لا يمر يوم دون ورود معلومات عن غرق سفن تقل مهاجرين من تركيا إلى الجزيرة اليونانية حيث ينتقلون من هناك إلى أرض الأحلام. فقد تحدثت وكالات أنباء تركية عن مقتل 36 مهاجرا بينهم أطفال في حوادث غرق قبالة السواحل التركية.
إعلان
قتل 36 مهاجرا بينهم العديد من الأطفال أثناء محاولتهم الوصول بحرا إلى اليونان اليوم الثلاثاء (الخامس من كانون الثاني/يناير 2016) قبالة السواحل التركية في حوادث غرق عدة هي الأسوأ في بحر ايجة منذ مطلع العام. وذكرت وكالة أنباء دوغان أن زورقا غرق وعلى متنه 22 شخصا بسبب الرياح العاتية.
وطوال النهار انتشلت الشرطة 29 جثة على سواحل منطقة ديكيلي (غرب) قبالة جزيرة ليسبوس اليونانية وخفر السواحل سبع جثث إضافية في مياه بحر ايجة كما أفاد متحدث باسم خفر السواحل لوكالة فرانس برس. وذكرت وكالة أنباء دوغان أن زورقا أبحر فجرا من منتجع ديكيلي (غرب) إلى ليسبوس غرق وعلى متنه 22 شخصا بسبب الرياح العاتية التي كانت تهب على بحر ايجة.
ورغم تدخل خفر السواحل الأتراك عثر على جثث معظم الركاب على ساحل في منطقة ايفالين شمالا بحسب الوكالة. وأظهرت صور وأشرطة فيديو نشرتها دوغان جثث العديد من الأطفال الذين يرتدون سترات النجاة، على الشاطئ التركي وكذلك رجال الإنقاذ ينتشلون آخرين من المياه.
كما غرق زورق مطاطي كان يقل 58 مهاجرا أيضا قبالة منتجع ديكيلي البحري كما أفادت دوغان. وعثر على جثث سبعة من هؤلاء بينهم نساء وأطفال على شاطئ قريب بحسب الوكالة. وعثر على جثث أكثر من 10 أشخاص بينهم نساء وأطفال على شاطئ قريب بحسب دوغان. وتم إنقاذ عدد من الأشخاص نقلوا إلى المستشفيات للمعالجة.
لاجئون سوريون تقطعت بهم السبل على ضفتي البوسفور
في إسطنبول يعيش حاليا عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين. جلهم يشعرون بأنهم محاصرين في المدينة التركية الضخمة بين الحرب في وطنهم الأم وبين حلم الوصول إلى أوروبا.
صورة من: DW/C. Roman
يعيش حاليا في مدينة إسطنبول التركية حوالي 400 ألف لاجئ سوري، ويقترب هذا العدد من أعداد اللاجئين السوريين في أوروبا بأكملها. ويتم التعامل معهم من قبل السلطات التركية بصفتهم "مسافرين" أي أنهم ضيوف مؤقتون، وبالتالي فلا حق لهم في اللجوء أو العمل.
صورة من: DW/C. Roman
علي، صبي عمره 13 عاما، يتحدث عن تجربته في القدوم إلى تركيا قائلا: "بلدي سوريا لم يعد موجودا، لأن بشار الأسد دمره، لذلك هربت قبل عامين مع عائلتي من حلب. على الحدود أطلقت الشرطة التركية النار علينا، فانبطحنا على الأرض واختبئنا لحين قدوم المهربين الذين أحضرونا إلى إسطنبول."
صورة من: DW/C. Roman
ويضيف علي "يتحتم أن أساعد عائلتي، والداي وستة إخوة وأخوات." وبدلا من أن يذهب إلى المدرسة، يعمل علي بشكل غير قانوني في سوبر ماركت في إحدى ضواحي مدينة إسطنبول، حيث يحصل على حوالي 47 يورو أسبوعيا ، مقابل ساعات عمل طويلة تصل إلى 14 ساعة يوميا. ويقول الصبي السوري: "أفتقد بيتي وأصدقائي، وأفتقد لعب الكرة معهم."
صورة من: DW/C. Roman
أما غيث، البالغ من العمر 22 عاما، فيقول: "كنت متشوقا دائما لدراسة الهندسة الكهربائية في مسقط رأسي، حمص. لكن بعد اندلاع الأحداث تم زجي في قوات الجيش السوري، وذلك لمقاتلة أبناء شعبي، ما اضطرني للهروب. أحلم أحيانا بعودتي لمدينتي حمص، وأن أجد فيها الحياة والسلام، اللذين عشناهما سابقا، لكن أعتقد أنني سأهرم قبل معايشتي ذلك مرة أخرى."
صورة من: DW/C. Roman
مارس غيث العديد من المهن ليتمكن من العيش، كان منها مهنة بواب في أحد الفنادق، المخصصة للسياح ويقول: " ألتقي هنا بالعديد من الأوروبيين، وأستمع باهتمام لقصصهم وحكاويهم، إلا أنني لا أعتقد أنهم يفهمون قصصي وتجاربي، مصطلحات الحرب والموت يعايشونها في الأفلام فقط."
صورة من: DW/Ch.Roman
ولا يرى الأخوان إبراهيم وغسان أي مستقبل في تركيا، لأنهما لا يملكان أي وضع قانوني كما يقولان. ويقول غسان الذي يعمل مع أخيه في أحد المخابز "هذا الوضع يشعرنا بالقلق. في سوريا كنت أعمل محاسبا، أما هنا فأنا لا شيء."
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار (32 عاما): "ما يشغل السوريين هنا، هو الطريق الأفضل للوصول إلى أوروبا، وهل هو بحرا بركوب القارب المطاطي؟ أم عن طريق البر؟" إليسار أنشأت محطة إذاعية في إسطنبول، موجهة للسوريين، الذين لم يهربوا بعد من مناطق إدلب وحماة وحلب، إلا أن إذاعتها أصبحت مصدرا مهما للمعلومات للكثير من اللاجئين في تركيا أيضا.
صورة من: DW/C. Roman
وتقول إليسار: "طفلتي ولدت هنا في تركيا، لكن ما حصلت عليه كغيرها من الأطفال، الذين يولودون هنا، مجرد ورقة إثبات تركية، لا تعني شيئا." وتتابع: "لا نستطيع الحصول أيضا على أية وثيقة سورية هنا، ما يعني أن الطفلة ليست سورية كما أنها ليست تركية."
صورة من: DW/C. Roman
يقول محمد، البالغ 19 عاما: "هربت بمفردي منذ عامين، عائلتي لا زالت تعيش في دمشق." ويتابع الشاب السوري: "أمنيتي كانت أن أكون مصورا محترفا، إلا أنه هنا لا أملك أي فرصة لذلك، ولم أتمكن من الحصول على أي عمل." ويضيف محمد: "أتعلم الآن اللغة التركية، وأعتقد أنه قد يكون من الأفضل أن أهرب إلى أوروبا."
صورة من: DW/C. Roman
قبل ثلاثة أسابيع كان محمد على وشك الانطلاق بقارب مطاطي للوصول إلى الشواطئ اليونانية، حيث طلب منه المهربون مبلغ 1200 دولار أمريكي من أجل ذلك. واضطر محمد إلى بيع آلة التصوير الثمينة، التي كانت بحوزته، من أجل تمويل هذه الرحلة، إلا أن الخوف تملكه في النهاية، ما اضطره إلى تأجيل السفر. "المرة القادمة لابد من أن أنجح"، يقولها محمد وهو لا يجيد حتى السباحة.
صورة من: DW/C. Roman
10 صورة1 | 10
وتذكر هذه الصور بحادث غرق الطفل آلان الكردي (ثلاث سنوات) الذي عثر على جثته في أيلول/سبتمبر على ساحل في منتجع بودروم التركي (غرب) على بعد بضعة أميال بحرية من جزيرة كوس. وهذه الصورة أصبحت رمز أزمة الهجرة وأرغمت الاتحاد الأوروبي على فتح أبوابه أمام المهاجرين ومعظمهم من اللاجئين السوريين والعراقيين.
وأصبحت تركيا، التي تستقبل وحدها 2,2 مليون سوري و300 ألف عراقي فروا من بلادهم التي تشهد حربا، إحدى أبرز نقاط انطلاق المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا.
وقال جويل ميلمان المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة للصحفيين في جنيف "لا يزال المهاجرون واللاجئون يدخلون اليونان بمعدل يتجاوز 2500 شخص يوميا من تركيا وهو قريب جدا من المتوسط في ديسمبر." وأضاف "لذلك نرى أن تدفق اللاجئين متواصل في الشتاء ومن الواضح أن الوفيات مستمرة أيضا."
وقالت المنظمة إن 3771 مهاجرا توفوا أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى أوروبا في العام الماضي مقارنة مع 3279 مسجلين في 2014.