أظهرت نتائج إنتخابات دائرة دريسدن التي تأخرت في الإدلاء بصوتها لمدة أسبوعين عن فوز مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي أندرياس ليميل على منافسته من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، فحزبه المحافظ فاز بـ36.9 % من أصوات الناخبين الأولى، بينما إستطاعت مرشحة الحزب الاشتراكي مارليس فولكمر الفوز بـ32% صوتاً. وعلى الرغم من ذلك فقد فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي بأكبر نسبة من "الأصوات الثانية" التي تحدد أخيراً قوة الأحزاب الحقيقية في البرلمان حيث حصل على 27.6 % بينما فاز الحزب المسيحي الديمقراطي بـ24.4% من نسبة الأصوات.

مقعد إضافي لميركل

وفي غضون ذلك إعتبر المسئولون في أحزاب المعارضة أن موقف أنغيلا ميركل قد تعزز اليوم الاحد بعد فوز حزبها بمقد برلماني جديد ليتقدم حزبها المحافظ على الاشتراكيين الديمقراطيين بقيادة المستشار غيرهارد شرودر بفارق أربعة مقاعد برلمانية. ويذكر أن الاتحاد الديمقراطي المسيحي تقدم على غريمه الأكبر، الحزب الديمقراطي الاشتراكي بثلاثة مقاعد في الانتخابات العامة التي جرت في 18 سبتمبر/ ايلول الماضي. لكن كلاهما فشل في الحصول على الأغلبية الضرورية لتشكيل الحكومة القادمة داخل البرلمان (البوندستاغ) المكون من 613 مقعداً، وهو ما دفع الحزبين الرئيسيين الى استكشاف إمكانية اشتراكيهما في "ائتلاف كبير".

نصر رمزي

وفي هذا الإطار يحاول الحزبان الكبيران توظيف هذه النتائج من أجل رفع حظوظهما في الوصول إلى منصب المستشارية حيث يفسر كل منهما هذه النتائج بشكل يصب في خدمة أهدافه. ويذكر أن جولة الانتخابات في مدينة دريسدن، والتي تأجل فيها التصويت إلى اليوم، أصبحت ضرورية بسبب وفاة أحد المرشحين قبل أسبوعين من ميعاد الإنتخابات الرسمي في 18 سبتمبر / أيلول الماضي.

وفي معرض تعليقه على نتائج انتخابات دريسدن قال فرانز مونتيفيرينغ رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي في ألمانيا إن حزبه وحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي "سيبدأن على ما يبدو محادثات رسمية بخصوص تشكيل "ائتلاف كبير" بينهما بعد عقد مزيد من الاجتماعات التمهيدية. لكن مونتيفيرينغ قال: "الحزب الديمقراطي الاشتراكي لن يذعن لمطالب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بتخلي الاشتراكيين عن مطالبة المستشار غيرهارد شرودر بأحقيته في تبوء منصب المستشارية. وكان مونتيفيرينج قد أبلغ الإذاعة الألمانية عقب إجرائه اجتماعين تمهيديين مع انغيلا ميركل زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي خلال الاسبوعين الماضيين: "ينبغي أن نقرر نحن والاتحاد الديمقراطي المسيحي في المستقبل المنظور.. وليس الآن.. ما اذا كنا نرغب في الدخول في محادثات حول تشكيل ائتلاف." وأضاف مونتيفيرينغ قبيل جولة ثالثة من المحادثات مقررة يوم الأربعاء المقبل "لن نرفض الدخول في مفاوضات رسمية لكننا نرى أنه سيكون من الأفضل أن يقود غيرهارد شرودر مثل هذه الحكومة." وقال مونتيفيرينغ انه لن يصبح نائبا للمستشار. كما أوضح قائلا: "هذا لن يحدث لان غيرهارد شرودر ينبغي أن يكون المستشار ولا يمكن أن نحصل على ذلك المنصب أيضا." وعندما سئل حول متى سيتم حسم مسألة المستشار قال مونتيفيرينج: "في إطار المحادثات.. رغم أني لا اعرف حتى الآن ما إذا كانوا سيشاركون أم لا."

الصوت الثاني هو الأهم

وعلى وجه الدقة يمكن وصف آلية الإنتخابات على النحو التالي: في كل ولاية ألمانية يضع كل حزب سياسي لائحة لمرشحيه الذين يتم إرسال عدد منهم كأعضاء في البرلمان الجديد وفقاً لنسبة الأصوات الثانية التي حصل عليها، وهنا "تذوب" الأصوات الأولى مع الثانية وهذا يعني في النهاية أن الصوت الثاني يحدد عدد المقاعد البرلمانية التي يحظى بها كل حزب سياسي في البرلمان القادم.

دويتشه فيله