول على الرخص من السلطات المختصة؟"، داعيا إلى "توقيف ومتابعة المتورطين في جريمة معمل طنجة".
ويشار إلى أن قطاع العمل غير الرسمي في المغرب يمثل نحو خُمس النشاط الاقتصادي غير الزراعي، وكثيرا ما يقع العمال فريسة لظروف عمل غير آمنة.
وعلى الفور أعلنت السلطات فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة للكشف عن ظروف وحيثيات هذا الحادث، وتحديد المسؤوليات.
هـ.د/ أ.ح (أ ف ب، رويترز)
أين حلّت الدول العربية في مؤشر الفساد لعام 2020؟
"لا يزال يُنظر إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على أنها شديدة الفساد مع إحراز تقدم ضئيل في السيطرة عليه"، هذا ما يقوله تقرير منظمة الشفافية الدولية حول الفساد ومستوياته خلال عام 2020 في 180 دولة ومنطقة عبر العالم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. al Jurani
اليمن.. الرتبة 175 بـ 15 درجة فقط!
ليست أحوال البلد الذي يعيش "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" بالجيدة في المؤشر، رغم تقدم طفيف بدرجتين في المؤشر الذي تصدره منظمة الشفافية الدولية (ترانسبارنسي). ويعزو هذا الوضع المستمر إلى الحرب داخل البلد، ما خلق مشاكل اقتصادية واسعة وصعب محاربة الفساد. وترى المنظمة أن حتى إدارة الإغاثة الخاصة بتدبير جائحة كورونا لم تكن لها الشفافية اللازمة في توزيع المساعدات الإنسانية.
صورة من: ESSA AHMED/AFP/Getty Images
سوريا.. الرتبة ما قبل الأخيرة عالميا!
لا يوجد أسفلها سوى جنوب السودان والصومال اللذان حلا في المركز 179، بينما حلت سوريا في 178. تدهورت أحوال البلد منذ اندلاع النزاع المسلح في أعقاب بداية الانتفاضة ضد نظام الأسد. خسرت سوريا 12 نقطة منذ عام 2012 وتملك الآن 14 نقطة فقط وهو وضع يكاد يكون طبيعيا نظرا لاستغلال منظومة الفساد لحالة الحرب ولجوء السوريين، لدرجة أن هناك من تؤكد أن للفساد منظومة قد تتجاوز منظومة الدولة.
صورة من: Delil Souleiman/AFP /Getty Images
الجزائر.. الرتبة 104 بـ 36 درجة
تقدمت الجزائر مرتبتين عن تقرير العام الماضي. يدرك المتتبعون أن البلد يعاني من أزمة فساد بنيوية، وليست المحاكمات الأخيرة لمجموعة من رموز نظام بوتفليقة سوى تجليا بسيطا لها، فهناك جرائم خطيرة تتعلق بنهب الأموال العمومية وتهريبها للخارج وتقديم رشاوى ضخمة والاغتناء غير المشروع. وفي الوقت الذي ينظر فيه البعض بعين الرضا لهذه المحاكمات، هناك من يرى أنها مجرد تصفية حسابات بين أقطاب في الدولة.
صورة من: Reuters/R. Boudina
المغرب.. الرتبة 86 بـ40 درجة
تراجع المغرب عن ترتيب 2019 بـ 6 مراتب . ترى المنظمة أن التدابير الاستثنائية التي اتخذتها الرباط استجابة لحالة الطوارئ "افتقرت إلى الرقابة وسمحت بإعفاءات خاصة لم تخضع الحكومة للمساءلة عنها"، وهو ما "شكل مخاطر كبيرة على جهود مواجهة سوء إدارة الأموال والفساد". وهنا تشير المنظمة كذلك إلى اعتقال السلطات للصحفيين المستقلين، إذ تم اعتقال ثلاثة صحفيين ونشطاء إعلاميين على الأقل عام 2020.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Achoui-Lesage
الإمارات وقطر.. نتائج مرضية نسبيا
حافظت الإمارات على ترتيبها بحلولها في المركز 21 بـ 71 درجة. تملك الإمارات منظومة قوانين تشدّد على محاربة الفساد وتؤكد على الشفافية، غير أن البلد يدار بقبضة من حديد، كما أن "الفساد يتكرس في أماكن أخرى بالقطاع الخاص". حلت قطر ثانية عربيا في المركز 30 عالميا، وهي بدورها تملك هيئات رقابية قوية تفرض شروطا صارمة على التعاملات المالية، بيد أن انتقادات كبيرة تلاحقها وخاصة حقوق عمال ملاعب المونديال.
صورة من: Kamran Jebreili/AP Photo/picture-alliance
لبنان.. مركز مخيّب للغاية
الرتبة 149 بـ 25 درجة وبتراجع 12 درجة عن آخر ترتيب، يتأكد أن لبنان يعاني بشكل واضح في محاربة الفساد، إذ لم ينجح الحراك المناوئ للحكومة في تحسين الوضع. تقول المنظمة إنه رغم هذه الاحتجاجات، فـ 'التحقيقات الرئيسية لم تبدأ، ولم يخضع أيّ مسؤول عام للمحاكمة". وزادت جائحة كوفيد -19 من صعوبة الوضع، ثم انفجار مرفأ بيروت. وتشير المنظمة إلى افتقار المحاكم للاستقلالية رغم وجود قوانين لمحاربة الفساد.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Amro
مصر وتونس.. مساران متناقضان
تراجعت مصر بتسعة مراتب لتحتل المركز 117 بـ 33 نقطة. ومن أبرز المجالات التي توجه فيها الانتقادات لمصر الطريقة التي يتدخل بها الجيش في الحياة العامة مع ما يكتنف ذلك من غياب للشفافية وصعوبات للمساءلة. عكس ذلك، تقدمت تونس خمس مراتب لتحتل المركز 69، فرغم أن البلد يعاني من عدم استقرار سياسي و من شبه إخفاق في معالجة المشاكل الاجتماعية، إلّا أنه قطع بشكل كبير مع الفساد المهيكل.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
العراق.. غنى الموارد مقابل فقر الحياة
تقدم ضئيل للغاية بمركزين ليحتل العراق المركز 160، لكنه تقدم غير كافٍ لإبعاد البلد عن دائرة الدول "الأكثر فسادا"، تقول المنظمة إن "الفساد المترسخ في النظام يحرم الناس من حقوقهم الأساسية مثل الحصول على مياه الشرب والرعاية الصحية". يعيش البلد الغني بالنفط أزمة اقتصادية أجلت أكثر من مرة دفع رواتب الموظفين، وسط اتهامات بنهب المال العام بأكثر من 250 مليار دولار منذ 2003، مقابل غياب تام للمساءلة.
صورة من: picture-alliance/AA/Murtadha Al-Sudani
صورة "قاتمة" في العالم
يؤكد المؤشر أن "معظم البلدان لم تحرز سوى تقدم ضئيل أو معدوم". وذلك في سنة شهدت جائحة كوورنا التي استغلتها حكومات متعددة لصالحها. حافظت ألمانيا على ترتيبها تاسعة في المؤشر، فيما كانت الصدارة من نصيب نيوزيلندا والدانمارك. المثير أن دولا غربية حلّت بشكل متراجع نسبياً منها فرنسا (23) وأمريكا (29) وإسرائيل (35) وإيطاليا (52) وهي الرتبة نفسها التي تقاسمتها هذه الأخيرة مع السعودية.